تقرير «أنفاق حماس» يزيد الضغوط على نتنياهو

مستشاره السابق: يدمر الديمقراطية في إسرائيل

تقرير «أنفاق حماس» يزيد الضغوط على نتنياهو
TT

تقرير «أنفاق حماس» يزيد الضغوط على نتنياهو

تقرير «أنفاق حماس» يزيد الضغوط على نتنياهو

يعيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يتعرض منذ نحو شهرين لتحقيقات في قضايا متعددة، أكثر فترات حياته السياسية حساسية؛ بسبب تراكم الضغوط الكبيرة التي قد تدفعه في نهاية المطاف للاستقالة من منصبه.
وفيما هدد رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» سابقاً، يعقوب بيري، بأن حزبه «هناك مستقبل» سيصر على استقالة نتنياهو من منصبه في حال تقديم لائحة اتهام ضده على إثر التحقيقات الحالية معه، يستعد خصوم نتنياهو للانقضاض عليه في مسألة أخرى بعيدة عن التحقيقات، وهي حرب غزة. وقال بيري، إن «صدور لائحة اتهام يعد كافياً لمطالبة رئيس الوزراء بالاستقالة، حيث يجب أن تنخرط في هذه المطالبة ليست المعارضة وحدها، وإنما أصوات التوازن والاعتدال في الائتلاف الحكومي».
وفي هذا الوقت، ينتظر نتنياهو أن ينشر مراقب الدولة في إسرائيل يوسف شابيرا يوم الثلاثاء المقبل نسخة عن التقرير الخاص الذي أعده حول أنفاق حركة حماس وفشل الجيش الإسرائيلي والمجلس الوزاري المصغر «الكابنيت» في التعامل مع تلك القضية، خاصة في ظل الحديث عن اتهامات شخصية لنتنياهو بإخفاء تقارير أمنية مسبقة عن أعضاء «الكابنيت» حول تلك الأنفاق إبان حرب 2014.
وسلط موقع «واللا العبري» الضوء على تقرير نشر في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن أن تقرير مراقب الدولة في إسرائيل سيحيي من جديد معركة سياسية قديمة - جديدة بين نتنياهو وحليفه في الحكومة وزير التعليم نفتالي بينيت، حول الخلاف آنذاك بشأن تهديد الأنفاق. وتتوقع مصادر إسرائيلية أن يستغل بينيت ذلك التقرير ليصبح خليفة نتنياهو في رئاسة وزراء إسرائيل. ويعد بينيت على الرغم من التحالف مع نتنياهو في الحكومة من أشد أعدائه، وقد كان الخلاف بينهما طاحناً في حرب غزة، وتحول الخلاف بينهما إلى نقطة محورية في عملية السلام بالشرق الأوسط.
ووجود بينيت في الائتلاف الحكومي منع نتنياهو من الموافقة على عملية سلام إقليمية كان يجري الإعداد لها في العقبة، وبينيت هو الذي مارس ضغوطاً على نتنياهو لعدم التطرق لفكرة حل الدولتين خلال لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب منتصف الشهر الحالي.
وقال موقع «واللا» أن بينيت يدفع الائتلاف الحكومي الحالي في إسرائيل إلى التطرف اليميني ما سيزيد من حدة المواجهة مع حلفاء إسرائيل في المنطقة والعالم، ويوتر الأجواء أكثر مع الفلسطينيين. ويأتي ذلك في وقت ذكرت فيه القناة العبرية العاشرة، مساء أول من أمس الجمعة، أن حركة حماس اقتربت من نهاية ترميم أنفاقها التي فقدتها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة في صيف 2014. ونشرت القناة تقريرها عن جهوزية حماس العسكرية من جديد مع اقتراب نشر تقرير مراقب الدولة، ما يضاعف من الضغوطات على نتنياهو. حيث أشارت القناة إلى وجود قلق في إسرائيل من نجاح حماس في استعادة ترميم أنفاقها وتحسين قدراتها الصاروخية بشكل أفضل مما كانت عليه قبيل حرب 2014.
وعقب بيري على التقرير المنتظر أن يصدر الثلاثاء المقبل، بقوله: «من المستحيل مواصلة إدارة القضايا المركبة والخطيرة في الدولة ساعة الانشغال بالتحقيقات والملفات القضائية». ودعا بيري، نتنياهو إلى «الاعتراف بأنه كان مخطئاً بشأن موقفه من تهديد تلك الأنفاق قبيل عملية الجرف الصامد على غزة». وقال بيري: «يجب على نتنياهو أن يبدأ في تصحيح القصور والاستعداد جيداً للمعركة المقبلة».
وبيري ليس الأول الذي يهاجم نتنياهو، وسبقه مسؤولون إسرائيليون دعوا رئيس الوزراء للاستقالة.
وأمس، دعا المحامي الإسرائيلي «الداد يانيف» الذي عمل سابقاً مستشاراً لنتنياهو إلى تأسيس حركة تعارض حكم نتنياهو. مشيرا إلى أنه سيعمل على تأسيس تلك الحركة خلال الأسابيع المقبلة. ورأى «يانيف» أن نتنياهو يدمر الديمقراطية في إسرائيل. داعياً لاختيار مرشح جديد من المعارضة لرئاسة وزراء إسرائيل.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.