فصائل «آستانة»: قصف «الأسد» يمنحنا حق الرد عليه

علوش لـ «الشرق الأوسط» : ردنا مفتوح ولن يحدد بسقف زمني

فصائل «آستانة»: قصف «الأسد» يمنحنا حق الرد عليه
TT

فصائل «آستانة»: قصف «الأسد» يمنحنا حق الرد عليه

فصائل «آستانة»: قصف «الأسد» يمنحنا حق الرد عليه

حمّل وفد قوى الثورة السورية العسكرية، النظام السوري وحلفاءه مسؤولية مباشرة عن التصعيد العسكري الذي جرى، مؤخرا، في بعض المناطق، مؤكدًا أن النظام السوري مارس قصفًا طال عددًا من المدن، ما يعطي الحق للفصائل الثورية في الرد المفتوح على كل اعتداء يجري من قبل النظام وحلفائه على الشعب السوري.
وأشار وفد قوى الثورة السورية العسكرية، في بيان له حصلت «الشرق الأوسط» على نسخه منه، إلى أن نظام الأسد وحلفاءه قصفوا المدنيين بإجرام، فيما فشل الروس فيما التزموا به من وعود لوقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار.
وذكر البيان الصادر عن وفد الثورة العسكري، أن ما يجري في كل من «محافظة حمص وحي الوعر، وريف حمص الشمالي، ومحافظة درعا، وحيي القابون وبرزة بمدينة دمشق» وما يجري من مجزرة في «حرستا ودوما بريف دمشق، والقصف على إدلب»، إضافة إلى استهداف الفصائل الثورية في حماه والساحل وغيرها من الأراضي السورية المحررة، «يقوض» مشروع وقف إطلاق النار، كما أنه يُجهز على فرض الحل السياسي، ويعطي الحق للفصائل الثورية في الرد المفتوح على كل اعتداء يجري من قبل النظام وحلفائه على الشعب السوري.
وأوضح محمد علوش، رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات آستانة، أن البيان الذي صدر عن قوى الثورة السورية، يعد بمثابة الرد بالمثل على كل التصعيد الذي مارسه النظام فور انتهاء مشاورات «آستانة 2»، مؤكدًا أن النظام السوري اختار التصعيد العسكري، وأن المواجهات العسكرية ستعود، إلا في حالة عودة النظام إلى السلم، مشددًا على أن النظام السوري هو من اختار الحرب، ومن حق الفصائل السورية الرد، وأن ذلك سيكون بإطار مفتوح ولن يحدد بسقف زمني.
وأشار علوش، خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أمس، إلى أن المواجهات لم تقف في أي يوم من أيام الهدنة، على الرغم من أخذ تعهدات رسمية من قبل الوفد الروسي المشارك في محادثات آستانة بوقف عمليات القصف، «إلا أنه سرعان ما نكث العهد وعاود بغزارة عمليات القصف، التي طالت جميع الأراضي السورية»، نافيًا جميع الاتهامات التي وجهها النظام السوري بشأن إطلاق الفصائل المعارضة قذائف على دمشق، مفيدًا بأن الطيران السوري هو من نفذ عمليات حرق لأحياء القابون والبرزة.
وكان بيان الفصائل قد أشار إلى أن القصف الإجرامي لا يدع مجالاً للشك في النيّة السيئة المبيّتة لدى النظام وحلفائه لإفشال محاولات حقن ورفع المعاناة عن الشعب السوري، مشددا على أن الفصائل السورية العسكرية دعاة سلام، وتسعى للحل السياسي العادل ووقف إطلاق النار.
ميدانيا، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مواصلة قوات النظام لليوم الثاني على التوالي تصعيدها للقصف على أطراف العاصمة دمشق، واستهدافها، منذ صباح أمس، بأكثر من 10 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، مناطق في حي القابون الدمشقي وأطرافه والمزارع المحيطة به، ليرتفع عددها إلى أكثر من 17 صاروخا من النوع ذاته، استهدفت الحي منذ السبت، بالتزامن مع القصف بقذائف مدفعية وقذائف الهاون. وأسفر القصف عن إصابة عدد من الأشخاص بجراح، بعد أن خلف تصعيد القصف، أمس، 16 شهيدًا بينهم مواطنتان، إضافة لإصابة عدة أشخاص آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.
ونقلت «الدرر الشامية» عن مصادر إعلامية أن قصفًا بقذائف الهاون استهدف حي البعلة، ما أدى لمقتل شخصين وإصابة آخرين بجراح. وقام أهالي المنطقة بتشييع الضحايا في مقبرة «حي الجديدة»، وأثناء ذلك استهدف النظام المقبرة، ما أسفر عن مقتل 14 مدنيًا وعشرات الجرحى. وكان حي الجديدة أحد أحياء حرستا الغربية المجاورة لحي القابون، قد دخل في هدنة مع نظام الأسد عام 2014، ويقطنه نحو ألف عائلة.
وكثّفت قوات الأسد قصفها، أمس، في الغوطتين الشرقية والغربية؛ حيث استهدفت منطقة الضهر الأسود بجبل الشيخ بأربعة براميل متفجرة، فيما استهدفت حي تشرين وبلدتي بقين ومضايا بالمدفعية الثقيلة، واقتصرت أضرارها على الماديات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.