بنس يؤكد التزام واشنطن بمواصلة التعاون مع «الأوروبي»

أمهل «الأطلسي» حتى نهاية هذا العام لزيادة الإنفاق الدفاعي

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك في بروكسل أمس (إ.ب.أ)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك في بروكسل أمس (إ.ب.أ)
TT

بنس يؤكد التزام واشنطن بمواصلة التعاون مع «الأوروبي»

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك في بروكسل أمس (إ.ب.أ)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك في بروكسل أمس (إ.ب.أ)

واصل نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أمس الجولة الدبلوماسية التي بدأها الأسبوع الماضي في أوروبا، مؤكدا أمس في بروكسل أن الولايات المتحدة مصممة على «مواصلة التعاون والشراكة مع الاتحاد الأوروبي»، ومتحدثا عن «التزام قوي» للرئيس دونالد ترمب في هذا المجال.
وقال نائب الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي ببروكسل إن «الرئيس ترمب ملتزم تماما بالعمل مع الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل لأهداف مشتركة لتحقيق السلام والرخاء. وبصرف النظر عن خلافاتنا، فإن قارتينا تتشاركان في إرث واحد وقيم واحدة وقبل كل شيء هدف واحد، وهو الترويج للسلام والرخاء عن طريق الحرية والديمقراطية وحكم القانون. وسنظل ملتزمين بهذه الأهداف».
في المقابل، قال مايك بنس إن ترمب يتوقع «تقدما حقيقيا» بحلول نهاية العام من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، فيما يتعلق بزيادة الإنفاق الدفاعي لتحقيق الحد الأدنى الذي يبلغ اثنين في المائة من ناتجها الاقتصادي.
وفي كلمة بمقر الحلف في بروكسل، قال بنس: «أميركا ستقوم بدورها، لكن الدفاع عن أوروبا يتطلب التزاما أوروبيا بقدر التزامنا. الرئيس يتوقع تقدما حقيقيا بحلول نهاية 2017».
من جهته، قال دونالد تاسك رئيس الاتحاد الأوروبي: «استمعت إلى كلمات واعدة من نائب الرئيس الأميركي حول نهج الإدارة الجديدة في واشنطن، وتلقيت أجوبة إيجابية مشجعة حول تساؤلاتنا بشأن النظام الدولي والتعاون تحت مظلة الأطلسي ودعم وحدة الاتحاد الأوروبي». وتابع: «أود الإشارة إلى أن القوة الغاشمة والأنانية لا تصبان في مصلحة الغرب، وأن الحفاظ على النظام الدولي لا يتم إلا من خلال سياسة مشتركة، متعاضدة وحاسمة». وقد شكلت الشراكة عبر الأطلسي في المجالات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، ومكافحة الإرهاب، إلى جانب التدخل الروسي في أوكرانيا وتقاسم عادل للنفقات العسكرية في الناتو، ملفات أساسية في نقاشات المسؤول الأميركي الذي يزور بروكسل لأول مرة، واكتسبت الزيارة أهمية في هذا التوقيت من وجه نظر الكثير من المراقبين.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال ديفيد براس مدير معهد «شومان» الأوروبي ببروكسل وباحث في مؤسسات الاتحاد الأوروبي والناتو، إن «ما حدث يعتبر رسالة مهمة بعد فترة من حالة عدم الوضوح. والجميع يعلم أن العلاقات بين الجانبين كانت على مدى عقود في حالة من الانسجام والتفاهم، إلا أن تصريحات الرئيس ترمب كادت أن تصنع حاجزا بين الجانبين، وجاء بنس إلى الأوروبيين ليطمئن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، مؤكدا على قوة العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا». ورغم عدم التطرق بشكل مباشر إلى مسألة الشراكة الاستثمارية والتجارة الحرة التي توقفت المفاوضات بشأنها في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، فإن نائب الرئيس الأميركي شدد على استمرار التعاون الاقتصادي بين الجانبين لخدمة المصالح المشتركة، وفي مقدمتها تحقيق النمو وفرص العمل للسكان في ضفتي الأطلسي.
واعتبر رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك أن أي كلام عن «وفاة الغرب»، وأي توقع لنظام عالمي يكرس «مرحلة ما بعد الغرب» أمران مبالغ فيهما جدًا. وشدّد على أهمية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن النظام الدولي القائم على قواعد القانون الدولي.
وأشار تاسك عبر هذا الموقف إلى مخاوف بروكسل، بعد ما تم تداوله في ميونيخ قبل أيام حول «عصر ما بعد الغرب»، إذ يرى مؤيدو هذا الرأي أنه بالإمكان المراهنة على الخلاف الأوروبي - الأميركي لإطلاق مرحلة جديدة تتغير فيها مراكز القوى.
ولكن نائب الرئيس الأميركي عاد للتأكيد، كما فعل مع مسؤولين أوروبيين آخرين، على أن بلاده تدعم أوروبا الموحدة، وتسعى للتعاون معها للنهوض بالتحديات العالمية السياسية والأمنية، خاصة محاربة الإرهاب، وكذلك تعزيز الشراكة ضمن إطار حلف شمال الأطلسي.
أما بالنسبة لروسيا، فقد أكد بنس أن واشنطن تبحث عن أرضيات وأسس تفاهم مشتركة مع موسكو، لافتا إلى أن «الرئيس ترمب يعتقد أنها موجودة».
وتأتي زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى بروكسل في إطار تحركات لكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة، تهدف إلى «شرح وتوضيح» سياسة ترمب التي لا تزال تثير بتناقضاتها الكثير من القلق والترقب لدى الشركاء الدوليين.
وكان ترمب قد أثار حفيظة قادة في الاتحاد الأوروبي بتأييده لقرار بريطانيا الانسحاب من التكتل، وبإشارته الشهر الماضي إلى أن دولا أخرى قد تليها في الانسحاب. وأمضى بنس اليومين الماضيين في ألمانيا وهو يحاول طمأنة الأوروبيين بشأن التزام ترمب باتفاقية الدفاع المؤسسة لحلف شمال الأطلسي، لكن البعض لا يزالوا يشككون في طرحه.
وتحدث بنس مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني قبل اجتماعات مع المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية وحلف شمال الأطلسي، وقال إنه يشعر بامتنان شديد «لأن الفرصة سنحت لتلك الزيارة لاستكشاف سبل يمكننا من خلالها تعميق علاقتنا مع الاتحاد الأوروبي». واجتمع بنس مع موغيريني في مقر البعثة الأميركية للاتحاد الأوروبي.
وكان آخر سفير للولايات المتحدة الذي أقاله ترمب بعد توليه السلطة، قد حذر الإدارة الأميركية الجديدة من التراجع عن سياسة انتهجتها بلاده لعقود بعد الحرب بتشجيع وحدة أوروبا، وقال إن تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو «قمة الحماقة».
وقالت موغيريني لبنس إن الأوروبيين والولايات المتحدة لديهم الكثير للعمل عليه، وإن المناقشات جارية بالفعل. وفي بيان، أوضحت في وقت لاحق أنها أجرت مع بنس «محادثة صريحة»، أكدت خلالها «على استعداد قوي من الاتحاد الأوروبي لمواصلة بناء شراكة أوروبية - أميركية قوية على أساس القيم والمصالح الواضحة». وأضافت أنهما ناقشا قضايا سوريا وأوكرانيا وليبيا والشرق الأوسط وأفغانستان وكوريا الشمالية، ضمن موضوعات أخرى. وشددت موغيريني على «الحاجة للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وتطبيقه بالكامل». وكان ترمب قد وصف إيران بأنها «الدولة الإرهابية رقم واحد».
 



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.