قائد عسكري يمني: محوران لتحرير الحديدة

قائد عسكري يمني: محوران لتحرير الحديدة
TT

قائد عسكري يمني: محوران لتحرير الحديدة

قائد عسكري يمني: محوران لتحرير الحديدة

كشف العميد عمر جوهر، رئيس أركان المنطقة العسكرية الخامسة، أن تنفيذ الخطة العسكرية لعملية تحرير الحديدة، الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، التي تعتمد عليها ميليشيات الحوثيين في تهريب السلاح، أصبحت وشيكة، وذلك بعد الانتهاء من عملية تطهير «ميدي» من الألغام التي عمد الحوثيون إلى زرعها، وتفخيخ كثير من المواقع والمباني الرئيسية في المدينة.
وقال العميد جوهر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن عملية تطهير المدينة من الألغام المنتشرة بشكل واسع، ونزع المتفجرات في بعض المواقع، لن يتجاوز عدة أيام من بدء عملية التقدم والتطويق، لافتًا إلى أن بعض الجيوب التي تصارع لن يكون لها خيار سوى المواجهة، ويكونون في عداد القتلى، أو تسليم أنفسهم بشكل سريع، وهذا يتوافق مع الخطة العسكرية التي وضعت لتحرير المدينة التي تعد في الوقت الراهن خالية من السكان، حرصًا على سلامتهم.
وأردف العميد جوهر أن الاستراتيجية العسكرية للساحل الغربي تعتمد على محورين لتحرير كل المناطق الساحلية، وصولاً إلى آخر معاقل الميليشيات على الشريط الساحلي، المتمثل في محافظة وميناء الحديدة، موضحًا أن هذه الاستراتيجية تنفذ بشكل دقيق من قبل القيادات الميدانية، رغم وجود بعض الصعوبات المتمثلة في نشر الألغام التي يتعامل الجيش معها بكل حرفية.
وأضاف أن قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، وبحسب خطة تحرير الحديدة، ستتحرك بشكل متوازي، من منطقة المخا إلى «الخوخة» باتجاه الحديدة، يقابله تحرك عسكري للمنطقة العسكرية الخامسة التي ستتحرك خلال الأيام المقبلة بعد تحرير ميدي من الساحل الغربي باتجاه المحيا، ومن ثم إلى المخا التي ستكون نقطة التقاء للمنطقتين للتحرك بشكل متوازي، وعمل تطويق للحديدة بمساندة قوات التحالف العربي.
وعن الدعم لتنفيذ العمليات العسكرية المقبلة للجيش، أكد العميد جوهر أن هناك دعمًا متواصلاً، سواء كان عسكريًا أو لوجيستيًا، من قوات التحالف العربي التي تلعب دورًا مهمًا في تقدم الجيش على الأرض، والحالة القتالية في الوقت الراهن للجيش على أعلى مستوياتها، وتستطيع وحداته المختلفة أن تنفذ جميع المهام الموكلة لها لتحرير المناطق الساحلية.
وشدد رئيس أركان المنطقة العسكرية الرابعة على أن تحرير «ميدي» كان حتميًا لكي لا يكون هناك مساحة للميليشيات لتهديد الحدود السعودية، موضحا أن الميليشيات الحوثية كانت تعد هذه المدينة المتنفس البحري لهم، في حال سقوط الجمهورية اليمنية، لإنشاء إقليم ولتكون ميدي منفذهم البحري.
وقال العميد جوهر إن ميدي لا تشكل ميناء استراتيجيًا لليمن، بحكم امتلاكه لساحل يمتد على نحو ألفي كيلومتر، وهناك عدة موانئ بحرية يمكن الاستفادة منها وبشكل أكبر عما هو عليه في ميدي، إلا أنها تشكل تهديدًا في حال بسطت الميليشيات نفوذها عليها لتهديد الحدود السعودية، وذلك بحكم قربها، وهو هدف إيران، ممثلة في أتباعهم في اليمن، ميليشيات الحوثيين، للسيطرة على هذه المدينة، موضحًا أنه في حال سقوطها ستشكل على المدى البعيد تهديدًا مزعجًا للحدود السعودية، وقد يكبر ذلك التهديد ما لم تحرر هذه المدينة التي سارع الجيش في تطويقها في وقت سابق، ونجح في تكبيد الميليشيات خسائر كبيرة.
وتوعد العميد جوهر الميليشيات بالرد السريع على استهداف شهداء الجيش، وفي مقدمتهم «اللواء أحمد سيف، نائب رئيس هيئة الأركان اليمنية»، وجميع القيادات التي استهدفتها الميليشيات، خلال الأيام المقبلة، من خلال التقدم بشكل سريع في مراكز القوة للميليشيات، وتحقيق النصر النهائي للبلاد.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.