مسؤول عسكري في البنتاغون: نموذج الموصل قد يتكرر في سوريا

قائد القوات الأميركية بالشرق الأوسط أكد الحاجة إلى مزيد من القوات الأميركية

مسؤول عسكري في البنتاغون: نموذج الموصل قد يتكرر في سوريا
TT

مسؤول عسكري في البنتاغون: نموذج الموصل قد يتكرر في سوريا

مسؤول عسكري في البنتاغون: نموذج الموصل قد يتكرر في سوريا

قال مسؤول عسكري في البنتاغون إن بعض الخيارات المطروحة لمحاربة «داعش» في سوريا، بالمستوى نفسه الذي يتم تقديمه للقوات العراقية التي تعمل على استعادة الموصل، وتتضمن زيادة استخدام المدفعية وإطلاق قذائف الهاون وزيادة عدد طائرات الهليكوبتر الهجومية وزيادة الغارات الجوية والتوسع في الخدمات اللوجيستية لدعم المقاتلين الذين يواجهون «داعش» في سوريا وتكثيف جهود المشورة لهم.
ويأتي هذا التصريح صبيحة تصريح للجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، الذي تحدث عن الحاجة لمزيد من القوات الأميركية في سوريا لتسريع الحملة ضد تنظيم داعش، مشيرًا في تصريحات للصحافيين مساء الأربعاء - خلال زيارته للعاصمة الأردنية - إلى قلقه حول أهمية الحفاظ على قوة الدفع ضد «داعش».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن الجنرال فوتيل، قال إنه قد تكون هناك حاجة لإرسال مزيد من القوات الأميركية إلى سوريا لتسريع وتيرة الحملة ضد تنظيم «داعش»، مشيرة إلى أن المقاتلين الأكراد والعرب السوريين المدعومين من الولايات المتحدة سوف يلعبون دورًا أساسيًا في الاستيلاء على الرقة، لكن ذلك قد لا يكون كافيًا أو فعالاً بالدرجة المطلوبة، لذلك فإن أحد الخيارات المطروحة أميركيًا هي تكثيف دعمها لأولئك المقاتلين عبر إطلاق النار من مدفعيتها وعبر قذائف المورتر الخاصة بها، والمساعدة في الخدمات اللوجيستية وتوسيع نطاق تقديم المشورة العسكرية، بشكل مماثل لما تقوم به القوات الأميركية للجيش العراقي في معركة الموصل.
وأكدت «نيويورك تايمز» أن لدى الولايات المتحدة نحو 500 جندي من وحدات العمليات الخاصة يوجدون في سوريا، وإن اتخذ فعلاً قرار بزيادة الوجود العسكري الأميركي المباشر فإن قوات من الوحدات العسكرية التقليدية سوف تتجه إلى سوريا، علمًا أن الجنرال فوتيل أكد أنه لن يوصي بنشر تشكيلات قتالية كبيرة.
أوضحت الصحيفة أن الخلاف الكبير مع تركيا، الحليف المهم لواشنطن في المنطقة، حول تسليح الأكراد، قد يعرقل الخطة تمامًا، لافتة إلى أن إدارة أوباما أجلت اتخاذ قرار بهذا الشأن في أيامها الأخيرة، بينما لم تقدم إدارة ترمب أي توضيح حقيقي بهذا الشأن بعد باستثناء الاقتراحات من قادة الجيش. وفي حال اتخذت الإدارة الأميركية قرارها بعدم إخلال التوازن مع تركيا وعدم دعم المقاتلين الأكراد، فإن الحل سوف يكون بنشر أعداد أكبر بكثير من الجنود الأميركيين في سوريا، وهي الخطة البديلة للجنرال فوتيل لاستعادة مدينة الرقة.
وأشار مسؤول بالبنتاغون تحفظ على ذكر اسمه، لـ«لشرق الأوسط»، إلى أن بعض الخيارات المطروحة للنقاش هي زيادة استخدام المدفعية وإطلاق قذائف الهاون وزيادة عدد طائرات الهليكوبتر الهجومية وتصعيد الغارات الجوية، والتوسع في الخدمات اللوجيستية لدعم المقاتلين الذين يقاتلون «داعش» في سوريا وتكثيف جهود المشورة لهم، بنفس المستوى الذي يتم تقديمه للقوات العراقية التي تعمل على استعادة الموصل، والحصول على مزيد من السلطة لاتخاذ قرارات في ساحة المعركة.
وتحدث المسؤول عن خيارات أخرى تتعلق بتغيير قواعد الاشتباك بما يسمح للقوات الأميركية بالتعامل مع أي هجمات محتملة، ووضع آليات قوية مع الحلفاء لخنق مصادر تمويل تنظيم داعش، إضافة إلى توفير المزيد من الموارد المالية لتمويل خطة تكثيف الضربات ضد «داعش». وأوضح المسؤول العسكري أن عددًا كبيرًا من القادة العسكريين في البنتاغون، يرون أن هناك حاجة ملحة لاستخدام القوات الأميركية بدلاً من الاعتماد على المقاتلين المحليين في ساحة المعركة، لتحقيق الهدف المنشود وهو هزيمة «داعش»، لكن ذلك يعني احتمالات عالية لقتلى وإصابات في صفوف القوات الأميركية التي ستحارب «داعش»، وهو أمر لن يتحمس له الرأي العام الأميركي، إضافة إلى المشاعر المعادية للولايات المتحدة في المنطقة، واستمرار النزاعات والانقسامات العرقية والدينية والسياسية التي لا يوجد حل دائم لها.
وتعتمد وزارة الدفاع الأميركية حاليًا على خطة تركز على شن هجمات متعددة من عدة اتجاهات ضد «داعش» بهدف استعادة مدينة الرقة السورية من ناحية وقطع التواصل بين الرقة في سوريا والموصل في العراق، حتى تنجح القوات العراقية في استعادة الموصل من «داعش». وتقدم وزارة الدفاع الأميركية الدعم للمقاتلين الأكراد والعرب السوريين في القتال ضد «داعش» في سوريا واستعادة الرقة التي تعتبرها «داعش» عاصمة لها.
وطلب الرئيس ترمب في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، من القادة العسكريين بالبنتاغون تقديم المقترحات والخطة أولية متعلقة بهزيمة «داعش» خلال ثلاثين يومًا. وتشير المصادر إلى أن رحلة وزير الدفاع الجنرال ماتيس إلى العراق الأسبوع الماضي وبعدها رحلة الجنرال فوتيل قائد القيادة المركزية الأميركية للشرق الأوسط، تستهدف الوقوف على أرض الواقع وصقل اللمسات الأخيرة للخطة التي سيقدمها البنتاغون للبيت الأبيض خلال أيام قليلة.
وتستبعد مصادر بالبنتاغون وجود نية للتنسيق أو التعاون مع موسكو في الوقت الحالي حول الأوضاع في سوريا، لكن هناك رغبة في الحفاظ على الحوار مع أنقرة.
وبعد المكالمة التليفونية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في السابع من فبراير (شباط) الحالي، عقد كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي بما في ذلك مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، ووزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد محادثات مستمرة مع نظرائهم الأتراك. وقد اقترح الجانب التركي استخدام القوات التركية في القتال إلى جانب الاستعانة بمزيد من القوات الأميركية واستبعاد الأكراد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.