برشلونة... سفينة تغرق من دون ربّان

أين اختفى الفريق الذي هيمن على كرة القدم العالمية بالأداء الراقي أمام كل الخصوم؟

نيمار بعد الهزيمة المذلة (أ.ف.ب)  -  ألقوا باللوم على ميسي رغم الرقابة اللصيقة عليه (أ.ف.ب)  -  سقوط برشلونة في باريس يبدد أحلام إنريكي في الاستمرار مع الفريق («الشرق الأوسط»)
نيمار بعد الهزيمة المذلة (أ.ف.ب) - ألقوا باللوم على ميسي رغم الرقابة اللصيقة عليه (أ.ف.ب) - سقوط برشلونة في باريس يبدد أحلام إنريكي في الاستمرار مع الفريق («الشرق الأوسط»)
TT

برشلونة... سفينة تغرق من دون ربّان

نيمار بعد الهزيمة المذلة (أ.ف.ب)  -  ألقوا باللوم على ميسي رغم الرقابة اللصيقة عليه (أ.ف.ب)  -  سقوط برشلونة في باريس يبدد أحلام إنريكي في الاستمرار مع الفريق («الشرق الأوسط»)
نيمار بعد الهزيمة المذلة (أ.ف.ب) - ألقوا باللوم على ميسي رغم الرقابة اللصيقة عليه (أ.ف.ب) - سقوط برشلونة في باريس يبدد أحلام إنريكي في الاستمرار مع الفريق («الشرق الأوسط»)

