نوير: الخصوم أصبحوا أكثر ثقة في مواجهتنا وعلينا إثبات أننا ما زلنا أصحاب اليد العليا

حارس بايرن ميونيخ عازم على الوقوف بكل صرامة أمام تطلعات آرسنال في دوري الأبطال

نوير ينقذ هدفًا لبايرن مؤخرًا أمام شالكه الفريق الذي ترعر وهو يشجعه  - نوير يستعد لمواجهة آرسنال بدوري الأبطال (أ.ف.ب)
نوير ينقذ هدفًا لبايرن مؤخرًا أمام شالكه الفريق الذي ترعر وهو يشجعه - نوير يستعد لمواجهة آرسنال بدوري الأبطال (أ.ف.ب)
TT

نوير: الخصوم أصبحوا أكثر ثقة في مواجهتنا وعلينا إثبات أننا ما زلنا أصحاب اليد العليا

نوير ينقذ هدفًا لبايرن مؤخرًا أمام شالكه الفريق الذي ترعر وهو يشجعه  - نوير يستعد لمواجهة آرسنال بدوري الأبطال (أ.ف.ب)
نوير ينقذ هدفًا لبايرن مؤخرًا أمام شالكه الفريق الذي ترعر وهو يشجعه - نوير يستعد لمواجهة آرسنال بدوري الأبطال (أ.ف.ب)

