«أدنوك» تمنح الشركة الصينية للطاقة 4 % في حقول أبوظبي البرية

تعتبر آخر حصة يتم منحها في الامتياز

«أدنوك» تمنح الشركة الصينية للطاقة 4 % في حقول أبوظبي البرية
TT

«أدنوك» تمنح الشركة الصينية للطاقة 4 % في حقول أبوظبي البرية

«أدنوك» تمنح الشركة الصينية للطاقة 4 % في حقول أبوظبي البرية

وقّعت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» اتفاقية امتياز مع الشركة الصينية المحدودة للطاقة، بنسبة 4 في المائة في حقول أبوظبي النفطية البرية، التابعة لشركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية (أدكو)، وذلك مقابل رسم مشاركة يبلغ 3.3 مليار درهم (888 مليون دولار).
ووقع الاتفاقية الدكتور سلطان الجابر، وزير الدولة الرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها عضو المجلس الأعلى للبترول، ويي جيانمينج رئيس مجلس إدارة الشركة الصينية المحدودة للطاقة.
وقال الجابر: «تماشيًا مع توجيهات القيادة باستشراف المستقبل، تم عقد هذه الشراكة الاستراتيجية مع الشركة الصينية المحدودة للطاقة، التي تسهم في ترسيخ نموذج مبتكر للعلاقات الاستراتيجية التي تقدمها (أدنوك) لشركاء الأعمال، بما يحقق القيمة الأمثل لمواردنا على المدى الطويل، ونحن على ثقة بأن الشركة الصينية المحدودة للطاقة ستقوم بدور مكمّل للخبرات الفنية لشركائنا الحاليين، وستعززها بديناميكيات جديدة من خلال خبرتها المالية والتجارية والاستثمارية».
وأضاف: «إلى جانب تطبيق استراتيجية (أدنوك 2030) للنمو، وخطة العمل التنفيذية للسنوات الخمس المقبلة، نعتزم مواصلة التعاون مع الشركاء المتميزين القادرين على تقديم قيمة إضافية ضمن مختلف مراحل سلسلة القيمة لقطاع النفط والغاز، بما يمتلكونه من خبرات تكنولوجية ومالية عالمية المستوى، وحضور راسخ في الأسواق».
وتعد الشركة الصينية المحدودة للطاقة ضمن أكبر 10 شركات تتبع القطاع الخاص في الصين، وهي تتخصص في قطاعات الطاقة والخدمات المالية.
من جانبه، قال يي جيانمينج: «تعزز هذه الاتفاقية مجالات التعاون، والتكامل بين احتياطيات (أدنوك) في الحقول البرية ومنشآتنا للتخزين في الصين وجنوب شرقي آسيا. فمن خلال إنشاء ممر للطاقة بين الصين والشرق الأوسط وأوروبا، يمكننا ربط السوق الصينية مع كل من موارد أبوظبي في قطاع الاستكشاف والتطوير من جهة، ومع الأسواق الأوروبية من جهة أخرى».
وتمتلك الشركة الصينية المحدودة للطاقة حصة أغلبية في شركة كازاخستان الوطنية للنفط والغاز «كازموناي جاز العالمية»، بالإضافة إلى استثمارات في قطاع الطاقة في كلٍ من الصين، وأفريقيا، وأوروبا، ومنطقة آسيا - المحيط الهادي. وقامت ببناء منشآت تخزين النفط على نطاق واسع في الصين، كما تمتلك محطات للنقل والشحن وتزويد الوقود في كلٍ من فرنسا، وإسبانيا، ورومانيا، وكثير من دول حوض البحر المتوسط والبحر الأسود. كما تعمل على تطوير آلية لسوق احتياطيات النفط تجمع بين أوروبا والشرق الأوسط والصين.
وبتوقيع هذه الاتفاقية التي تعتبر آخر حصة امتياز، بعد اكتمال امتيازات حقول النفط البرية التابعة لشركة (أدكو) في أبوظبي، حيث تنضم الشركة الصينية المحدودة للطاقة إلى كل من «بي بي» البريطانية التي تدير حصة 10 في المائة، و«توتال» الفرنسية (10 في المائة)، والشركة الوطنية الصينية للبترول (8 في المائة)، و«إنبكس» اليابانية (5 في المائة)، و«جي إس إنرجي» من كوريا الجنوبية (3 في المائة)، وتحتفظ «أدنوك» بنسبة 60 في المائة التي تشكل الغالبية في امتيازات «أدكو» للحقول النفطية البرية.