قال المدير الفني لنادي برشلونة الإسباني لويس إنريكي بعد الهزيمة القاسية أمام باريس سان جيرمان برباعية نظيفة في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا: «لقد حاولنا أن نسجل حتى نعود إلى المباراة، لكنهم أحرزوا الهدف الثالث ثم الرابع». لكن في الحقيقة لم تكن تصريحات إنريكي صحيحة على الإطلاق لأن برشلونة لم يحاول مطلقا وظهر مستسلما للغاية.
ولم يكتف باريس سان جيرمان بإحراز هدف واحد، لكنه ضاعف جراح النادي الكتالوني وأحرز الهدف الثاني ثم الثالث والرابع، لكن الشيء الملاحظ هو أن برشلونة لم يسع للعودة إلى المباراة ولم ينظم هجمة سريعة أو يحرز هدفا يبقي على آماله في مباراة العودة. وجاء الهدف الثالث الرائع الذي أحرزه النجم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا بمثابة اللمحة الفنية التي تعكس تماما ما حدث في تلك المباراة، سواء لباريس سان جيرمان أو لبرشلونة. وشهدت المباراة الكثير من اللقطات التي تعكس الانهيار الذي حدث لبرشلونة، لعل أبرزها فقدان ليونيل ميسي للكرة قبل أن يقف في مكانه ويشاهد لاعبي باريس سان جيرمان وهم يذهبون إلى مرمى فريقه ويحرزون هدفا، ناهيك عن الاستسلام الكامل للاعبي الفريق الكتالوني للدرجة التي جعلت الفريق يستقبل ثلاثة أهداف خلال 55 دقيقة.
لقد دخل برشلونة اللقاء وليس لديه الإرادة والعزيمة التي تمكنه من خوض مباراة بهذا الحجم، ويكفي أنه بعد مرور عشر دقائق فقط من الشوط الثاني كان الفريق سيلعب ضربة البداية بعد الهدف الثالث الذي أحرز في مرماه، لكنه فقد الكرة حتى قبل أن تتحرك خارج دائرة منتصف الملعب.
وعلاوة على ذلك، لم يظهر برشلونة رد الفعل المناسب بعد كل هدف يدخل مرماه، كما لم يتحل لاعبوه بالقوة والسرعة اللازمة، رغم أن هذه هي المباراة رقم 13 خلال 41 يوما، ولم يكن قائد الفريق أندريا إنييستا في مستواه تماما. وبدا سيرخيو بوسكيتس بطيئا للغاية - رغم أنه لم يكن سريعا يوما ما - وقدم مباراة سيئة في أحد أسوأ مواسمه على الإطلاق.
وأحرز باريس سان جيرمان هدفه الثالث من هجمة منظمة من الخلف بنفس الطريقة التي كان يعتمد عليها برشلونة في السابق، والتي لم يطبقها في هجمة واحدة طوال المباراة. وفي النهاية، لم تكن هناك «أفكار واضحة» سواء لبرشلونة أو لقائده إنييستا، كما اعترف بوسكيتس بأن برشلونة قد تفاجأ من حيث «الخطط التكتيكية»، لكن إنريكي اختلف معه، كما ظهر في المؤتمر الصحافي بعد المباراة. في الحقيقة، ربما تكون هذه هي النهاية بالنسبة للمدير الفني الإسباني، ليس فقط بسبب هذه الهزيمة الثقيلة.
وخلال تلك المباراة، لم يسدد برشلونة إلا مرة واحدة فقط على المرمى، وعُزل ميسي تماما، لدرجة أن عدد مرات لمسه للكرة خلال شوط المباراة الأول كان الأقل مقارنة بأي شوط على مدى السنوات الثماني الماضية. صحيح أن نيمار كان يبذل مجهودا في قلب دفاعات باريس سان جيرمان، لكنه كان يلعب بمفرده. وفي المقابل، أنقذ حارس برشلونة مارك أندريه تير شتيغن ست فرص محققة.
وكانت هذه هي أثقل هزيمة لبرشلونة تحت قيادة لويس إنريكي، لكنها ربما كانت الأفضل من حيث عدد الأهداف التي تجنبتها شباك الفريق، إذ كان يمكن أن تزيد حصيلة الأهداف بكل سهولة. لقد وصف إنريكي المباراة بأنها «كارثة»، وهي الكلمة التي عنونت بها صحيفة «إل موندو ديبورتيفو» صدر صفحتها الرئيسية، في حين قالت صحيفة «سبورت»: «هذا ليس فريق برشلونة».
في الواقع، لم تكن حالة الجدل المثارة بشأن فقدان برشلونة لهويته وليدة اللحظة الحالية، لكنها موجودة منذ فترة طويلة - حتى في الأوقات التي كان الفريق يحقق فيها الانتصارات - وربما زادت حدة هذه الحالة بالطبع بعد المباراة الأخيرة. وقد حذرنا إنريكي مرارا وتكرارا مما قد يحدث، إلى أن جاءت الهزيمة المذلة برباعية نظيفة. لقد نجح المدير الفني لباريس سان جيرمان أوناي إيمري في استغلال الحالة السيئة لبرشلونة وضاعف جراح الفريق الكتالوني بكل قوة.