كان ذلك صباح ليلة تعرض خلالها النادي لزلزال صغير مزق أركانه، ومع هذا كان من الصعب على المرء ملاحظة ذلك في ظل الحالة المزاجية الهادئة التي بدت على المجمع التدريبي الخاص بنادي بايرن ميونيخ. قبل ساعة من انطلاق جلسة تدريب من المقرر أن يشاهدها بضعة مئات من المشجعين الذين جلسوا في المدرجات، وقد انكمشت أجسادهم بسبب البرد القارس، بدا المشهد داخل المركز الإعلامي المطل على الملعب الرئيس أشبه بخلفية لفرقة غنائية، وليس فريق كرة قدم يعاني مأزقًا حرجًا.
وداخل القاعة، وقف لاعب خط الوسط جوشوا كيميش للتصوير وسط مجموعة من البالونات الملونة من أجل إحدى المجلات. وفي جانب آخر من القاعة، تحرك لاعب الوسط خافيير مارتينيز إلى داخل إحدى المساحات المخصصة لعقد مقابلات، حاملاً في يده كأسًا من شرابه المفضل الذي يفضل اللاعب الإسباني الدولي تناوله صباحًا. وكان هناك أيضًا مانويل نوير الذي استحوذ على أنظار الكثيرين؛ نظرًا للسكون والسلبية التي بدت عليه وجعلته أشبه بتمثال في انتظار نقله إلى القاعدة التي ستحمله. الواضح أن حالة الفوضى التي ضربت صفوف النادي الليلة السابقة - مع إعلان قائد الفريق فيليب لام المفاجئ اعتزاله كرة القدم بحلول نهاية الموسم وقراره رفض عرض بتولي منصب مدير شؤون الرياضة في بايرن ميونيخ في غضون دقائق من فوز الفريق بصعوبة بكأس ألمانيا لكرة القدم بتغلبه على فولفسبورغ بهدف واحد دون مقابل، الثلاثاء والتأهل لدور الثمانية - كأن ذلك كله لم يترك أدنى تأثير على نوير، الذي اكتفى بقوله: «كنت آمل اللعب إلى جواره لفترة أطول، لكنني أحترم قراره».
على خلاف الحال مع رئيسي النادي كارل هاينتس رومنيغه وأولي هونيس اللذين ظهر الغضب باديًا عليهما، كان حارس المرمى البالغ 30 عامًا قد تلقى الخبر مسبقًا من جانب زميله. جدير بالذكر أنّ لام لم يخبر أحدًا من أقرانه بالفريق بقراره قبل إعلانه سوى نوير وتوماس مولر، صديقه المقرب الآخر. ومع ذلك، لم يكن ذلك السبب الوحيد وراء الهدوء الذي بدا به نوير لدرجة جعلته يظهر وكأنه لا يبالي بالأمر.
في الواقع، هكذا كان الحال دومًا مع نوير، فهو يبدو طيلة الوقت غير مهتم على الإطلاق بما يدور حوله، سواء كان ذلك إعلان مجموعة من أقدم مشجعي بايرن ميونيخ اعتراضها عليه لدى انضمامه للنادي عام 2011 لعدم رضاها عن ماضيه في فترة المراهقة كعضو في ألتراس نادي شالكه، أو الكثير من التوترات خلف الكواليس بسبب صراعات على النفوذ داخل مجلس الإدارة، والكثير من المباريات التي قدم خلالها الفريق أداء غير مقنع في ظل قيادة أنشيلوتي حتى هذه اللحظة.
إلا أن ذلك لا يعني بأية حال أن نوير يتحاشى التعامل مع المشكلات التي تفرض نفسها أمامه. في الواقع، كان من السهل على نوير التقليل من أهمية الشكاوى حول تراجع أداء الفريق منذ رحيل جوسيب غوارديولا بهز كتفيه بلامبالاة، والإشارة إلى جدول ترتيب أندية الـ«بوندسليغا» الذي يتصدره بايرن ميونيخ بتعرضه لهزيمة واحدة وتقدمه بفارق سبع نقاط على لايبتزيغ.
نوير يحمل بداخله قدرًا كبيرًا من الصدق والطموح يحول دون انتقاد فريقه. وخلال حديثه، أقر حارس المرمى بأنه: «ندرك تمامًا أننا لم نصل بعد للمستوى الذي كنا عليه سابقا. في الحقيقة لدينا الرغبة في تقديم كرة قدم متميزة ومبهرة. والملاحظ أن خصومنا في الدوري أصبحوا أكثر ثقة في مواجهتنا في الوقت الحاضر، فهم يشعرون أن بإمكانهم الخروج بمكسب من المباراة. ويتعين علينا وضع نهاية لهذا الأمر، وإثبات أننا من يقرر ما يحدث داخل أرض الملعب طوال الوقت».
هل يبدو الجميع في حالة استرخاء مفرط مع تولي أنشيلوتي المعروف بتأنيه وشخصيته الودودة مسؤولية التدريب؟ هز نوير رأسه وأجاب: «لا أظن ذلك. إننا نعي جيدًا حقيقة الوضع ونرغب في حصد بطولات. ولم يأت لنا فريق التدريب الجديد وأخبرنا أنه: «ليحظى الجميع ببعض الاسترخاء، وبعد ذلك ننظر ماذا سيحدث». هذا ليس الحال هنا. إن فريق التدريب على القدر ذاته من الحماس والرغبة مثلنا جميعًا. وأي شخص هنا يظن أن الطريق أمامه سهل خاطئ بالتأكيد». ثمة قول مأثور في ألمانيا يقول إن الفرس الجيد لن يقفز أعلى مما ينبغي عليه؛ ولطالما اشتهر بايرن ميونيخ بأنه بارع في تنفيذ هذه السياسة القائمة على بذل الحد الأدنى من المجهود للوصول إلى الهدف المرجو. إلا أنه في أعقاب السعي الدؤوب وراء الكمال والتفوق والسيطرة التامة على أرض الملعب التي ميزت حقبة تولي غوارديولا تدريب الفريق، بدا التراجع نحو وضع أكثر اعتيادية وبطئًا بمثابة صدمة للكثيرين.
