الجيش الإيراني يبدأ مناورات «بين مضيقي هرمز وباب المندب»

الجيش الإيراني يبدأ مناورات «بين مضيقي هرمز وباب المندب»
TT

الجيش الإيراني يبدأ مناورات «بين مضيقي هرمز وباب المندب»

الجيش الإيراني يبدأ مناورات «بين مضيقي هرمز وباب المندب»

أعلن قائد البحرية في الجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري، أمس، تدشين مناورات بحرية تمتد على مليوني كيلومتر مربع من مضيق هرمز حتى شمال المحيط الهندي، وتنتهي بمضيق باب المندب، وذلك في وقت اعتبر نائب قائد الجيش الإيراني أحمد رضا بوردستان، أن المناورات تحافظ على جاهزية القوات العسكرية من «الهجوم المباغت».
وقال سياري على متن بارجة «سهند» في تصريح لوسائل إعلام المحلية، إن قطاعات من البحرية الإيرانية ستشارك في المرحلة الختامية من المناورات سفن وغواصات وزوارق ومروحيات عسكرية. وأطلقت إيران على المناورات الجديدة اسم «الولاية 95» وكانت البحرية الإيرانية أجرت مناورات مشابهة العام الماضي أطلقت عليها «الولاية 94».
وأوضح سياري، أن المناورات تهدف إلى جاهزية البحرية الإيرانية للحضور في المياه الدولية، نافيا أن تكون المناورات الإيرانية «تهديدا للدول الأخرى». وتابع أن المناورات تجرى في المنطقة التابعة لإيران، وأنها تتابع أهدافا واضحة.
بموازاة العلميات البحرية، ستشهد سواحل محافظة بلوشستان في جنوب شرقي البلاد مناورات للقوات المشاة البحرية، وتتدرب تلك القوات على عمليات خاصة في سياق الدفاع عن الأراضي الإيرانية، وفق ما نقلت وكالات أنباء إيرانية عن سياري.
وبحسب سياري، فإن القطاعات البحرية ستجرب أنظمة رادار وأجهزة محلية الصنع خلال المناورات، كما أنها ستقوم بطلعات جوية استطلاعية تشارك خلال طائرات درون.
وتأتي المناورات بعد توتر بين واشنطن وطهران الشهر الماضي إثر تجربة صاروخ باليستي في مناطق وسط إيران.
وكانت إدارة ترمب وجهت تحذيرا رسميا إلى طهران، وقالت إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لمواجهة الخطر الإيراني، واعتبرت الإدارة الأميركية طهران أكبر دولة راعية للإرهاب.
ورفض الأسطول الأميركي الخامس المستقر في محدودة المناورات التعليق على المناورات الإيرانية. ويحمي الأسطول الأميركي الخامس الممرات الملاحية من الخليج حتى مضيق باب المندب.
ويقول سياري، إن قواته تريد «ضمان أمن ممر نحو ثلث من الاقتصاد العالمي».
وشكلت تهديدات إيران خلال السنوات الأخيرة، بإغلاق مضيق هرمز وعرقلة دخول حاملات النفط إلى المنطقة، مصدر قلق لدى المجتمع الدولي، لكن إيران تقول إن جاهزية قواتها العسكرية في تلك المنطقة تأتي في إطار حماية سفن إيرانية من القرصنة.
وتلاحق إيران اتهامات بنقل السلاح إلى عدد من مناطق الملتهبة في المنطقة، وبخاصة الحوثيون في اليمن.
لكن سياري قال إن المناورات تساهم «بأمن المنطقة وتكافح الإرهاب البحري»، مشددا على أن «الإرهاب البحري ألحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد العالمي».
وكان ترمب خلال حملته الانتخابية وعد باستهداف القطاعات التابعة للبحرية الإيرانية إذا ما اقتربت من السفن الأميركية وأطلقت مدمرة أميركية طلقات تحذيرية على زوارق تابعة للحرس الثوري قرب مضيق هرمز.
وتتقاسم بحرية الجيش الإيراني والحرس الثوري المياه الإيرانية، ويتكفل الحرس الثوري بحماية الحدود البحرية الإيرانية في الخليج العربي، بينما يتكفل بحرية الجيش الإيراني بمياه إيران الدولية في بحر العرب.
في غضون ذلك، علق نائب قائد الجيش الإيراني أحمد رضا بوردستان على دوافع التصعيد العسكري في المنطقة عبر مناورات تقوم بها قوات الجيش والحرس الثوري، مشددا على أنها مناورات تهدف إلى جاهزية تلك القطاعات، ومنع تعرضها لهجوم مباغت، حسب ما نقلت عنه وكالة «مهر» الإيرانية.
وقال بوردستان، إن «أي تهديد يبرز سيؤدي ذلك إلى ندم»، معتبرا المناورات العسكرية «أفضل الوسائل لرصد التهديدات وخلق الطاقات الدفاعية».
وفي إشارة إلى مناورات أجرتها قوات الجيش الإيراني على مستوى القطاعات الجوية والبرية، أوضح بوردستان، أن القوات الإيرانية تجرب مختلف الخطط الحربية على المستويين التكتيكي والتقني تتناسب مع التهديدات التي تواجه إيران، مضيفا أن المناورات تجري تقييما لجاهزية القوات العسكرية ومعداتها، وفق ما أوردت عنه وكالة «مهر» الحكومية.



إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من أحزاب بالمعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات الجارية مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني السجين عبد الله أوجلان في مسعى جديد لإنهاء الإرهاب وحل المشكلة الكردية في تركيا.

من ناحية أخرى، أجلت محكمة في إسطنبول، الأربعاء، النطق بالحكم في قضية يواجه فيها رئيس بلدية إسطنبول، المعارض، أكرم إمام أوغلو، حكماً بالحبس وحظر نشاطه السياسي إلى أبريل (نيسان) المقبل.

ورغم تأييد إردوغان المبادرة التي أطلقها حليفه في «تحالف الشعب»، رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للسماح لأوجلان بالحديث أمام البرلمان وإعلان حل حزب «العمال» الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا مقابل النظر في إطلاق سراحه، لم يدل بتصريحات تعكس موقفه من الإفراج عن أوجلان بعد 25 عاماً أمضاها بسجن جزيرة إيمرالي ضمن عقوبة السجن مدى الحياة، لتأسسيه وقيادته منظمة إرهابية.

جانب من لقاء داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع حزب المستقبل التركي)

وقال رئيس حزب «المستقبل» المعارض، أحمد داود أوغلو، خلال كلمة بالبرلمان الأربعاء، جاءت بعد لقائه «وفد إيمرالي الجديد»، الذي يضم نائبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» سري ثريا أوندر وبروين بولدان والسياسي الكردي المخضرم، أحمد تورك، الاثنين: «هناك من يحاولون تعبئة الشارع وتأليب الأتراك ضد الأكراد والعرب، معتبراً أنهم يخدمون إسرائيل، لقد تكلم الجميع، لكن من يتحدث باسم الدولة هو الرئيس، وهو من سيتحمل عواقب الفشل الذي قد يحدث، وعليه أن يخرج ويشرح موقفه بوضوح».

بابا جان ووفد إيمرالي (موقع حزب الديمقراطية والتقدم)

بدوره، أكد رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، الذي التقى وفد إيمرالي بمقر حزبه، الثلاثاء، ضرورة الإعلان عن خريطة طريق للعملية الجارية حالياً، قائلاً: «نعلم أن البرلمان هو مكان الحل، لكن عندما نأخذ في الاعتبار نظام إدارة البلاد، يحتاج إردوغان إلى توضيح وجهة نظره».

جولة «وفد إيمرالي»

واختتم «وفد إيمرالي»، الثلاثاء، جولة على الأحزاب السياسية، عقب اللقاء الذي تم مع أوجلان في سجن إيمرالي في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتباحث حول ما دار في اللقاء، والتصور المطروح لحل المشكلة الكردية في تركيا، وإنهاء الإرهاب وحل حزب «العمال» الكردستاني.

لقاء وفد إيمرالي مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبدأت الجولة بلقاء رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، ورئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، الخميس الماضي، ثم لقاءات مع رئيس حزبي «المستقبل» أحمد داود أوغلو، و«السعادة» محمود أريكان، ورئيس المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم عبد الله غولر، وعدد من نواب رئيس الحزب، الاثنين، ثم لقاء رؤساء أحزاب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزال، و«الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، و«الرفاه من جديد» فاتح أربكان، الثلاثاء.

