تونس: مشروع قانون جديد يسلب الحكومة اختصاصها في قطاع المحروقات

البرلمان الجهة المخولة مستقبلاً لمنح رخص التنقيب

تونس: مشروع قانون جديد يسلب الحكومة اختصاصها  في قطاع المحروقات
TT

تونس: مشروع قانون جديد يسلب الحكومة اختصاصها في قطاع المحروقات

تونس: مشروع قانون جديد يسلب الحكومة اختصاصها  في قطاع المحروقات

أحالت الحكومة التونسية مشروع قانون جديد للبرلمان، يتعلق بأنشطة المحروقات بأنواعها، بحيث تصبح عقود الاستثمار في مجال التنقيب والاستكشافات عن النفط والغاز من صلاحيات لجنة مختصة في البرلمان، بدلا من الحكومة، لتعد الاتفاقيات مع المستثمرين في مجال المحروقات، ومن ثم تتم عملية التصديق عليها تحت قبة البرلمان.
ويهدف هذا القانون إلى إضفاء عناصر الشفافية والحوكمة والتصرف الرشيد في الثروات الطبيعية، والإسهام في النهوض بالتنمية في الجهات.
ومن شأن مصادقة البرلمان التونسي على مشروع هذا القانون أن ينعكس مباشرة على نشاط الاستكشاف والبحث والاستغلال وتأمين الاستقلالية في مجال الطاقة. ومن أهم التعديلات الواردة في مشروع هذا القانون إدراج النسب المئوية المتعلقة بتقاسم الإنتاج بين تونس والشركات المستثمرة؛ وتشمل النسبة المئوية بعنوان تسديد النفقات، والنسبة المئوية بعنوان المكافأة.
وكانت الحكومة تستأثر بالتصرف في عقود المحروقات من خلال المصادقة على الاتفاقيات الخاصة بالبحث والاستغلال، بمقتضى أوامر إسناد الرخص للمستثمرين وتجديدها والتمديد فيها، وإحالة الحقوق والالتزامات المتعلقة بها، وامتيازات الاستغلال، بمقتضى قرارات من الوزير المكلف بالمحروقات.
وأكدت مصادر من وزارة الطاقة والمناجم التونسية، أن 18 امتياز استغلال لحقول نفطية في تونس تؤمن قرابة 31 في المائة من الإنتاج المحلي للمحروقات، ستنتهي فاعليتها بداية من سنة 2018. وهو ما سيستدعي عرضها على أنظار البرلمان التونسي، وفق الصيغة الجديدة للمعاملات في مجال المحروقات.
وخلال السنة الماضية، أكدت المصادر أن أنشطة استخراج النفط والغاز في تونس عرفت انخفاضا بنسبة 10 في المائة، مقارنة بما حققته عام 2015.
وخلال نفس الفترة، سجل الإنتاج المحلي للنفط الخام، انخفاضا بنسبة 6.2 في المائة نتيجة توقف الإنتاج في بعض الحقول النفطية، جراء الاضطرابات الاجتماعية وتواتر العطب الفني في عدد من مواقع الإنتاج. أما الإنتاج التونسي من الغاز الطبيعي فقد تراجع بدوره بنسبة 11 في المائة. ووفق إحصاءات قدمتها وزارة الطاقة والمناجم، تراجع إنتاج تونس من النفط إلى أقل من 50 ألف برميل يوميا، في حين يبلغ إنتاج الغاز الطبيعي 6.5 مليون متر مكعب يوميًا.
ويعود تراجع إنتاج النفط في تونس إلى أزمة البترول على مستوى السوق الدولية، خاصة أن الآبار النفطية ذات المردودية الضعيفة باتت غير مربحة للشركات العالمية، وهو ما لم يشجعها على مزيد من الاستثمار في مجال التنقيب والاستكشاف.



العالم على موعد مع أطول ناطحة سحاب في السعودية

42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
TT

العالم على موعد مع أطول ناطحة سحاب في السعودية

42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج

تتسارع الخطى نحو تشييد «برج جدة» بالمدينة الساحلية (غرب السعودية) والذي سيكسر حاجز الكيلومتر في الارتفاع ليصبح أطول برج في العالم عند اكتماله بعد مضي 42 شهراً، أي في عام 2028، ليجسّد الابتكار الهندسي والتقدم التكنولوجي ويصبح علامة فارقة على خريطة المباني الإيقونية العالمية.