وحتى على المستوى المحلي، يحتل برشلونة المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإسباني خلف المتصدر ريال مدريد، رغم أن الفريق الكتالوني قد لعب مباراتين أكثر من غريمه التقليدي. وعانى برشلونة وخسر نقاطا على ملعبه أمام ألافيس وملقة اللذين اعتمدا على اللعب الدفاعي الصريح، كما عانى أيضا أمام بعض الفرق التي مارست ضغطا عليه، مثل سيلتا فيغو وإشبيلية وريال بيتيس. صحيح أن برشلونة قد وصل لنهائي كأس ملك إسبانيا، لكنه عانى بقوة أمام أتليتكو مدريد في الدور ربع النهائي.
قد يحمل البعض ميسي مسؤولية الخسارة، لكن الحقيقة هي أن النجم الأرجنتيني كان كثيرا ما ينقذ الفريق طوال الموسم ويقوده للفوز، وهو الشيء الذي كان يغطي على أخطاء الفريق الكثيرة. ولم تقتصر تلك الأخطاء على اللاعبين فحسب، لكنها امتدت إلى المدير الفني والفريق بأكمله، لدرجة جعلت هناك حالة من «التدمير الذاتي» للنادي لم تكن واضحة بهذه القوة من قبل، وحالة من عدم الثقة المتبادلة تؤدي إلى تضخيم تلك الأخطاء وتعكس حالة الانقسام الموجودة. وتتراجع الثقة في مجلس الإدارة، في الوقت الذي ضم فيه النادي خمسة مديرين للاتصالات حتى الآن.
وعلى المستوى الفني، لا يملك الفريق ظهير أيمن قويا، وانخفض أداء منتصف الملعب بقوة بسبب ارتفاع معدل أعمار اللاعبين، في الوقت الذي لم يعد الفريق يدفع بلاعبين شباب من أجل ضخ دماء جديدة في الفريق، وحتى خط الدفاع الذي يزعم النادي أنه دعمه بقوة ليس قويا على الإطلاق.
يقودنا كل ذلك إلى نقطة أكثر عمقا، وهي أن برشلونة يمتلك لاعبين بارزين، لكن ما هي الخطة التي يعتمد عليها الفريق؟ غالبا ما تكون الإجابة هي «الاعتماد على ميسي». لكن حتى ميسي - الذي لم يجدد عقده مع الفريق رغم أنه ينتهي بنهاية العام المقبل - لا يمكنه أن ينقذ الفريق دائما وأبدا، وتم إيقافه تماما في باريس.
وهناك حالة من القسوة في الانتقادات الموجهة للاعبي الفريق، وخاصة الثلاثي الهجومي نيمار ولويس سواريز وميسي، وكأن المسؤول عن الهزيمة هم أفضل لاعبي الفريق الذين قادوا النادي للحصول على الثلاثية ثم الثنائية. ويعد هذا ظلما واضحا لهذا الثلاثي ويتجاهل مسؤولية اللاعبين الآخرين. وفي صحيفة «ألباييس» الإسبانية، قال الصحافي الشهير رومان بيسا إن برشلونة «قد باع روحه للرمح ثلاثي الشعب»، في إشارة إلى ميسي ونيمار وسواريز، مؤكدا أن قدرة اللاعبين الثلاثة تغطي على الأخطاء التي يرتكبها الفريق.
وقبل كل ذلك، هناك انتقادات قوية لإنريكي، الذي يعتقد البعض أنه لا يستحق قيادة النادي، والذي يتهمه بيسا بأنه «لا يحترم» «جوهر» الفريق. وبعد المباراة قال إنريكي، الذي يشعر بضغط كبير نتيجة ذلك: «كان يمكن أن نلعب بشكل أفضل من ذلك ونخرج بنفس النتيجة». ووصفت صحيفة «سبورت» برشلونة بأنه «سفينة تغرق من دون قائد»، أما صحيفة «إلموندو» فسألت القراء عما إذا كانوا يتذكرون ذلك الفريق الذي «احترم الكرة» وهيمن على كرة القدم العالمية «بتمريرات رائعة لا حصر لها» و«استحوذ على منتصف الملعب» أمام كل الخصوم. وجاءت النتيجة صادمة إذ قال القراء إنه «لم يعد موجودا». وفي صحيفة «أس» أعرب خوان خيمينيز عن أسفه، قائلا إن «برشلونة اعتاد أن يكون شيئا مختلفا وأكثر قوة».
في حين كتب زميله سانتي خيمينيز يقول: «لقد خسر برشلونة ما هو أكثر من مجرد مباراة في باريس. لقد تجرد الفريق من كل شيء وتُرك في مهب الريح أمام حقيقة بائسة تقول إنه فريق يعاني من الفوضى تكتيكيا وبدنيا ونفسيا، فلم يكن هناك خطة ولا نظام للدفع باللاعبين الشباب، علاوة على عدم وجود قائد. لم يكن هناك اتجاه واضح للفريق، وكل ما يتمسك به المدير الفني هو التاريخ الذي شوهه في باريس. لم يعد برشلونة خارج دوري أبطال أوروبا فحسب، لكنه بات خارج برشلونة نفسه».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.