«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين الدولي (5): ريتشارد غير لـ «الشرق الأوسط»: أنتقي أدواري بحذر... وهذا رأيي في ترمب

{برلين} يحتفي بالنجم الأميركي ويعرض فيلمه الخمسين

الممثل الأميركي  على السجادة الحمراء في مهرجان برلين قبيل عرض فيلمه «العشاء» (أ.ف.ب) - ريتشارد غير وجوليا روبرتس في لقطة من فيلم {إمرأة جميلة} (غيتي)
الممثل الأميركي على السجادة الحمراء في مهرجان برلين قبيل عرض فيلمه «العشاء» (أ.ف.ب) - ريتشارد غير وجوليا روبرتس في لقطة من فيلم {إمرأة جميلة} (غيتي)
TT

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين الدولي (5): ريتشارد غير لـ «الشرق الأوسط»: أنتقي أدواري بحذر... وهذا رأيي في ترمب

الممثل الأميركي  على السجادة الحمراء في مهرجان برلين قبيل عرض فيلمه «العشاء» (أ.ف.ب) - ريتشارد غير وجوليا روبرتس في لقطة من فيلم {إمرأة جميلة} (غيتي)
الممثل الأميركي على السجادة الحمراء في مهرجان برلين قبيل عرض فيلمه «العشاء» (أ.ف.ب) - ريتشارد غير وجوليا روبرتس في لقطة من فيلم {إمرأة جميلة} (غيتي)

ما زال ريتشارد غير وسيمًا كما كان عندما لعب دور البطولة في «البحث عن السيد غودبار» أمام دايان كيتون والراحلة تيوزداي. ووظف غير هذه الوسامة في أدوار ناجحة تلت ذلك العمل، من بينها «يانكس» و«أميركان جيغولو» و«ضابط وجنتلمان»، وكان لا يزال يحتفظ بها كاملة عندما لعب دور الثري الذي ينقذ جوليا روبرتس من حياة العبث في «امرأة جميلة» سنة 1990.
إنه في السابعة والستين من العمر اليوم، وموجود في مهرجان برلين (الذي انطلق في التاسع من هذا الشهر ويستمر حتى التاسع عشر منه) لغرضين؛ الأول: لأن المهرجان اختار الاحتفاء به كضيف، وثانيًا: لأن لديه فيلمًا جديدًا مشتركًا في المسابقة بعنوان «العشاء»، الفيلم الخمسين له.
عندما حاورته، سألني من أين أنا وكيف الأحوال عمومًا، وذكّرني بأنه زار دبي، وكان يتمنى لو أنه زار بلادًا أخرى في المنطقة، واختتم الدردشة التي تلاها الحوار بقوله: «أتمنى أيضًا أن تنتهي هذه الأوضاع التي أعرف كم هي صعبة على من يعيشها في منطقتكم. لكني واثق من أن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه في يوم قريب. الآن اسألني».

* أي من هاتين المناسبتين اللتين تسببتا في وجودك في برلين تريد أن نبدأ بها؟
- كلاهما واحد عندي.
* هذا الاحتفاء بك الذي خصك به مهرجان برلين. كيف تنظر إليه؟ هل تجده في وقته تمامًا مثلاً؟
- اسمع. يمر كل منا بمراحل مختلفة. لا تعجب إذا ما بدأ البعض منا من أعلى السلم ثم أخذ ينزل، وقد يصعد مرّة أخرى وقد لا يصعد. أحب مراحل حياتي وكيف تبلورت على نحو سأكذب لو قلت لك إنني خططتها. لقد بدأت، كما لا شك تعلم، بداية جيدة. أصبحت في بطولة الأفلام بعد ثلاث أو أربع سنوات من بدايتي ممثلاً، ثم دخلت مثل كثيرين في مرحلة ما بعد الأربعين سنة، أو ما يسمونه بمرحلة النضج، وبعد ذلك كان لا بد للأدوار المختلفة التي مثلتها أن تبلغ أيضًا هذه المرحلة. كنت وما زلت شديد الحذر في أن أمثل شخصية لا تناسب سني أو وضعي المرحلي ذلك. ولهذا أعتقد أنني وصلت إلى المرحلة التي أشعر بها أن مثل هذا التكريم والتكريمات الأخرى التي حصلت عليها في السنوات الخمس الأخيرة تتحقق في الوقت المناسب. لذلك أنا سعيد بأن مهرجانًا كبيرًا مثل برلين أراد أن يمنحني هذا الشأن.

