مسيرة رانييري مع ليستر تنتهي بمأساة بعد أن كتب أجمل قصة في تاريخ الدوري الإنجليزي

«الثعالب» دخلوا التاريخ مرتين... الأولى بعد الفوز باللقب والثانية عن طريق الإقالة المجحفة للمدرب

رانييري... قرار الإقالة  أنهى أحلامه مع ليستر - إقالة رانييري جاءت بعد هدف فاردي الذي أحرزه في شباك إشبيلية ومنح ليستر أفضلية في مباراة العودة
رانييري... قرار الإقالة أنهى أحلامه مع ليستر - إقالة رانييري جاءت بعد هدف فاردي الذي أحرزه في شباك إشبيلية ومنح ليستر أفضلية في مباراة العودة
TT

مسيرة رانييري مع ليستر تنتهي بمأساة بعد أن كتب أجمل قصة في تاريخ الدوري الإنجليزي

رانييري... قرار الإقالة  أنهى أحلامه مع ليستر - إقالة رانييري جاءت بعد هدف فاردي الذي أحرزه في شباك إشبيلية ومنح ليستر أفضلية في مباراة العودة
رانييري... قرار الإقالة أنهى أحلامه مع ليستر - إقالة رانييري جاءت بعد هدف فاردي الذي أحرزه في شباك إشبيلية ومنح ليستر أفضلية في مباراة العودة