كيف سيعيد «دافوس 2025» تشكيل مستقبل النمو في العصر الذكي؟

شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده في دافوس السويسرية (رويترز)
شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده في دافوس السويسرية (رويترز)
TT

كيف سيعيد «دافوس 2025» تشكيل مستقبل النمو في العصر الذكي؟

شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده في دافوس السويسرية (رويترز)
شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده في دافوس السويسرية (رويترز)

يبدأ المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعه السنوي (دافوس 2025)، في دورته الـ55، يوم الاثنين تحت شعار: «التعاون من أجل العصر الذكي»، حاملاً معه آمالاً وتطلعات جديدة في ظل تحديات اقتصادية عالمية متزايدة.

ويتزامن إطلاق المنتدى مع تأدية دونالد ترمب اليمين رئيساً للولايات المتحدة، والذي من المقرر أن يلقي كلمة عبر الإنترنت في المنتدى في 23 يناير (كانون الثاني).

هذا الحدث يعد واحداً من أبرز المنصات العالمية التي تجمع قادة الحكومات، ورواد الأعمال، والخبراء من جميع أنحاء العالم لمناقشة القضايا العالمية والإقليمية الملحّة.

ويتناول المنتدى مجموعة من التحديات الأساسية مثل معالجة الصدمات الجيوسياسية، وتعزيز النمو الاقتصادي بما يساهم في تحسين مستويات المعيشة، فضلاً عن دفع التحول العادل والشامل في قطاع الطاقة بما يتماشى مع تطورات العصر التكنولوجي الحديث.

وكان استطلاع للرأي أجراه المنتدى أظهر أن الصراعات المسلحة هي أكبر خطر في عام 2025.

وسيجمع المنتدى هذا العام أكثر من 3 آلاف من قادة الحكومات، ورواد الأعمال، والخبراء، وممثلي المجتمع المدني في مدينة دافوس السويسرية، لتبادل الرؤى وتنسيق الجهود الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.

وسيتركز برنامج «دافوس 2025» حول خمس أولويات موضوعية رئيسة، تتسم بترابط عميق فيما بينها: إعادة بناء الثقة، وإعادة تصور النمو، والاستثمار في البشر، وحماية كوكب الأرض، والصناعات في العصر الذكي.

أحد الموظفين يقوم بتنظيف مكان انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي (رويترز)

أهمية مؤتمر «دافوس 2025»

تتجلى أهمية «دافوس 2025» باعتباره تجمعاً عالمياً يتجاوز البرنامج الرسمي، حيث يشكل نقطة التقاء حيوية في الحوارات التي تُجرى في الغالب في محادثات غير رسمية. وتكمن أهمية هذه المناقشات في جمع القادة من مختلف أنحاء العالم، في وقت تتضاعف فيه التهديدات التي تهدد استقرار العالم.

ويسعى الاجتماع السنوي الذي أُسس قبل أكثر من 50 عاماً إلى تجسيد روح دافوس، القائمة على الانفتاح والتعاون، والتي تشكل جوهر مهمة المنتدى الاقتصادي العالمي. ويحدد بيان دافوس الذي أُنشئ عام 1973 وتم تجديده في 2020، مبادئ «رأسمالية أصحاب المصلحة»، أو نظام الأهداف المشتركة للشركات، وهو نموذج يعزز التفاعل بين مختلف الأطراف لتحقيق مصالح مشتركة.

وعلى مر السنين، ركز برنامج الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي على التحديات المتطورة التي تواجه العالم. وكانت العديد من المواضيع، مثل تغير المناخ والشمولية والتنوع، محاور ثابتة، بالإضافة إلى كيفية تطوير الاقتصادات لتلبية احتياجات الجميع.

ومع ذلك، تتغير الأجندة كل عام لتتناول أكثر القضايا إلحاحاً، مثل الاستعداد للأوبئة، وإعادة تدريب القوى العاملة، والتحولات الاقتصادية، والطاقة المتجددة. واليوم، يضم البرنامج أكثر من 300 جلسة، يتم بث 200 منها مباشرة إلى جمهور عالمي، بهدف تسريع التقدم ومعالجة التحديات العالمية الكبرى.

