محادثات بين العاهل المغربي ورئيس ساحل العاج

الأمم المتحدة تشيد بقرار الرباط الانسحاب من الكركارات

العاهل المغربي ورئيس ساحل العاج في أبيدجان أمس (وكالة الأنباء المغربية)
العاهل المغربي ورئيس ساحل العاج في أبيدجان أمس (وكالة الأنباء المغربية)
TT

محادثات بين العاهل المغربي ورئيس ساحل العاج

العاهل المغربي ورئيس ساحل العاج في أبيدجان أمس (وكالة الأنباء المغربية)
العاهل المغربي ورئيس ساحل العاج في أبيدجان أمس (وكالة الأنباء المغربية)

عقد العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس ساحل العاج الحسن درامان وتارا، محادثات تناولت قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية في أبيدجان، أمس، بحضور مسؤولين من البلدين، قبل أن يعقدا مباحثات على انفراد.
وترأس الزعيمان افتتاح أعمال «مجموعة الدفع الاقتصادي كوت ديفوار (ساحل العاج) - المغرب». وقالت الرئيسة المشتركة للمجموعة رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بن صالح شقرون، إن المجموعة استطاعت منذ إطلاقها في يونيو (حزيران) 2015، «تقوية التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، من خلال تمكنيهما من تحديد أوجه تكاملهما وتعاونهما». وأوضحت أن ساحل العاج «أصبحت خلال الفترة ذاتها، أول وجهة للاستثمارات الخارجية للمغرب، كما أن التبادل التجاري بين البلدين تضاعف 3 مرات».
ورأت أن «هذه الاستثمارات ذات الطابع الهيكلي تسهم في خلق قيمة مضافة وفرص شغل محلية في مختلف القطاعات، من قبيل البناء والأشغال العمومية والتصنيع والصناعة الكيميائية والغذائية والتكوين والإسكان والبنيات التحتية الاقتصادية والاجتماعية».
وأشارت إلى أن توصيات المجموعة خلال اجتماعها الأخير يوم الجمعة الماضي، تضمنت «ضرورة تقليص العوائق التي تواجه التنافسية والاستثمار الصناعي في ساحل العاج وتحسين إطار الأعمال بين البلدين عبر فتح مكاتب للاتصال» بين قطاعي المقاولات فيهما «والمصادقة على منع الازدواج الضريبي».
وأوصت بـ«تحسين تبادل تدفق الاستثمارات بين البلدين وخفض كلفة إعادة تمويل البنوك لدى البنك المركزي لبلدان غرب أفريقيا وترشيد الإطار الضريبي من أجل تطوير تمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة والصناعات الصغرى والمتوسطة، وإرساء آليات ضمان خاصة تتيح للمقاولات الصغرى والمتوسطة ولوجاً أفضل للتمويلات واعتماد التأمين الفلاحي». وتأتي هذه الاتفاقات في إطار رؤية العاهل المغربي لتعزيز التعاون بين دول الجنوب.
من جهة أخرى، رحبت الأمم المتحدة، أمس، بانسحاب المغرب من منطقة الكركارات في المنطقة العازلة جنوب الصحراء، تنفيذاً لطلب الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس. ووصف الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الخطوة بأنها «إيجابية»، مطالباً الأطراف بـ«ضبط النفس».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.