مواقع لـ«داعش» على الإنترنت تتحول إلى مصيدة للشبابhttps://aawsat.com/home/article/859996/%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D9%84%D9%80%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8
مواقع لـ«داعش» على الإنترنت تتحول إلى مصيدة للشباب
تبيّن من محاكمة الشاب الفلسطيني، أنس حاج يحيى، بتهمة الانتماء إلى «داعش»، أن مواقع كثيرة في الإنترنت تحولت إلى مصيدة توقع الشباب العربي والمسلم، تحت مختلف الشعارات. الشاب حاج يحيى، قال للشرطة الإسرائيلية، خلال التحقيق معه، إنه أغري للانتماء إلى هذا التنظيم، بعد أن انضم إلى عدد من المجموعات التي حملت أسماء مثل: «إرهابيون لأجل الدولة»، و«الله يعذبكم بأيديكم»، و«صندوق الخلفاء»، و«سنبقى هنا أسود الحرب»، وقد جرى اصطياده بأيدي المخابرات الإسرائيلية، حيث اعتقل قبل ثلاثة أسابيع، ولم تكشف السلطات الإسرائيلية عن اعتقاله قبل أمس، عندما جلبته إلى المحكمة في منطقة تل أبيب، لغرض تقديم لائحة اتهام ضده، وتمديد اعتقاله حتى انتهاء محاكمته. وقد سمحت المحكمة أمس، بنشر الخبر، الذي جاء فيه، أن جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) والشرطة ووحدة مكافحة الإرهاب، اعتقلوا الشاب أنس حاج يحيى (35 عاما)، من مدينة الطيبة، بتاريخ 29 يناير (كانون الثاني) 2017 للاشتباه بانتمائه إلى تنظيم داعش. وحسب لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة، فإن حاج يحيى «اعتقل بناء على معلومات استخباراتية، أشارت إلى قيامه بالتخطيط لعمليات إرهابية داخل إسرائيل. وقد بين التحقيق معه، أنه كان على علاقة بعناصر (داعش)، وبعث لهم مواد دعائية متطرفة، ومعلومات عن كيفية تحضير المتفجرات». وجاء في ملف القضية، أن «حاج يحيى بايع خليفة (داعش)، أبو بكر البغدادي، وحتى أنه خطط سابقا للسفر إلى سوريا والانضمام للقتال إلى جانب الإرهابيين». وتبيّن من التحقيق، أنه خطط لتشكيل خلية إرهابية، بهدف تنفيذ تفجيرات في إسرائيل، وحاول تجنيد آخرين لها. كما طلب منه التخطيط لعملية إرهابية في حافلة ركاب في تل أبيب، لقتل أكبر عدد من جنود الجيش الإسرائيلي، غير أن المخطط لم ينفذ. وزعم «الشاباك»، أنه كشف في إطار التحقيق، أن «مشاركة حاج يحيى في مجموعات على الإنترنت، مع عناصر أخرى من (داعش)، تحولت إلى عملية ترويج خطيرة لمعلومات حول تصنيع الأحزمة الناسفة وتركيبها، وإنتاج العبوات الناسفة التي يمكن تشغيلها من خلال الهاتف الخلوي. كما قام بالترويج لأشرطة تدريب حول السموم التي يمكن إدخالها في المتفجرات حتى تكون أشد فتكًا. وروج لتعليمات حول تحضير مواد خطيرة للغاية، بما فيها إنتاج غاز السارين. وضبطت بحوزته مواد تدل على أنه حصل على معلومات دقيقة عن تحضير وتركيب المتفجرات ومواد خطيرة، بما في ذلك قدرته على تدريب الآخرين». وقالت الشرطة، إنها ضبطت في منزله صورا لعبوات ناسفة، ونسخة من كراس «الدليل المفصل للمجاهد»، الذي يستخدمه إرهابيو «داعش». وقال المحامي علاء تلاوي، الموكل بالدفاع عن الشاب أنس حاج يحيى، إن الاتهامات اعتمدت بشكل مباشر على تخطيط مستقبلي، من دون أن تحتوي على أدلة ملموسة تفيد أنه كانت بنيته تنفيذ جريمة، وحتى الآن ما تبين هو فقط التواصل دون أي عمل ملموس.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.