هوليوود في المهرجانات

* مهم جدًا لممثل أن يشعر بأنه محتفى به خصوصًا بعد رحلة طويلة في العمل.
- طبعًا. الحديث عن الرحلة الطويلة يبدأ عندي من قبل أن أصبح ممثلاً. لقد مررت بظروف معيشية صعبة جدًا قبل أن أصبح ممثلاً، ولا يمكن لي إلا أن أضيفها إلى هذه الرحلة.
* هذا ليس أول حضور شرفي تقوم به في مهرجان أوروبي... أعتقد أن مهرجان سان سابستيان قدّم لك ميدالية خاصة قبل خمس سنوات.
- قبل ست سنوات تحديدًا. هذا صحيح. مهرجان زيوريخ في سويسرا قدّم لي تحية مشابهة. في الحالتين كنت بالطبع سعيدًا لذلك كما الآن.
* كثير من السينمائيين في هوليوود لا يرون فائدة من المهرجانات التنافسية مثل برلين وكان... هل تشارك في هذا الرأي؟
- لا. أظن أنه لو كنا نشارك بالمزيد من الأفلام التي تستحق التنافس لكان حال هوليوود أفضل قليلاً مما هو عليه الآن.
* كيف ذلك؟
- أقصد أن أفلام العالم تعرض في سياق هذا المهرجان أو في مهرجانات أخرى كثيرة حول العالم... برلين... كان... دبي... تورنتو... فينيسيا... وسواها، لكن الحضور الأميركي، إذا لاحظت، يتوقف غالبًا على الأفلام المستقلة داخل المسابقة وعلى الأفلام الجماهيرية الكبيرة خارج المسابقة. ماذا لو حدث العكس؟ ماذا لو كان العدد بالتساوي؟ أعتقد أنه من الأفضل للسينما الأميركية أن تزيد حضورها في كل المهرجانات، وضمن المسابقات، وأن ترضى بالمعاملة التي تسري على الجميع.
* هل تعتقد أن «العشاء» حقق هذا الحضور جيدًا؟ كان هناك كثير من النقد السلبي حياله؟
- ما تقوله نقطة أخرى. كنا نتحدث عن الاشتراك الأميركي الذي أراه اليوم مقتصرًا على بعض الأفلام بينما الغالبية هي لأعمال من آسيا وأوروبا، وهذا جيد، لكنه بالكاد جيد للسينما الأميركية. أما «العشاء»، فهو ليس نموذجًا. لعله فيلم لا يثير رضا بعض النقاد، لكنه مناسب جدًا لمسابقة في مهرجان مثل «برلين».
* النقاد كانوا أيضًا حذرين حيالك قبل عشرين سنة أيضًا. نظروا إليك كوجه وسيم وليس كممثل.
- سعيد أنك أثرت هذه النقطة. كلامك صحيح. كثيرًا ما قيل إنني أسطو على الدور لأني جميل الوجه، وتغاضى النقاد عن الحديث عني كممثل. الوسامة ليست تهمة، ولا أستطيع الاعتذار عنها. إنها حقيقة والحقيقة الأخرى أن بعض الممثلين والممثلات لديهم جاذبية جمالية لكن من دون موهبة. هذا أيضًا صحيح. بالنسبة لي لا أستطيع الحديث عن نفسي، لكن أعتقد أنني كنت ساعيًا بجدية كبيرة لأجل أن أجيد ما أقوم به.