الرئيس والمدير التنفيذي للمنتدى بورغ بريندي في مؤتمر صحافي عشية المنتدى (إ.ب.أ)

ما المتوقع في «دافوس 2025»؟

ينعقد «دافوس 2025» في ظل حالة متزايدة من عدم اليقين الجغرافي الاقتصادي، والتوترات التجارية، والاستقطاب الثقافي، فضلاً عن القلق المتزايد بشأن تغير المناخ. ومع ذلك، يلوح في الأفق وعد بابتكارات سريعة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية (وهو مجال متعدد التخصصات يجمع بين علوم الكمبيوتر، والفيزياء، والرياضيات، ويستخدم ميكانيكا الكم لحل المشكلات المعقدة بسرعة تفوق قدرة أجهزة الكمبيوتر التقليدية)، والتكنولوجيا الحيوية. ومن المتوقع أن تسهم هذه الابتكارات في تعزيز الإنتاجية وتحسين مستويات المعيشة على مستوى عالمي.

ويستند شعار «دافوس 2025»: «التعاون من أجل العصر الذكي»، إلى اقتراح رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب بأن التقنيات المتقاربة تُعيد تشكيل العالم بسرعة وتدفعه نحو نقطة تحول. ويرى شواب أن هذه الثورة التكنولوجية ليست مجرد تقدم تقني، بل هي «ثورة مجتمعية» قد تُساهم في رفع الإنسانية أو حتى تهدد بتفكيكها.

التحديات الكبرى

سيتم طرح العديد من الأسئلة الكبرى في «دافوس 2025»، بما في ذلك:

- ما هي التحديات الرئيسة التي يواجهها القادة في تعزيز التعاون في ظل عصر التقارب التكنولوجي والذكاء الفائق؟

- كيف يمكن تجنب التفتت وبناء مستقبل أكثر ذكاءً؟

- كيف يمكن للابتكار أن يعالج الأزمات مثل تغير المناخ وإساءة استخدام التكنولوجيا؟

- هل يعزز العمل الجماعي والقيادة المسؤولة المساواة والاستدامة والتعاون أو يعمق الانقسامات القائمة؟

الثلوج تغطي مدينة دافوس قبل اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا... الجمعة 3 يناير 2025

خمسة مجالات رئيسة

ينظم الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في خمسة مجالات رئيسة:

1. إعادة تصور النمو: يُعد تجديد تصور النمو أمراً بالغ الأهمية لبناء اقتصادات أقوى وأكثر مرونة. وسيقود «دافوس 2025» النقاشات حول كيفية تحديد مصادر جديدة للنمو في الاقتصاد العالمي الجديد، وتحقيق نمو مستدام يراعي التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

2. الصناعات في العصر الذكي: مع التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية الكبرى، أصبحت الصناعات في حاجة إلى تكيف استراتيجياتها التجارية. وسيناقش قادة العالم في دافوس كيف يمكن تحقيق التوازن بين الأهداف قصيرة الأجل والضرورات طويلة الأجل، وسط التحولات الكبيرة التي تشهدها الصناعات العالمية.

3. الاستثمار في البشر: تؤثر التغيرات الجيو-اقتصادية والتحول الأخضر والتقدم التكنولوجي على جميع جوانب الحياة؛ من العمالة والمهارات إلى توزيع الثروة والتعليم والرعاية الصحية. وسيحلل «دافوس 2025» كيف يمكن للقطاعين العام والخاص الاستثمار في تطوير رأس المال البشري، من خلال وظائف جيدة تساهم في بناء مجتمع حديث ومرن.

4. حماية كوكب الأرض: يعد تغير المناخ وحماية البيئة من المواضيع الأساسية التي يتم التركيز عليها في الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي. وسيتم في المنتدى مناقشة كيفية تحفيز العمل في مجالات الطاقة والمناخ والطبيعة من خلال الشراكات المبتكرة، وزيادة التمويل، وتوسيع نشر التقنيات البيئية الرائدة لتحقيق أهداف المناخ والطبيعة العالمية.

5. إعادة بناء الثقة: في عالم يتسم بالترابط المعقد والتغيرات السريعة، تعمقت الانقسامات المجتمعية والجغرافيا السياسية متعددة الأقطاب، مما يعوق التجارة والاستثمار. وسيبحث «دافوس 2025» في كيفية إيجاد طرق جديدة للتعاون على الحلول سواء على المستوى الدولي أو داخل المجتمعات، بهدف بناء ثقة جديدة في النظام العالمي.