مصر: 9 وزراء و5 محافظين جُدد يؤدون اليمين الدستورية

أول سيدة تتولى منصب محافظ في البلاد... والسيسي يُشدد على مكافحة الفساد

الرئيس المصري السيسي خلال لقائه مجموعة من المسؤولين
الرئيس المصري السيسي خلال لقائه مجموعة من المسؤولين
TT

مصر: 9 وزراء و5 محافظين جُدد يؤدون اليمين الدستورية

الرئيس المصري السيسي خلال لقائه مجموعة من المسؤولين
الرئيس المصري السيسي خلال لقائه مجموعة من المسؤولين

أدى تسعة وزراء جُدد اليمين الدستورية أمس أمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهم «وزراء الاستثمار والتعاون الدولي، والتموين والتجارة الداخلية، وشؤون مجلس النواب، والتنمية المحلية، والتربية والتعليم والتعليم الفني، والزراعة واستصلاح الأراضي، والتعليم العالي والبحث العلمي، والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والنقل». وشدد السيسي على الوزراء الجُدد ضرورة الاهتمام بمحدودي الدخل وتحقيق مزيد من الشفافية والنزاهة والاستمرار في جهود مكافحة الفساد.
كما أدى خمسة محافظين جُدد اليمين الدستورية أمام الرئيس لمحافظات «القليوبية، والإسكندرية، والبحيرة، والوادي الجديد، والدقهلية»، إضافة إلى ثلاثة نواب لوزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ونائب لوزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري.
ويشار إلى أن نادية عبده محافظ البحيرة الجديد، تُعد أول سيدة في مصر تتولى منصب محافظ، وتخرجت عبده في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية قسم الكيمياء عام 1968، وسبق أن واجهت كثيرا من المعارك السياسية؛ ولذلك لقبت بالمرأة الحديدية، وتم ترشيحها للحصول على جائزة أفضل إنجاز علمي إنساني، تقديرا لجهودها في مجال العمل ومجال المياه، كما تم ترشيحها للحصول على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمرأة الإدارية العربية المتميزة.
وكان البرلمان المصري في جلسته العامة قبل يومين وافق على ثاني تعديل وزاري يطرأ على حكومة شريف إسماعيل، الذي تولى مسؤوليته خريف العام قبل الماضي. وأعلن السيسي أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي عن تعديل وزاري، كان من المفترض إتمامه نهاية الشهر نفسه، لكن الاعتذارات المتكررة للمرشحين حالت دون ذلك.
وسبق أن أجرى إسماعيل تعديلا وزاريا على حكومته في مارس (آذار) العام الماضي؛ لكن الانتقادات حاصرت أداء الوزراء في ظل صعوبات اقتصادية متزايدة، دفعته لاتخاذ إجراءات قاسية من بينها تحرير سعر صرف العملة المحلية، ما تسبب في أعلى موجة من التضخم تشهدها البلاد منذ ثمانينات القرن الماضي.
وقالت مصادر برلمانية أمس إن «القاهرة تعول على التشكيل الحكومي الجديد مسؤولية كبيرة، خصوصا في ضبط الأسعار والأسواق ومكافحة الفساد». مضيفة أن «الوزراء الجدد مطالبون بالالتزام بالبرنامج الحكومي ومحاولة إنجازه قبل انتهاء العام الأول من عمر الحكومة، التي سيعقبها محاسبة من البرلمان على ما تم تحقيقه من برنامج التنمية المستدامة».
وعقد السيسي اجتماعا، أمس، مع الوزراء والمحافظين ونواب الوزراء الجُدد، عقب حلفهم اليمين الدستورية بحضور رئيس مجلس الوزراء أمس. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن السيسي أكد ضرورة إيلاء الأولوية للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف قطاعات الدولة وتحسين مستوى معيشتهم، بالإضافة إلى العناية بمحدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجا، وتحقيق مزيد من الشفافية والنزاهة والاستمرار في جهود مكافحة الفساد... كما أكد أهمية العمل على تحقيق التعاون والتنسيق الأمثل بين جميع وزارات ومحافظات وأجهزة الدولة حتى يُمكن للحكومة الاضطلاع بمسؤولياتها وأداء مهامها بشكل متناغم بما يساعد على تنفيذ برنامجها وخططها وفقا للجداول الزمنية المحددة.
وأضاف المُتحدث الرسمي أن «الرئيس أكد خلال الاجتماع ضرورة مواصلة الجهود الدؤوبة من أجل توفير السلع الغذائية الأساسية بكميات وأسعار مناسبة بالأسواق، والتصدي بحزم لجميع محاولات التلاعب بالأسعار أو الاحتكار واستغلال المواطنين».
وشدد الرئيس على أهمية الاستمرار في وتيرة العمل والإنجاز السريعة، وإيلاء الاهتمام اللازم للحفاظ على حقوق الدولة وتحصيل مستحقاتها، والتصدي لأي مخالفات أو تعديات على أصول وموارد الدولة... وكذا النهوض بمنظومة التعليم، سواء الجامعي أو التعليم الأساسي والفني، مشيرا إلى أهمية ترشيد الإنفاق ومواصلة جهود الإصلاح الإداري لأجهزة الدولة واستخدام الوسائل الحديثة في الإدارة لإيجاد حلول عملية لمختلف التحديات.
ووجه الرئيس أيضا بمواصلة اتخاذ الإجراءات التشريعية والإدارية اللازمة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتحسين بيئة الأعمال، بما يساهم في تعزيز جهود النهوض بالاقتصاد والوصول إلى معدلات النمو المنشودة.
وقال المتحدث الرئاسي إن الرئيس أكد أهمية الاستمرار في تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى، والاستمرار في التنسيق والتعاون بين الحكومة ومجلس النواب (البرلمان)، بما يكفل تحقيق التكامل والتجانس المطلوب بينهما كسلطتين تنفيذية وتشريعية، ويمكنهما من الاضطلاع بمهامهما وفقا للصلاحيات المحددة بالدستور المصري.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس تطرق خلال الاجتماع كذلك إلى أهمية التواصل والتنسيق المستمر داخل كل محافظة ومع مختلف أجهزة الدولة؛ سعيا للإسراع في التغلب على المشكلات والتحديات التي تواجه المحافظات وأهاليها، مؤكدا ضرورة التواصل المستمر مع المواطنين والتعرف منهم مباشرة على شواغلهم ومتطلباتهم، مؤكدا أن النهوض بأوضاع المحليات والمحافظات يعد هدفا محوريا تسعى الدولة إلى تحقيقه وشرطا رئيسيا للوصول إلى التنمية الشاملة والمستدامة لمصر.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.