لا يخفي أسراره

* واحد من المسائل التي جعلت «عشاء» يبدو تقليديًا إلى حد فكرة دعوة إلى حفل أو عشاء وقيام الحضور بكشف أسرارهم… هذا ورد كثيرًا من قبل وفي هذا المهرجان هناك فيلم لسالي بوتر عنوانه «الحفلة».
- لم أشاهد هذا الفيلم، لكني شخصيًا أحب الأفلام التي تنطلق من فكرة بسيطة لتكشف عما هو أكبر وأعمق. «العشاء» عندي هو من هذا النوع. شقيقان وزوجتاهما في حفل عشاء يبدو عاديًا، ثم يتحوّل إلى كشف أسرار مسكوت عنها. هذا ما جذبني إلى هذا الفيلم.
* في «عشاء» يتضح أن الشخصية التي تلعبها تخفي سرًّا خطيرًا. هل أنت جيد في إخفاء الأسرار أو في إفشائها؟
- (يضحك). أعتقد أنني أخفي الأسرار التي أسمعها لكني لا أعرف كيف أحافظ على أسراري الخاصة. نعم، هو بالفعل كان يخفي هذا السر إلى الوقت الذي خرج فيه عن صمته، واعترف بأنه وشقيقه قاما بجريمة قتل. هناك فترة طويلة من بداية الفيلم إلى الكشف عن هذا السر أردناها، المخرج أورِن موفرمان وأنا أن تأتي غنية بالملاحظات وتفاصيل الحياة والبهجة، كما لو أنه لا شيء وقع أو سيقع. لا شيء سيطيح بهذه السعادة.
* أذكر أنك لعبت دورًا شبيهًا في «موازنة» Arbitrage قبل بضعة أعوام. الفيلم كان مختلفًا لكن شخصيتك فيه قامت على وضع رجل لديه ما يخفيه.
- نعم. واحد من هذه التشابهات أنه ليس شخصًا تكرهه. على العكس يبدو لنا رجلاً عاديًا ثم تتضح أنه مر بظروف غير عادية.
* أي نوع من الشخصيات السينمائية يستهويك؟
- تقصد أي أدوار؟
* نعم.
- حتى الآن لعبت أدوارًا مختلفة عاطفية ودرامية وعندما حاولت أن أقدم شيئًا كوميديًا أو تراجيديًا تراجعت. لكن كشخصية محددة يبدو أنني أنساق وراء شخصية الرجل الذي يكتشف أن أمامه خيارًا آخر غير الذي سار فيه. طبعًا لعبت في «ضابط وجنتلمان» و«امرأة جميلة» شخصية الرجل الذي يبدو لنا جميعًا وقد أنجز ما حلم بإنجازه. لكن هذا ليس كل شيء. في الواقع لا أحد يستطيع تحقيق كل ما يريد تحقيقه أو ما يحلم به.
* هل أثار اختيارك للاشتراك في الفيلم الموسيقي «شيكاغو» دهشتك؟
- كيف عرفت؟ نعم. حينها لم أكن أتوقع أن أجد نفسي في «ميوزيكال» لكن البعض ذكرني أن أحد أفلامي الأولى كان «ميوزيكال».
* تقصد «كوتون كلوب».
- نعم.

مع كوراساوا

* لكن الاختلاف واضح رغم ذلك. «كوتون كلوب» كان عن الموسيقى، لكن «شيكاغو» كان فيلمًا موسيقيًا.
- نعم. لذلك ربما نسبت أنني ظهرت في «كوتون كلوب» إلى أن تم تذكيري به. أسعدني العمل على هذين الفيلمين بالتحديد.
* ما الأفلام الأخرى التي مثلتها وأعجبتك؟
- لا أريد دخول هذه اللعبة لكن السؤال وجيه سيتطلب مني مراجعة مرهقة ودقيقة، لأني لست من الذين يسرعون في الحكم. أحببت جدًا أدواري في بضعة أفلام تشويق مثلتها في الثمانينات مثل «بلا رحمة» و«قضايا داخلية» و«مقطوع النفس» الذي كان إعادة لفيلم جان - لوك غودار.
* هل تحب السينما الأوروبية؟
- ليس تهربًا من الجواب، لكني أحب كل الأفلام في الواقع. آسيوية وأوروبية وهناك أفلام عربية شاهدتها أخيرًا، مثل أفلام هاني أبو أسعد. عميقة وتحكي القصّة بأسلوب جيد.
* هل تجد نفسك في فيلم غير أميركي؟ لنقل: أوروبي، مثلاً؟
- لو تسلمت عرضًا سأدرسه، لكني لا أومن كثيرًا بأني أستطيع تقمص شخصية فرنسية أو إيطالية. والحكايات التي تدور حول أميركي يعيش في أوروبا باتت كثيرة.
* لكنك مثلت في فيلم «أنشودة شهر أوغست» لأكيرا كوراساوا...
- صحيح. وأنا محظوظ أنني مثلت معه في ذلك الفيلم. كان هذا بدوره تتويجًا لي. هناك علاقة خاصة بين وبين اليابان تتوجت عندما تحولت إلى البوذية.
* السؤال الأخير، تبعًا لإشارة الملحق الصحافي لي، لديك فيلم جديد عنوانه «Three Christs» حول طبيب نفسي يعالج ثلاثة رجال كل واحد منهم يعتقد أنه المسيح. أنت بوذي في الفيلم أيضًا؟
- (يضحك) لا. أنا مجرد طبيب نفسي يواجه الحالة التي ذكرت. ربما الوضع أقوى إذا ما كانت ديانة الطبيب مستورة أو غير ظاهرة وإلا لتحوّل الفيلم إلى دعاية شخصية. أليس كذلك؟ احترم الثقافات والأديان المختلفة وليس عندي أي مشكلة معها على الإطلاق. لهذا أنا مرتاح وهادئ في قرارة نفسي. لكني أيضًا عندي آرائي السياسية الخاصة فيما نمر به من ظروف.
* ما رأيك إذن بالرئيس الأميركي الجديد؟
- سأقول ما ذكرته في المؤتمر الصحافي قبل يومين. أعتقد أنه يخلط بين المهاجرين والإرهابيين.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.