من ناحيته، يعتقد نوير أن المصاعب التي يواجهها بايرن ميونيخ «مجرد مسألة تتعلق بالتفاصيل. على سبيل المثال، كيفية الحفاظ على المسافة المناسبة بين اللاعبين وخطوط الفريق. لا يتعلق الأمر ببذل مجهود أكبر أو الجري بمعدل أكبر. في الواقع، إذا كان المركز الذي تتخذه صحيحا والتنظيم الذي تعتمد عليه مناسبا، ستجد نفسك تجري بمعدل أقل بكثير». ومع ذلك، يبقى هناك شعور بالقلق، يجري التناقش بخصوصه علانية من جانب القيادات في صفوف اللاعبين داخل غرفة تبديل الملابس. ويدور هذا القلق حول إمكانية أن يعجز بايرن ميونيخ عن الاستعداد في الوقت المناسب للمواجهات الضاغطة في أوروبا. جدير بالذكر أنه للمرة الأولى منذ خمس سنوات، لم يفز بايرن ميونيخ بصدارة مجموعته في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا. وقد تفاقمت مثل هذه المخاوف جراء مجموعة من المباريات التي قدم خلالها الفريق أداء سيطر عليه حالة من اللامبالاة منذ العطلة الشتوية.
من جانبه، قال نوير محذرًا: «عندما تضيء أنوار الاستاد الضخمة، يزداد مستوى التركيز بعض الشيء، لكن هذا لا يعني أنه ينبغي أن تفترض أن أداءك سيتحسن في تلك اللحظة تلقائيًا». وأضاف: «ندرك من واقع خبرتنا أن أي شيء قابل للحدوث في المباريات التي نخوضها أمام خصوم كبار، وبمقدور تفاصيل صغيرة خلق اختلاف كبير في النتيجة. بالنسبة لآرسنال، فإنهم يحبون الاستحواذ على الكرة - الأمر الذي ينطبق علينا أيضًا. ومثلما الحال معنا، مر الفريق بفترات صعود وهبوط هذا الموسم - لحظات من النجاح المبهر وأخرى من الأداء الرديء».
يذكر أن بايرن ميونيخ كانت له اليد العليا في آخر مواجهتين أمام آرسنال، لكن هذا لا ينفي أن هذه المباريات دائمًا ما تسيطر عليها حالة من التوتر البالغ. بالنسبة لنوير، فإنه ألف مثل هذه المواجهات ما يخلق بداخله شعورًا بالهدوء. وقال: «أنظر إلى هذا الجزء من عملي باعتباره أمرًا إيجابيًا؛ أن تعرف ما الذي ستواجهه وكيف يلعب خط هجوم الخصم وسماتهم وخصالهم، وكيفية تحركهم، وأي قدم يفضلون الاعتماد عليها». واستطرد قائلاً: «لقد عاينت لاعبي آرسنال كثيرًا، ورأيت بعضهم في منتخباتهم الوطنية أيضًا، بجانب أن بعضهم زملائي في صفوف المنتخب الألماني. وعليه، أنا مستعد لهذه المواجهة. أما من لا نألفه، فسنعمد إلى تحليل أدائه».
في المقابل، فإن أرسين فينغر لا بد وأن لاحظ أن غياب الدقة عن تمريرات الكرة بين لاعبي بايرن ميونيخ وغياب التناغم فيما بينهم بعض الأحيان أمور ولت ولم يعد لها وجود في صفوف النادي الألماني، مع نجاح أنشيلوتي في إعادة نوير إلى داخل المنطقة المخصصة له. اليوم، أصبحت الاختراقات الكاسحة التي تتعرض لها منطقة مرمى نوير أكثر ندرة عن ذي قبل مع تحرك زملائه في عمق أكبر وتنظيم أكثر صرامة. وعن هذا، قال نوير: «الآن، أصبحنا أقرب إلى هدفنا، ولم أعد مضطرًا إلى الاندفاع إلى خارج منطقة المرمى بمعدل كبير، وأصبح لزامًا علي استخدام كلتا يدي بمعدل أكبر الآن، لكن هذا الأمر لا يشغل بالي. كحارس مرمى، أحب أن أشارك في أحداث المباراة بفاعلية».
ومع خروجه بشباكه نظيفة في 14 مباراة من إجمالي 29 مباراة. ومع تشكيل مباراة السبت على استاد إنغولشتات المباراة الـ100 له من إجمالي 181 مباراة خاضها بايرن ميونيخ في الدوري الألماني، يبدو أن نوير اضطلع بالفعل بالمشاركة الفاعلة في صفوف فريقه. ورغم أن أداء فريقه يبدو متراجعًا بعض الشيء هذا الموسم، فإن هذا القول لا ينسحب بالتأكيد على مانويل نوير. ويبدو حارس بايرن ميونيخ الأمين عاقد العزم على الوقوف بكل صرامة في وجه تطلعات آرسنال مرة أخرى.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.