السيسي يستقبل وزير خارجية بريطانيا والمباحثات تتناول الإرهاب ودعم الاقتصاد

السيسي يستقبل وزير خارجية بريطانيا والمباحثات تتناول الإرهاب ودعم الاقتصاد
TT

السيسي يستقبل وزير خارجية بريطانيا والمباحثات تتناول الإرهاب ودعم الاقتصاد

السيسي يستقبل وزير خارجية بريطانيا والمباحثات تتناول الإرهاب ودعم الاقتصاد

التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، بالإضافة إلى سفير المملكة المتحدة بالقاهرة، حيث تباحث الجانبان حول التطورات الحالية في الشرق الأوسط، وخصوصا فيما يتعلق بالأزمة السورية، والأوضاع في ليبيا واليمن، فضلاً عن آفاق الدفع قدما بعملية السلام، وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم الاقتصاد المصري.
وقال بيان للرئاسة المصرية إن السيسي أكد ضرورة استعادة الاستقرار بالمنطقة، والحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها من أجل الحفاظ على وحدة أراضيها وصيانة مقدرات شعوبها، فضلاً عن سد الفراغ الذي تقوم باستغلاله الجماعات الإرهابية في التمدد والانتشار.
وأوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة أن السيسي أعرب عن تطلع مصر لتحقيق نقلة نوعية في العلاقات بين الدولتين على كل المستويات، وخصوصا تعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة استثمارات الشركات البريطانية في مصر.
وفي هذا الإطار استعرض السيسي خطوات برنامج الإصلاح الاقتصادي الجاري تنفيذه، مشيراً إلى ترحيب مصر بالدعم الذي قدمته بريطانيا لمصر في التوصل للاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
كما أكد الرئيس حرص مصر على تعزيز التعاون مع بريطانيا في مجالات مختلفة، وخصوصا التعليم سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي، فضلاً عن تشجيع الاستثمارات البريطانية القائمة في مصر والتطلع لزيادتها وتوسيع أنشطتها خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في محور تنمية قناة السويس.
ومن جانبه، أعرب وزير خارجية المملكة المتحدة عن تقديره لما يربط مصر والمملكة المتحدة من علاقات طويلة ومتميزة، مشيراً إلى تطلع بريطانيا لدفع علاقات التعاون بين الدولتين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، ومؤكداً تقدير بلاده للقرارات الشجاعة التي اتخذتها مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وما تتحمله من تبعات وتحديات في هذا الشأن.
وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى تطلع بلاده لتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مصر بقوة، مشيراً إلى أن بريطانيا باعتبارها أحد أكبر الدول ذات الاستثمارات في مصر حريصة على دعم الاستقرار والتنمية في مصر، ومنوهاً في هذا الإطار إلى تقدير بريطانيا للتعاون المثمر مع الأجهزة المصرية المعنية بأمن المطارات، وحرص الجانبين على مواصلة العمل من أجل استئناف رحلات الطيران البريطانية إلى شرم الشيخ.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق كذلك إلى مناقشة سبل تعزيز التنسيق بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الإرهاب، حيث أكد الرئيس أن مواجهة الإرهاب تستلزم استراتيجية دولية شاملة، لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية، وإنما تمتد لتشمل العمل على هدم الأسس الفكرية التي يستند إليها الفكر الإرهابي، وذلك من خلال تطوير وتحديث التعليم، بالإضافة إلى تجديد الخطاب الديني لتعزيز القيم السمحة للأديان، وبحيث يتم ترسيخ قيم التعايش المشترك والتسامح، مؤكداً أن تحقيق النصر في المعركة في الإرهاب يتطلب تكاتف جهود المجتمع الدولي على كل المستويات والتعامل مع كل الجماعات الإرهابية وفق معيار واحد يستهدف تجفيف منابع تمويلها وإيقاف إمدادها بالسلاح والمقاتلين.
وفي هذا الإطار أشار وزير الخارجية البريطاني إلى الأهمية الاستراتيجية التي تتميز بها مصر ودورها القيادي في المنطقة، مؤكداً ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين بما يتواءم مع طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.
وأكد الوزير جونسون دعم بريطانيا الكامل لمصر في جهودها لمواجهة وحصار الإرهاب الذي يمثل تهديداً عالمياً يتعين القضاء عليه، مشيراً إلى أن بلاده تثمن كذلك الجهود التي تقوم بها مصر لتسوية الأزمات القائمة في الشرق الأوسط، وخصوصا الأزمة الليبية، بهدف ترسيخ الاستقرار وتوفير المناخ اللازم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن وزير الخارجية سامح شكري بحث مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي يقوم بزيارة إلى مصر تستهدف توجيه دفعة للعلاقات بين البلدين والتشاور حول عدد من الملفات الإقليمية التي تهم البلدين.
وأشار أبو زيد إلى أن محادثات وزيري خارجية مصر وبريطانيا تطرقت إلى جميع جوانب العلاقات المصرية البريطانية، السياسية والاقتصادية والثقافية، وسبل تعزيزها وتطويرها، بما في ذلك موضوع استعادة حركة الطيران البريطاني إلى مدينة شرم الشيخ. وفي هذا السياق، استعرض الوزير شكري التقدم الكبير الذي تم إحرازه في تأمين المطارات المصرية، وفقا للخطة المشتركة بين الجانبين، وبما يتسق مع المعايير الدولية في تأمين المطارات، مشيرا إلى أن استمرار توقف الطيران البريطاني عن المقاصد السياحية المصرية رغم ما تم إحرازه من تقدم نوعي في تأمين المطارات يعد أمرا غير مفهوم أو مبرر، ومن شأنه أن يضر بعصب الاقتصاد ومصدر الدخل الرئيسي للملايين من المواطنين الذين يعتمدون اعتمادا كليا علي عوائد قطاع السياحة، ولا يتسق مع الوعود البريطانية المتكررة بدعم مصر.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن الوزير البريطاني حرص على الاستماع لوجهة النظر المصرية إزاء أهم القضايا الإقليمية، على رأسها الوضع في كل من ليبيا وسوريا واليمن والعراق، وجهود مكافحة الإرهاب، فضلا عن تقييم مصر لفرص استئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. كما استعرض وزير الخارجية جهود مصر الأخيرة في تقريب المواقف بين الأطراف الليبية والجهود المبذولة من جانب دول جوار ليبيا في هذا الشأن.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.