حماس ستعلن عن وثيقة جديدة تتضمن تعديلات فكرية

مشعل: سنقاتل أي عدوان إسرائيلي بلا هوادة

حماس ستعلن عن وثيقة جديدة تتضمن تعديلات فكرية
TT

حماس ستعلن عن وثيقة جديدة تتضمن تعديلات فكرية

حماس ستعلن عن وثيقة جديدة تتضمن تعديلات فكرية

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، إن حركته أعدت وثيقة سياسية جديدة، ستنشر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إلا أنه لم يتطرق إلى تفاصيلها.
وأضاف مشعل خلال كلمة له عبر الفيديو كونفرنس، في مؤتمر «قضية فلسطين تقييم استراتيجي 2016 وتقدير استراتيجي 2017»، الذي يقيمه مركز الزيتونة في بيروت، أمس: «استمر إعداد الوثيقة أكثر من عام، وهي تحمل فكر الحركة وتجربتها خلال الـ30 عامًا الماضية».
وتابع: «الوثيقة في لمساتها الأخيرة، وستترجم إلى عدة لغات، وستنشر للشعب الفلسطيني والعالم». وأردف: «لن تكون بعيدة عن جذور الحركة واستراتيجيتها، بل لتصب في الهدف ذاته، ستسهم في إنجاز المشروع الوطني، وستقدم كتجربة وخبرة متراكمة اكتسبتها الحركة على مدار سنوات عملها».
ويدور الحديث عن وثيقة جديدة مطورة عن ميثاق الحركة، الذي صدر مع انطلاقتها عام 1988، لكن مع معالجات لغوية وتصحيحات لها علاقة بأسباب وشكل الصراع مع الإسرائيليين وطبيعة العلاقة مع الغير، إضافة إلى انتماء الحركة وجذورها.
وتحدث مشعل، الذي يفترض أن يغادر موقعه الشهر المقبل، أو الذي يليه بعد انتخاب مكتب سياسي جديد للحركة، عن التغييرات في قيادة حماس، قائلا إن تداول السلطة عميق الجذور في الحركة.
وأضاف: «تداول السلطة لدى حماس شيء طبيعي... فالشعب أكبر من الحركات والحركات أكبر من القيادات».
وعد مشعل تولي يحيى السنوار قيادة حماس في غزة، دليلا على ديمقراطية الحركة، وشدد على أن هذه التغييرات لن تغير في استراتيجية حماس. لكنه حذر إسرائيل من شن حرب جديدة على القطاع، قائلا: «العدو يتوعدنا بحرب جديدة، ونحن نحذره من السعي لهذه الحرب، خيارنا سيكون الصمود والقتال بضراوة وبلا هوادة».
وكان مشعل يرد على تصريحات وزراء إسرائيليين بأن الحرب على غزة هي مسألة وقت ليس إلا، بعد تولي السنوار قيادة الحركة.
وأكد مشعل أن حركته أعدت جيشا محترفا وطورت من أدواتها، وقادرة على إذلال الجيش الإسرائيلي مرة ثانية.
وفاخر مشعل أن «حماس، وبعد ثلاثة عقود على انطلاقتها، لا تزال محافظة على الثوابت، ولم تتغير الرؤية ولا المشروع». وقال إن «حماس لو قبلت شروط الرباعية لفتحت لها العواصم الدولية كافة». كما فاخر مشعل بأن حركته تجنبت أخطاء حركة فتح، ولم تذب تنظيمها في السلطة.
ودعا مشعل إلى إعادة ترتيب أوراق البيت الداخلي الفلسطيني بما يشمل إنهاء الانقسام، وتجديد المؤسسات الوطنية وضخ دماء جديدة فيها، وإعادة تفعيل الخارج الفلسطيني.
كما طالب، بإعادة تعريف المشروع الوطني الفلسطيني، وإعادة الاعتبار له، واستعادة روحه وجوهره بالتوافق بين جميع القوى.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.