ضغوط تغيير ولد الشيخ تتلاشى بعد اجتماع 4 + 1

تيلرسون يحضر للمرة الأولى واللقاء ناقش المستجدات اليمنية

عادل الجبير في حديث مع نظيره البريطاني والمبعوث الأممي لليمن في بون أمس (حساب وزارة الخارجية السعودية على «تويتر»)
عادل الجبير في حديث مع نظيره البريطاني والمبعوث الأممي لليمن في بون أمس (حساب وزارة الخارجية السعودية على «تويتر»)
TT

ضغوط تغيير ولد الشيخ تتلاشى بعد اجتماع 4 + 1

عادل الجبير في حديث مع نظيره البريطاني والمبعوث الأممي لليمن في بون أمس (حساب وزارة الخارجية السعودية على «تويتر»)
عادل الجبير في حديث مع نظيره البريطاني والمبعوث الأممي لليمن في بون أمس (حساب وزارة الخارجية السعودية على «تويتر»)

دفع بيان وزارة الخارجية الأميركية حول اليمن إلى تلاشي الضغوط الحوثية التي حضت منذ مطلع فبراير (شباط) الحالي على تغيير المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وشدد البيان على «دعم الولايات المتحدة المتواصل للعملية التي تقودها الأمم المتحدة وللجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة».
ويعقب تأكيد واشنطن جملة إشارات وتصريحات، بدأت برد أممي عبر المتحدث باسم المنظمة، وجولة للأمين الجديد أنطونيو غوتيريس إلى المنطقة وتصريحاته حول دعم المبعوث.
وعلى هامش اجتماعات مجموعة العشرين عقد لقاء المجموعة الرباعية حول اليمن في مدينة بون الألمانية أمس، وأظهرت الصور المنشورة على وكالات الأنباء حضور المبعوث الأممي.
وسجل الاجتماع دلالات أخرى، فهو اللقاء الأول الذي يحضره وزير الخارجية الأميركي الجديد ريكس تيلرسون ضمن إطار الرباعية، المكونة من (السعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، وبريطانيا)، كما شهد أيضا مشاركة وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي للمرة الثانية على التوالي بعد حضوره الاجتماع الأخير بالعاصمة السعودية الرياض، يوم الثامن عشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهو تفسير تسمية اللقاء بـ«4 + 1».
ولم يصدر عن الاجتماع تفاصيل غير التي وردت على وكالة الأنباء السعودية (واس)، التي اكتفت بدورها بالإشارة إلى أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير شارك في اللقاء الذي ناقش المستجدات على الساحة اليمنية.
بينما أكد وزير الخارجية الأميركي في البيان على «الحاجة الماسة للتسليم غير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى سائر أنحاء اليمن»، بعد تأكيده على دعم الأمم المتحدة ومبعوثها، لافتا إلى أن الاجتماع ناقش «الوضع الحالي في اليمن وكيفية تمكن المجتمع الدولي من العمل معا لتعزيز التعاون في سبيل حل النزاع».
يشار إلى أن سياسة الإدارة الأميركية الجديدة في الملف اليمني تشهد «تغيرا جوهريا» وفق ملاحظة دبلوماسي يمني في واشنطن، ونشرت «الشرق الأوسط» في عددها الصادر أمس تصريحا أورد فيه الدكتور أحمد عوض بن مبارك السفير اليمني بواشنطن إبلاغ الإدارة الأميركية بلاده بأنها حريصة على إيجاد حل سياسي في اليمن «لا يقود إلى مكافأة إيران، ولا على حساب أمن المنطقة، والخليج تحديدا»، فضلا عن حرصها على مزيد من التنسيق العسكري والتعاون مع التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، في حين قال السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر وفقا لما نشرته «الشرق الأوسط» أمس، في أول تصريح يدلي به منذ تولي الرئيس دونالد ترمب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، إن الإدارة الجديدة «تسعى إلى الوصول لحل سلمي للصراع الدائر في اليمن، الأمر الذي من شأنه تعزيز الأهداف الأمنية الإقليمية للولايات المتحدة».
وكان الحوثيون الذين انقلبوا على الشرعية في اليمن منذ نهاية العام 2014 وجهوا رسالة إلى غوتيريس طالبوه فيها بتغيير المبعوث الأممي إلى اليمن، وجاء رد الأمين خلال مؤتمر صحافي عقد في 13 فبراير الحالي بالقول إن جولته في المنطقة تهدف لمساعدة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في مهمته في اليمن، مشددًا على أن «ولد الشيخ أحمد يقوم بعمل مهني وحيادي في اليمن ويحظى بدعمي الكامل».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.