هادي: 10 مليارات دولار من السعودية لإعادة إعمار المناطق المحررة

الحكومة اليمنية تناشد المجتمع الدولي مساعدتها في إزالة ألغام الانقلاب

هادي: 10 مليارات دولار من السعودية لإعادة إعمار المناطق المحررة
TT

هادي: 10 مليارات دولار من السعودية لإعادة إعمار المناطق المحررة

هادي: 10 مليارات دولار من السعودية لإعادة إعمار المناطق المحررة

أعلن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، عن دعم المملكة العربية السعودية بمبلغ مالي كبير لإعادة إعمار المناطق المحررة من قبضة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية المدعومة من إيران. ووجه هادي، في اجتماع بعدن، محافظي المحافظات بـ«ببذل مزيد من الجهود لحل مشكلات المواطنين وتوفير الخدمات وتلمس هموم المواطن التواق إلى التنمية ومشروعات البنى التحتية»، لافتا في هذا الإطار إلى «دعم المملكة العربية السعودية لإعمار المحافظات المحررة بمبلغ 10 مليارات دولار أميركي، منها مليارا دولار وديعة لدى البنك المركزي لدعم العملة الوطنية (الريال اليمني)».
وترأس هادي اجتماعا ضم رئيس مجلس الوزراء، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ومحافظي محافظات: عدن، وتعز، وصنعاء، ولحج، وأبين، والضالع، وشبوة، والبيضاء، وسقطرى. ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، فقد وجه هادي، أيضا بـ«وضع الأولويات الملحة في الاعتبار ومنها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطرق والاتصالات وغيرها ليتلمس المواطن أعمال التحول ويستشعر تواجد السلطات المحلية ودوران عجلة الاستقرار والبناء». وقال الرئيس اليمني إن «معركتنا مستمرة ومزدوجة مع القوى الظلامية والإرهابية المتمثلة في الحوثي وصالح ومن ساندهم وسننتصر حتما لأننا دعاة حق ونحمل هم وطن ومشروعات بناء وحياة لحاضر وطننا ومستقبله».
في السياق ذاته، قال الناشط السياسي والإعلامي، فراس اليافعي، إن «المكرمة الجديدة تأتي في إطار الدعم الأخوي الصادق من المملكة لجارتها وشقيقتها اليمن»، وأشار اليافعي، وهو رئيس حملة «شكرا مملكة الحزم» إلى أن «المكرمات المتواصلة من خادم الحرمين الشريفين لليمن طوال عقود وبخاصة في الأزمة والحرب».
إلى ذلك، وجهت الحكومة اليمنية نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي لمساعدتها في إزالة مخلفات الانقلابيين من الألغام والمتفجرات في المناطق المحررة. وقال غمدان الشريف، السكرتير الصحافي لرئاسة الوزراء إن الحكومة «وجهت نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي لمساعدتها في نزع الألغام، التي زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بكثافة وبطريقة عشوائية في المناطق التي كانت تحت سيطرتها، بما فيها الطرقات ومنازل المواطنين والمزارع والمرافق الحيوية، متسببة في حصد أرواح مئات الضحايا من المدنيين الأبرياء، وأضرار بشرية ومادية جسيمة».
وأضاف السكرتير الصحافي لرئاسة الوزراء في اليمن أن «الشعب ما زال يعاني من آثار الألغام والعبوات الناسفة التي تخلفها الميليشيات الانقلابية المتمردة على الإرادة المحلية والشرعية الدولية، في المناطق التي يحررها الجيش الوطني بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة»، وأشار إلى أن «هذه الألغام، المحرمة دوليا، أصبحت تهدد المواطن وتقتل الأبرياء وبات وجودها حاصدا لأرواح المدنيين، وبخاصة الأطفال والنساء وقضية مؤرقة للحكومة والمواطنين، وبخاصة أن زراعتها تمت بطرق عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط؛ ما يشكل صعوبة بالغة في كشفها والتخلص منها». مؤكدا أن «على المجتمع الدولي الإسهام العاجل في التخلص من هذه الآفة التي دمرت أحلام ومستقبل اليمنيين وتسببت وتتسبب في كوارث إنسانية ويجب على المجتمع الوقوف بحزم بتقديم من زرعوا هذه الألغام إلى محكمة الجنايات الدولية لكونها جرائم حرب ضد الإنسانية».
وحصدت الألغام التي زرعتها ميليشيات الانقلاب في اليمن أرواح آلاف الضحايا خلال العامين المنصرمين، في الوقت الذي كان نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لم يتخلص من الألغام التي زرعت في الحروب السابقة، في عقدي السبعينات والثمانينات والتسعينات. في حين كشفت المعلومات، التي تم تداولها، مؤخرا، عن أن صالح كان يكدس الألغام التي يتم نزعها ولا يقوم بتدميرها، وأنه استخدمها في الحرب الحالية، هذا عوضا عن معلومات عن إرسال إيران مئات الآلاف من الألغام إلى اليمن، خلال السنوات الماضية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.