احتجاجات في الأردن ضد قرارات رفع الأسعار

احتجاجات في الأردن ضد قرارات رفع الأسعار
TT

احتجاجات في الأردن ضد قرارات رفع الأسعار

احتجاجات في الأردن ضد قرارات رفع الأسعار

تظاهر أردنيون في عدد من المدن أمس، ونفذوا وقفات احتجاجية، تعبيرا عن غضبهم من قرارات الحكومة بزيادة الضرائب على أسعار عدد من السلع والخدمات، لتصبح 16 في المائة بعد أن كانت تتراوح ما بين 4 إلى 8 في المائة. والزيادة الجديدة، جاءت تنفيذا لتوصيات البنك الدولي لسد عجز 450 مليون دينار في الموازنة العامة للدولة، حسب مصادر حكومية.
وقد طالب المحتجون في مدن السلط وذيبان والطفيلة والكرك، بإقالة الحكومة وحل مجلس النواب، بينما تأجلت مناقشة ملف الأسعار في مجلس النواب إلى أواخر الشهر الحالي.
وزادت الاحتجاجات الغاضبة على الغلاء في الأردن، ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم بإسقاط الحكومة، عقب قرارات تسببت في مزيد من الغلاء في البلاد من دون أن تقابلها زيادة في رواتب الموظفين.
ودعت الحركة الإسلامية والحراكات الشبابية والشعبية والعشائرية والنقابية في الأردن، إلى مسيرة حاشدة وسط العاصمة يوم الجمعة المقبل، تحت شعار: «كفى عبثًا بمستقبل الوطن وأبنائه». وذلك رفضًا للنهج الحكومي في رفع الأسعار، ومطالبة لها بالتوقف عن إفقار المواطن وتجويعه، واستنكارًا لحل المشاكل الاقتصادية من جيب الأردنيين، والصمت على الفساد والفاسدين.
وشهدت مدينة السلط غرب العاصمة عمّان، أول من أمس، مظاهرة احتجاج على القرارات الأخيرة للحكومة، تزامنت مع احتجاجات مماثلة في كل من ذيبان والطفيلة جنوب البلاد. وسبق ذلك بيوم واحد، اعتصام في مدينة الكرك جنوبا، قاده النائب عن المدينة، صداح الحباشنة. وطالب المعتصمون برحيل حكومة الملقي، ووصفوها بحكومة الجباية لكثرة الضرائب التي تم رفعها على المواطنين.
وفي سعيه لامتصاص غضب أعضاء مجلس النواب الأردني على حكومة هاني الملقي، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه أول من أمس، رؤساء الكتل النيابية، كلا من الحكومة ومجلس النواب، إلى التعاون الكامل بينهما، ضمن أحكام الدستور، الذي يحدد للحكومة الولاية العامة ويؤكد حق المجلس بالرقابة. وأكد أن التعاون بين الحكومة ومجلس النواب «يمكننا من تحسين الأوضاع الاقتصادية والتخفيف على المواطنين، مركزًا على أن الجميع شركاء في تحمل المسؤولية في هذه المرحلة الصعبة التي تتطلب التركيز على الأولويات الاقتصادية».
يذكر أن مجلس الوزراء الأردني، وافق في التاسع من الشهر الحالي، على زيادة بعض الضرائب وفرض ضرائب ورسوم جديدة، ضمن إجراءات اقتصادية واسعة لتنفيذ برنامج صندوق النقد الدولي، وتخفيف الضغوط المالية.
كما قرر المجلس إلغاء إعفاءات ضريبية سابقة، لترتفع بموجب ذلك، ضريبة المبيعات على خدمات الإنترنت بنسبة مائة في المائة بأنواعها الثابت والمتنقل، من 8 إلى 16 في المائة، وأصبحت ضريبة المبيعات وعلى المشتقات النفطية، وعلى حديد التسليح 16 في المائة بدلا من 8 في المائة، كما شملت الارتفاع على رسوم جوازات السفر التي أصبحت 50 دينارا بدلا من عشرين، فيما ارتفعت رسوم الجوازات السفر المؤقتة للمقيمين من أبناء قطاع غزة والضفة الغربية إلى مائتي دينار.
وأصدرت جمعية جماعة الإخوان المسلمين، بيانا حول قرارات الحكومة الأخيرة برفع الأسعار، دعتها فيه إلى مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين الذين أسهموا بإيصال الوضع الاقتصادي إلى ما وصل إليه، وعدم الاكتفاء بقضايا الفساد والمفسدين الصغار، والدعوة إلى حوار وطني شامل مع جميع القوى الوطنية والسياسية، يجري الاتفاق به على خريطة طريق سياسية واقتصادية بشكل واضح وعلني وشفاف، وترويج الاستثمار في الأردن بشكل فعّال وتذويب كل المعوقات التي تحول دون استقطاب المستثمرين.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.