تركيا تدرس تدابير احترازية لمواجهة القروض بالعملات الأجنبية

تراجع العجز في الحساب الحالي مع تحسن ميزان التجارة الخارجية

تركيا تدرس تدابير احترازية لمواجهة القروض بالعملات الأجنبية
TT

تركيا تدرس تدابير احترازية لمواجهة القروض بالعملات الأجنبية

تركيا تدرس تدابير احترازية لمواجهة القروض بالعملات الأجنبية

تدرس الحكومة التركية قروض القطاع الخاص من النقد الأجنبي، تمهيدًا لاتخاذ تدابير احترازية على المستوى الكلي بحلول مارس (آذار) المقبل، بحسب ما صرح به نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية محمد شيمشيك.
وقال شيمشيك، في تصريحات، إن هناك انفتاحًا كبيرًا في القطاع الخاص على الاقتراض بالعملات الأجنبية، وإن الحكومة تعتزم تطبيق تدابير احترازية ومعايير رقابية على المستوى الكلي، لافتًا إلى أن الاقتراض بالعملات الأجنبية من جانب المواطنين في تركيا كان محدودًا للغاية خلال الأزمة الاقتصادية التي شهدها العالم عام 2008.
وأشار إلى أنه «من حسن الحظ أن تركيا فعلت ذلك خلال هذه الفترة، وإلا كانت قد واجهت أزمة كبيرة بسبب ديون الأفراد. أخذنا الأسر تحت الحماية ضد أسعار الفائدة، ومخاطر سعر الصرف الأجنبي، وقمنا بالشيء نفسه بالنسبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة كذلك، لكن يبدو أن هذه التدابير لم تكن كافية». وأضاف شيمشيك أن تركيا من الناحية الفنية لم تشهد ركودًا، حيث استمر الإنتاج الصناعي في النمو بشكل معتدل، وإن لم يكن بالمستوى المطلوب بسبب عدم اليقين المستمر، متوقعًا زوال حالة انعدام اليقين عقب الاستفتاء على التعديلات الدستورية، المقرر في 16 أبريل (نيسان) المقبل.
ولفت إلى أن توقعات الربع الأول لعام 2017 تشير إلى نمو معتدل، وإن لم يكن على المستوى المطلوب.
وتراجعت الليرة التركية بشدة أمام العملات الأجنبية منذ يوليو (تموز) الماضي، وفقدت نحو 25 في المائة من قيمتها أمام الدولار لعوامل خارجية وأخرى داخلية.
في سياق مواز، سجل العجز في الحساب الحالي لتركيا في عام 2016 زيادة، ليصل إلى 32.61 مليار دولار، مقارنة مع 32.12 مليار دولار في 2015. وبحسب بيانات البنك المركزي التركي، سجل العجز في الحساب الحالي تراجعًا بواقع 784 مليون دولار، ليستقر عند 4.27 مليار دولار في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مقارنة مع الشهر نفسه من العام السابق عليه. وأشارت البيانات إلى أن التحسن في ميزان التجارة الخارجية في ديسمبر ساهم في تخفيض العجز في الحساب الحالي.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.