«برج جدة» تحت الإنشاء والعمل على قدم وساق للانتهاء في الوقت المحدد

وأُعلن الاثنين، رسمياً استئناف أعمال بناء البرج وصبّ الخرسانة في الرمز العالمي للطموح والتقدم، بحضور الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة «المملكة القابضة»، والمهندس طلال الميمان، الرئيس التنفيذي لشركة «المملكة القابضة»، والشيخ يسلم بن لادن (مجموعة بن لادن)، والمهندس حسن شربتلي شركة (قلاع جدة للاستثمار العقاري المحدودة)، ومحمد القطري شركة (أبرار العالمية المحدودة).

وأشار الأمير الوليد بن طلال إلى الدعم الذي حظي به «مشروع برج جدة» من الحكومة في سياق رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، عن أهمية الشراكات في المشروع، حيث قال: «الحكومة، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، قدّمت دعماً كبيراً لـ(شركة بن لادن) المسؤولة عن تنفيذ المشروع. تم تسديد معظم قروض الشركة؛ ما عزز قدرتها على إدارة وإنجاز المشروع بكفاءة»، لافتاً إلى أن هذا الدعم عكس حرص الدولة على دعم المشاريع الوطنية العملاقة.

وأضاف: «اليوم نعلن رسمياً عن بدء المشروع الخاص باستكمال بناء (برج جدة)، الذي سيصبح الأطول في العالم. وقد تم اليوم البدء في صبّ الخرسانة للدور الـ64، وخلال فترة قصيرة سيتم الانتهاء من بناء دور واحد كل 4 أيام، وذلك حسب الخطة المتفق عليها. إذا سارت الأمور كما هو مخطط»، مشيراً إلى أن المشروع سيكتمل خلال 42 شهراً.

وأوضح أن المشروع يتماشى مع «رؤية 2030» التي أعلن عنها ولي العهد السعودي، مبيناً أن البرج هو جزء من منظومة متكاملة تبلغ مساحتها الإجمالية 5.3 مليون متر مربع، لافتاً إلى أن الجزء الأول الذي يضم البرج يغطي مساحة 1.3 مليون متر مربع. وعند اكتمال المشروع، ستتجاوز استثمارات المشروع حاجز 100 مليار ريال، ومتوقعاً أن يستوعب البرج بين 75 ألفاً و100 ألف نسمة عند اكتماله.

وبيّن أنّ تمويل المشروع يأتي من مصادر متنوعة تشمل التمويل البنكي والمبيعات المقدمة، سواء على المخططات أو على الواقع، وكذلك عبر تمويل المشروع جزئياً من قِبل المالكين أنفسهم. وقال: «لا يوجد أي قلق حول موضوع التمويل، حيث نتعامل مع بنوك عالمية معروفة ولدينا سجل طويل معها».

وعن المزايا والتكنولوجيا المستخدمة، قال الأمير الوليد: «البرج يعتمد على تقنيات متقدمة جداً، بعضها قيد التطوير خصيصاً لهذا المشروع. على سبيل المثال، سيتم استخدام تقنيات جديدة لنقل الخرسانة إلى ارتفاعات تصل إلى 1000 متر. والتصميم النهائي للبرج سيجعل منه تحفة معمارية متميزة على مستوى العالم. والنقطة الأعلى في البرج ستكون أكثر من 1000 متر، لكن الرقم النهائي سيتم الكشف عنه لاحقاً».

جانب من المؤتمر الصحافي (تصوير: غازي مهدي)

وأكد الأمير الوليد بن طلال أن التأثير المتوقع للمشروع يحدث حالياً، حيث ينعكس إيجابياً بشكل هائل على المناطق المحيطة به، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الأراضي المحيطة به بشكل ملحوظ، مؤكداً أن المشروع سيكون مركزاً عالمياً يجذب المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين.

وقال: «نحن بصفتنا مالكين، ممثلين في شركة (المنطقة الثابتة)، و(مجموعة بخش)، و(مجموعة شربتلي)، نهدي هذا المشروع العظيم إلى القيادة السعودية وشعبها. وهذا البرج ليس مجرد بناء، بل هو رمز للنهضة والتطور الذي تعيشه المملكة، وفخر جديد يُضاف إلى إنجازاتها».

من جهته، قال المهندس طلال الميمان، الرئيس التنفيذي لـ«شركة المملكة القابضة» خلال حفل استئناف أعمال بناء البرج: «يمثل حفل اليوم تجسيداً لرؤية تطلبت سنوات من العمل. وسيكون (برج جدة) منارة للابتكار ومحفزاً للنمو».

ومن المتوقع أن يوفر المشروع فرص عمل كبيرة خلال مراحل البناء وما بعدها.