واستثني من اللقاءات حزب «الجيد» القومي، الذي رفض أي مفاوضات مع أوجلان.

الرئيسان المشاركان السابقان لحزب «الشعوب الديمقراطية» صلاح الدين دميرطاش وفيجن يوكسكداغ (أرشيفية)

وأعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، الأربعاء، أن «وفد إيمرالي» سيلتقي، السبت، الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، في محبسه في ولاية أدرنه، (غرب تركيا)، والرئيسة المشاركة السابقة للحزب، فيجن يوكسكداغ، في سجن كانديرا بولاية كوجا إيلي، بشمال غربي تركيا، الأحد، في إطار عرض ما دار خلال اللقاء مع أوجلان، والخطوات التي ستتخذ لاحقاً في إطار العملية الجديدة، والتي قد تتضمن لقاءات جديدة مع أوجلان.

ويقبع دميرطاش ويوكسكداغ في السجن بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، والاتصال مع منظمة إرهابية (حزب «العمال» الكردستاني).

صدام بين القوميين

ونشب صدام بين أحزاب الجناح القومي في تركيا حول اللقاءات مع أوجلان ودعوته إلى البرلمان واحتمال إطلاق سراحه، ووقع تراشق بين رئيس حزبي «الحركة القومية» دولت بهشلي، ورئيس حزب «الجيد» مساوات درويش أوغلو، الذي رفض الحوار مع أوجلان ووصفه بـ«خطة الخيانة» ورفض استقبال «وفد إيمرالي».

بهشلي خلال لقاء مع وفد إيمرالي الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعدما هاجم بهشلي درويش أوغلو بطريقة مبطنة في البرلمان، الثلاثاء، رد الأخير قائلاً: «نحن نعرف جيداً من يديرك كما تدار الكرة».

واتهم رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، بهشلي بأنه يرتكب جريمة ضد الدولة والأمة التركية، ويحاول تركيع تركيا أمام منظمة إرهابية (العمال الكردستاني).

وانتقد الأمين العام لحزب «الحركة القومية»، عصمت بويوكتامان، درويش أوغلو، قائلاً «إن تعبيراته (الفاحشة) تعني أنه لا يستطيع أن يضبط فمه عندما ينقطع الخيط ويدرك أنه سيخسر».

كما رد على تصريحات أوزداغ قائلاً: «لا أحد يستطيع إخضاع الدولة التركية، ويجب على أوزداغ أن يعرف ذلك جيداً، أينما كان السيد دولت بهشلي، فإن الخيانة والاستسلام غير واردين».

في السياق ذاته، أكد نائب رئيس حزب «الحركة القومية»، فيتي يلدز، أن «هناك شرطاً واحداً لكي يستفيد أوجلان من (الحق في الأمل) في إطلاق سراحه، وهو أن يصدر تقرير عن الطب الشرعي يؤكد أنه مريض وغير قادر على تلبية احتياجاته الخاصة».

محاكمة إمام اوغلو

على صعيد آخر، أجلت محكمة في إسطنبول جلسة النطق بالحكم في قضية اتهم فيها رئيس بلدية إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، أكرم إمام أوغلو، بـ«التزوير في المناقصات» خلال فترة رئاسته لبلدية «بيلك دوزو» في إسطنبول، قبل فوزه برئاسة بلديتها الكبرى في عام 2019.

أكرم إمام أوغلو (من حسابه في إكس)

وكان المدعي العام طالب بحبس إمام أوغلو لمدة تتراوح بين 3 و7 سنوات، وحظر نشاطه السياسي لمدة مماثلة للحكم، لكنه طلب الحصول على وقت إضافي في الجلسة الثامنة التي عقدت، الأربعاء، وكان مقرراً أن يقدم فيها مذكرة تتضمن رأيه، وقررت المحكمة التأجيل إلى جلسة 11 أبريل المقبل.

وقبل انعقاد الجلسة قال محامي إمام أوغلو، كمال بولاط، إن تقرير الخبراء في الملف وقرار مجلس الدولة الصادر فيها، يوضحان أنه لا يمكن اتخاذ قرار آخر غير البراءة.