السعودية تتلقى 200 طلب دولي لملاحقة متورطين في قضايا فساد

تقدمت بـ300 طلب لدول أجنبية بهدف استرداد موجودات بالخارج

السعودية تتلقى 200 طلب دولي لملاحقة متورطين في قضايا فساد
TT

السعودية تتلقى 200 طلب دولي لملاحقة متورطين في قضايا فساد

السعودية تتلقى 200 طلب دولي لملاحقة متورطين في قضايا فساد

كشف مسؤول في وزارة الداخلية السعودية، عن تلقي السعودية نحو 200 طلب للمساعدات القانونية من دول أخرى، لملاحقة متورطين في قضايا فساد وجرائم تزوير، وذلك ضمن أعمال اللجنة الدائمة للمساعدات القانونية التابعة للوزارة، مشيرًا إلى أن المملكة تقدمت أيضًا بنحو 300 طلب إلى دول أخرى لاسترداد موجودات وطلب مساعدات قانونية. وذكر الدكتور عيسى العيسى، المدير العام للشؤون القانونية بوزارة الداخلية السعودية، خلال ورقة عمل بمؤتمر نزاهة الدولي الثاني الذي تنظمه الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، أن السعودية طرف في الاتفاقيات الدولية التي تتعلق بمكافحة الفساد، مفيدًا بأن جهودها في مكافحة الفساد تمثلت في عقد اتفاقيات ثنائية ودولية وتشريعات محلية ومعاملة بالمثل، بما في ذلك إنشاء اللجنة الدائمة للمساعدات القانونية.
وأضاف، أن السعودية تطبّق مبدأ المعاملة بالمثل فيما يتعلق بالمساعدات القانونية مع الدول، منوهًا إلى أن من بين التشريعات القانونية التي تفيد التعاون الدولي نظام مكافحة الإرهاب، وغيره من التشريعات، لافتًا إلى أن اللجنة الدائمة لطلبات المساعدات القانونية تحت إشراف وزارة الداخلية السعودية تعتبر واحدة من أهم التشريعات القانونية الداخلية التي تم إقرارها في البلاد، ومن بين مهامها تلقي طلبات المساعدات القانونية التي ترد من الدول الأجنبية بشكل مباشر، أو عبر إرسال الطلبات بالطرق الدبلوماسية. وكشف عن أن اللجنة الدائمة لطلبات المساعدات القانونية التابعة لوزارة الداخلية، تلقت نحو 200 طلب مساعدة قانونية لبعض الجرائم المرتكبة خارج البلاد أو داخلها، إضافة إلى تقدم السعودية بنحو 300 طلب خارجي إلى الدول الأجنبية لاسترداد موجودات وطلب مساعدة قانونية.
وتطرق العيسى إلى أهمية وجود عوامل عند تقديم طلب المساعدة القانونية، تتمثل في توفر الأدلة والاستماع إلى الشهود والاطلاع على إجراءات التفتيش والضبط والحجز، وتحديد هويات المتورطين وتعقب متحصلات الجريمة القانونية، وتقديم المعلومات وسجلات الضبط.
واستعرض المدير العام للشؤون القانونية بوزارة الداخلية السعودية مَثلين على دول طلبت مساعدات دولية؛ إذ تلقت اللجنة الدائمة طلب مساعدة قانونية من تركيا بخصوص مواطن تركي متهم بالتزوير والاحتيال عبر استخدام بعض الأوراق في بطاقة مدنية، وتعتبر هذه القضية جنائية، لافتًا إلى أن السلطات السعودية استدعت المتهم التركي وحققت معه، وأرسلت السلطات المحلية السعودية طلب الإنابة القضائية وجرى الحكم عليه وأقفل ملف القضية.
وأشار إلى مثال آخر تمثل في طلب السلطات المختصة في أميركا مساعدة قانونية لشخص متهم بقضية رشوة منظورة لدى القضاء الأميركي، وأجرى المتهم حوالة مالية بحساب آخر غير المتعارف عليه، وجرى التعرف إلى الحساب عبر التعاون مع مؤسسة النقد السعودي (البنك المركزي) وأقفل ملف القضية. إلى ذلك، أشار تركي التميمي، مساعد المدير العام للشؤون القانونية بوزارة الداخلية السعودية، إلى أن مبدأ استرداد الموجودات يعني استرداد موجودات ذهب من المتورطين بدول أخرى، موضحًا أن ذلك يتم عبر التعاون الدولي بين الدول، مشددًا على أن التعاون الأمني له أهمية بالغة وملحة في مكافحة الجريمة؛ إذ إنه لا تكفي الملاحقة الداخلية، بل يجب أن تشمل الملاحقة في الدول الأخرى الذي ذهبت إليها الأموال.
وبيّن أن التعاون الدولي يجب أن يتزامن من توفر إرادة سياسية قوية وجادة تدفع الدول للتفاعل مع طلبات المساعدة القانونية التي ترد إليها، وتجعلها تسعى إلى تقديم جميع أشكال الدعم لعمل التحري والتقصي عن الجريمة والتحقيق والملاحقة والتفتيش.
وشدد التميمي على أن السعودية لديها إرادة سياسية قوية وصادقة في تقديم العون والمساعدة للدول في مكافحة الجريمة بأشكالها وأنواعها كافة. وأضاف: «استرداد الموجودات الناجمة عن أفعال جرمية يعد أمرًا مهمًا ورئيسيًا يهدف إلى تجريد المجرمين من المنافع والأرباح التي استولوا عليها بطرق غير مشروعة، واسترداد الموجودات يعتبر جزءًا مهمًا في جانب المساعدات القانونية». وفي جلسة أخرى، تحدث الدكتور عبد الوهاب السديري، نائب رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام في السعودية، عن جوانب المساءلة، مشيرًا خلال ورقه عمله إلى أن الهدف الأساسي من الأنظمة القانونية هو تحقيق مبدأ المشروعية والقيام بالدور التنظيمي، مع إيقاع العقوبات على المتورطين، مؤكدًا أهمية تضمين مدونة قواعد السلوك الوظيفي في المناهج التعليمية
في حين دعا جين بيسمي، مدير الممارسات المالية الدولية وممارسات الأسواق الدولية في مجموعة البنك الدولي إلى ضرورة إنشاء منصة دولية للتعاون في استرداد الأصول، إضافة إلى تخصيص ممارسين فعليين ومتخصصين في مجال استرداد الأصول.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.