يبدو قرار إقالة كلاوديو رانييري من منصبه مديرا فنيا لنادي ليستر سيتي الإنجليزي قاسيا للغاية، ومحبطا للكثيرين في ضوء الإنجازات الاستثنائية التي حققها المدير الفني الإيطالي للفريق الموسم الماضي. لكن في النهاية، يبدو أن قرار الإقالة قد اتخذ بناء على حقيقة بسيطة للغاية، وهي أن ملاك ليستر سيتي لم يعد لديهم الثقة في قدرة رانييري (65 عاما) على الإبقاء على النادي في الدوري الإنجليزي الممتاز. وتلقت إدارة ليستر سيتي حملة انتقادات عنيفة بسبب إقالة رانييري؛ ما دفع البعض إلى القول إن ليستر سيتي دخل التاريخ مرتين، الأولى من خلال الفوز باللقب، والثانية عن طريق الإقالة المجحفة لرانييري.
وبغض النظر عما حدث، وحقيقة أن ليستر سيتي بات قريبا للغاية من الهبوط لدوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب)، فإن الشيء الذي يبدو غير منطقي، حتى بالنسبة للبعض داخل النادي، هو توقيت القرار، ولا سيما أن النادي كان قد أعرب قبل 16 يوما من إقالته عن «دعمه الثابت» لرانييري، علاوة على أن المدير الفني الإيطالي كان قد قاد الفريق قبل أقل من 24 ساعة لتحقيق نتيجة إيجابية أمام إشبيلية في دوري أبطال أوروبا، وبات فريقه مطالبا بالفوز بهدف واحد فقط للتأهل لدور الثمانية للبطولة الأقوى في القارة العجوز.
وكان رئيس لسيتر سيتي التايلاندي فيتشاي سريفدانابرابا، ونجله الذي يشغل منصب نائب رئيس النادي، موجدَين في ملعب رامون سانشيز بيزخوان معقل إشبيلية، وكان من الصعب عدم الإحساس آنذاك بأنهما كانا يدركان أن رانييري بات في أيامه الأخيرة مع النادي. صحيح أن جيمي فاردي قد أحرز هدفا مهما للغاية في شوط المباراة الثاني يمنح لليستر سيتي أفضلية كبيرة في مباراة العودة، إلا أن ذلك لم يغير شيئا فيما يتعلق بمستقبل رانييري مع النادي.
وعاد ليستر سيتي إلى إنجلترا في مساء اليوم التالي لمباراة إشبيلية، ولم يكن اللاعبون وأعضاء الجهاز الفني على علم بأن النادي على وشك أن يخبر رانييري بقرار الإقالة. وبدأ الأمر بتداول بعض الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي في مساء ذلك اليوم قبل أن يصدر النادي بيانيا الساعة الثامنة مساء يؤكد فيه أن النادي لم يعد في حاجة إلى خدمات أفضل مدير فني في تاريخ النادي الذي يمتد إلى 133 عاما.
وجاء القرار صادما ومفاجئا للجميع في إنجلترا وخارجها، كما حملت ردود الأفعال مزيجا من الذهول والغضب. وربما كان أسطورة ليستر سيتي غاري لينكر يخاطب عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم، وليس جمهور ليستر سيتي فحسب، عندما تحدث عن المعجزة التي حققها رانييري العام الماضي، ووصف قرار المالك التايلاندي للنادي بإقالة المدير الفني الإيطالي بأنه قرار «غير مبرر ولا يغتفر، ويبعث على الحزن والأسى».
ولعل الأمر الذي يبعث على الحيرة هو: لماذا لم يتخذ مالك النادي التايلاندي ونجله قرار إقالة رانييري بناء على نتائج ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز؛ إذ كانت آخر مباراة للفريق بالدوري هي المباراة التي خسرها أمام سوانزي سيتي قبل 13 يوما؟ لماذا انتظرت إدارة النادي حتى يلعب ليستر سيتي مباراته أمام إشبيلية في دوري أبطال أوروبا، ثم تعلن قرار رحيل رانييري؟ وأصبح الشيء المؤكد الآن هو أن قرار مجلس إدارة النادي بمنح «الدعم الثابت» لرانييري قبل المباراة التي خسرها الفريق أمام سوانزي سيتي كان الهدف منه إعطاء دفعة معنوية للاعبين، وليس دعما حقيقيا للمدير الفني على المدى البعيد.
ولكن في هذه المرحلة ظهرت بالفعل علامات على أن هناك قلقا متزايدا وراء الكواليس بين اللاعبين وأعضاء مجلس الإدارة فيما يتعلق بطريقة إدارة رانييري للفريق. وذكرت صحيفة «الغارديان»، أن رانييري قد فقد سيطرته على غرفة خلع الملابس، وأصبح اللاعبون يشعرون بالإحباط والذهول بسبب تغييراته التكتيكية واختياراته اللاعبين، كما بدا أن العلاقة بين المدير الفني ومساعديه وطاقمه الفني لم تعد على ما يرام.
ويجب أيضا أن نلقي باللوم على اللاعبين، الذين قاد معظمهم الفريق للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، لكنهم ظهروا خلال الموسم الحالي بمستوى متواضع للغاية وأداء فردي هزيل بعيدا تماما عن الجماعية التي شهدناها الموسم الماضي، ناهيك عن خسارة الفريق جهود نجم خط الوسط الفرنسي نغولو كانتي الذي انتقل إلى تشيلسي الصيف الماضي. ويجب أيضا أن نشير إلى فشل النادي الذريع في تدعيم صفوفه بصفقات قوية خلال الصيف وفترة الانتقالات الشتوية الماضية. لقد اجتمعت كل هذه العوامل، وأدت في النهاية إلى ما يشبه العاصفة داخل النادي، وباتت المسؤولية موزعة على أطراف عدة، وليس المدير الفني فحسب.
ومن حيث النتائج، كان الوضع كارثيا على المستوى المحلي، ويكفي أن نعرف أن ليستر سيتي بات أول بطل للدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 1956 يتلقى خمس هزائم متتالية في الموسم التالي لحصوله على اللقب، كما فشل النادي في تسجيل أي هدف في الدوري هذا الموسم على مدى عشر ساعات لعب متتالية. وبات الفريق على بعد نقطة واحدة فقط من منطقة الهبوط، وفي حال هزيمته يوم الاثنين أمام ليفربول في المباراة التي سيلعبها ليستر سيتي تحت قيادة المدير الفني المؤقت ومساعد رانييري السابق كريج شكسبير، فإن النادي سيدخل بالفعل منطقة الهبوط ويصبح أحد الفرق الثلاثة التي تتذيل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
ولعل السؤال الملح الآن هو: ألا يشفع النجاح الباهر الذي حققه ليستر سيتي الموسم الماضي لرانييري لكي يظل في منصبه حتى نهاية الموسم، ويحصل على فرصة قيادة الفريق في الـ13 مباراة المتبقية في الدوري، ويواصل الرحلة المثيرة للفريق في دوري أبطال أوروبا حتى النهاية؟ يرى كثيرون أن رانييري يستحق هذه الفرصة بالطبع، وإذا ما وضعنا هذا في الاعتبار، فإن هذا الجمهور لن يتعاطف بشكل كبير مع ليستر سيتي في حال هبوطه لدوري الدرجة الأولى في نهاية المطاف.
ويتولى جون رودكين، مدير الكرة بنادي ليستر سيتي، مهمة البحث عن مدير فني لديه خبرات كبيرة ليخلف رانييري في مهمته ويحاول إنقاذ الفريق من الهبوط لدوري الدرجة الأولى. ومن الصعب أن نصدق أن ليستر سيتي قد أقال رانييري من دون أن يكون قد أجرى محادثات مع مديرين فنيين آخرين لتولي المهمة.
في الحقيقة، لن يؤثر أي شيء في الإنجازات الأسطورية التي حققها رانييري مع ليستر سيتي، ويكفي أنه ترك الفريق وهو على بعد 90 دقيقة فقط من الوصول لدور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، كما سيظل المعشوق الأول لجمهور ليستر سيتي بعدما نجح في قيادة النادي للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في أعظم ملحمة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.
وأبدى مدربو الفرق الإنجليزية الكبرى شعورهم بالإحباط عقب إقالة رانييري. وأقيل رانييري من منصبه بعد تسعة أشهر فقط من قيادته ليستر للتتويج بلقب الدوري الموسم الماضي، وذلك للمرة الأولى في تاريخ النادي الذي يبلغ 133 عاما. وقال البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب فريق مانشستر يونايتد، الذي أقيل من تدريب فريق تشيلسي الموسم الماضي بعدما قاده للحصول على لقب الدوري في الموسم السابق، أنه يجب على إدارة ليستر وضع اسم كلاوديو رانييري على الملعب الرئيسي للنادي. وتابع: «لقد دفع ثمن نجاحه، ربما الموسم بدأ بأنانية نمطية من الآخرين، الناس تفكر في عقود جديدة، الرحيل، والحصول على المزيد من الأموال» أضاف المدرب البرتغالي «بعض المبادئ تمضي بعيدا بعض الشيء. لقد كانت لي تجربة مماثلة (في تشيلسي)».



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