«جند الأقصى» يستعد للخروج إلى مناطق «داعش»... والمئات يبايعون «التركستاني»

الاتفاق يقضي بتسليم جثث المعتقلين لديه بعد معارك مع «تحرير الشام»

«جند الأقصى» يستعد للخروج إلى مناطق «داعش»... والمئات يبايعون «التركستاني»
TT

«جند الأقصى» يستعد للخروج إلى مناطق «داعش»... والمئات يبايعون «التركستاني»

«جند الأقصى» يستعد للخروج إلى مناطق «داعش»... والمئات يبايعون «التركستاني»

على وقع المظاهرات المطالبة بإفراج «جند الأقصى» عن الأسرى المقاتلين الموجودين لديه، بدأ مقاتلوه الاستعداد للخروج من ريفي إدلب وحماه باتجاه ريف حماه الشرقي، نتيجة اتفاق على مبادرة قدّمها «الحزب التركستاني» في المنطقة كحل من شأنه إنهاء الاقتتال بين «الأقصى» و«هيئة تحرير الشام».
وفيما من المتوقع مغادرة نحو 650 شخصًا مع عائلاتهم إلى مناطق تنظيم داعش في ريف حماه الشرقي، خلال الساعات المقبلة، اتخذ أكثر من 500 مقاتل قرار مبايعة «التركستاني» والبقاء في مناطقهم، بحسب ما أكد كل من مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن ومصدر في «الجيش الحر» في إدلب لـ«الشرق الأوسط».
وبعدما كان قد أعلن عن إعدام «الأقصى» لنحو 150 مقاتلاً كانوا أسرى لديه نتيجة المعارك التي خاضها في الأسابيع الأخيرة مع «هيئة تحرير الشام»، نقل المرصد عن ما وصفها بـ«مصادر موثوقة»، أن التنظيم اعترف بوجود ما لا يقل عن 186 جثة لديه من مقاتلي الفصائل وهيئة تحرير الشام، وأكدت المصادر للمرصد أن «جند الأقصى، وعقب إنكاره قبل أيام وجود أي جثة لديه، سوى 15 أسيرًا في سجونه ومعتقلاته، اعترف بوجود 186 جثة لمقاتلين قضوا خلال الاقتتال معه»، مشيرًا إلى موافقته على تسليمها لـ«الحزب التركستاني» الذي انتشر في مناطق وجود «جند الأقصى بريفي إدلب الجنوبي وحماه الشمالي، كطرف ثالث ووسيط بين طرفي الاقتتال.
وأفاد بأن «التنظيم سيقوم بتسليم كل 10 جثامين على حدة، بشرط تنفيذ اتفاق خروج مقاتلي جند الأقصى من مناطق سيطرتهم، وتأمين طريق الخروج لهم من ريف إدلب الجنوبي وريف حماه الشمالي نحو مناطق سيطرة (داعش) في الريف الشرقي لحماه».
وأعلن المرصد أن مقاتلي وعناصر «الحزب التركستاني» توزعوا على التلال المحيطة بمدينة خان شيخون، بالإضافة للمدينة الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب، وبلدة مورك الواقعة في الريف الشمالي لحماه، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن يقوم «جند الأقصى» بتسليم السلاح الثقيل للحزب التركستاني، على أن تتم خلال الـ72 ساعة المقبلة، عملية نقل المقاتلين الراغبين بالخروج إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 600 مقاتل، في حين «بايع» المئات من مقاتلي «جند الأقصى»، «التركستاني» وانضموا إلى صفوفهم.
وأمس، كانت قد تجددت المظاهرات الشعبية في عدد من القرى والبلدات بريف إدلب الجنوبي، تطالب بالإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين لدى لواء «جند الأقصى». وذكر الناشط الميداني، أحمد السعيد، من ريف إدلب لـ«موقع آرا نيوز»، أن أهالي مدينة خان شيخون وعددًا من القرى المحيطة بها خرجوا مجددًا في مظاهرات كبيرة جابت شوارع المدينة، وحاولت الوصول إلى عدد من مقرات «جند الأقصى» في المدينة، للمطالبة بمعرفة مصير أبنائهم الذين تم أسرهم من قبل «جند الأقصى» خلال المعارك التي دارت بينهم وبين هيئة تحرير الشام.
وأشار السعيد إلى أن «جند الأقصى» أطلق سراح 8 مقاتلين من المعارضة، وقد ذكروا أنهم الوحيدون الذين كانوا مأسورين لدى جماعة «جند الأقصى» التي من المرجح أن تكون قد قامت بتصفية باقي المقاتلين بعد أسرهم مباشرة.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».