«الحر» يواصل معاركه في الباب بعد دخولها... وقلق تركي من موسكو

إردوغان يؤكد أن الهدف النهائي لـ«درع الفرات» هو المنطقة الآمنة

عناصر من «الجيش السوري الحر» يتقدمون نحو مدينة الباب معقل «داعش» بريف حلب أول من أمس ضمن معركة «درع الفرات» التي تتم بمساندة تركية
عناصر من «الجيش السوري الحر» يتقدمون نحو مدينة الباب معقل «داعش» بريف حلب أول من أمس ضمن معركة «درع الفرات» التي تتم بمساندة تركية
TT

«الحر» يواصل معاركه في الباب بعد دخولها... وقلق تركي من موسكو

عناصر من «الجيش السوري الحر» يتقدمون نحو مدينة الباب معقل «داعش» بريف حلب أول من أمس ضمن معركة «درع الفرات» التي تتم بمساندة تركية
عناصر من «الجيش السوري الحر» يتقدمون نحو مدينة الباب معقل «داعش» بريف حلب أول من أمس ضمن معركة «درع الفرات» التي تتم بمساندة تركية

واصلت قوات «الجيش السوري الحر» مدعومة من الجيش التركي في إطار عملية «درع الفرات» التوغل في مدينة الباب معقل «داعش» في ريف حلب الشرقي شمال سوريا، أمس، وسط مقاومة عنيفة من التنظيم وتأكيدات من أنقرة وقيادات «الحر»، أن تحرير المدينة وتطهيرها من «داعش» بات قريبا جدا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي قبيل مغادرته أنقرة إلى المنامة، صباح أمس، في مستهل جولة خليجية تشمل أيضا السعودية وقطر: إن قوات «درع الفرات» تحاصر الباب، وإن القوات وصلت بالفعل إلى مركز المدينة.
وأكد إردوغان أن القوات، بعد تحرير الباب، ستتجه شرقا نحو منبج والرقة، مشيرا إلى أن الهدف من هذه العملية هو إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا بمساحة 5 آلاف كيلومتر مربع، خالية من التنظيمات الإرهابية؛ لمنع نزوح اللاجئين، وأن المنطقة الآمنة ستتيح «عودة المقيمين في مخيماتنا إلى بلادهم، ولعمل ذلك، نبذل جهدنا لتأسيس مدن جديدة هناك، وقد تبادلت هذه الأفكار مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ودول التحالف الدولي وألمانيا»، مضيفا «أنا على ثقة بأن هذه الجهود التي نواصلها بالاستشارة مع أصدقائنا ستتمخض عنها نتائج جيدة في وقت قريب».
وأكد إردوغان، أن القوات التركية لا تنوي البقاء في سوريا فور تطهير المنطقة من تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية، معتبرا أن «الجيش السوي الحر» يجب أن يكون هو الجيش الوطني لسوريا.
جاء ذلك فيما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يراقب الحرب في سوريا ومقره بريطانيا، إن فصائل «الجيش الحر» المدعومة بضربات جوية تركية مكثفة قاتلت «داعش» في شمال وجنوب غربي الباب، أمس.
وأضاف «المرصد»، أن القوات التركية تقدمت صوب المدينة من جهة الغرب في الأيام القليلة الماضية، وتسيطر الآن على 10 في المائة من مساحتها وكل ضواحيها الغربية.
وتابع، بحسب تصريح لـ«رويترز»، أن قوات النظام السوري والقوات المتحالفة معها، حققت مكاسب كذلك جنوبي الباب قرب بلدة تادف منذ يوم الجمعة، ووصلت إلى منطقة تبعد كيلومترا ونصف الكيلومتر من المدينة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، السبت، أن قوات النظام السوري تمكنت من السيطرة على بلدة تادف الاستراتيجية جنوبي مدينة الباب في عملية نفذت بدعم جوي روسي، وأن قوات النظام قتلت خلال الأعمال القتالية في منطقة بلدة تادف 650 إرهابيا ودمرت دبابتين و4 مدرعات مشاة قتالية، و18 عربة رباعية الدفع مركبة عليها أسلحة ثقيلة، و7 قاذفات قنابل و6 سيارات مفخخة.
وشددت الوزارة على أن بلدة تادف شكلت «المعقل الأمامي المعزز بشكل كبير للمسلحين على مشارف مدينة الباب الواقعة شمال شرقي محافظة حلب، وأن قوات النظام السوري وصلت، نتيجة هذا الهجوم، إلى الخط الفاصل مع تشكيلات «الجيش السوري الحر»، حيث تم التنسيق حول هذا الخط مع الجانب التركي.
وكانت أنقرة أعلنت الأسبوع الماضي عقب مقتل 3 من جنودها وإصابة 11 آخرين في قصف لطائرة روسية جنوب الباب، قيل إنه بطريق الخطأ، عن زيادة التنسيق مع موسكو لتلافي مثل هذه الحوادث.
في غضون ذلك، عبرت مصادر دبلوماسية ومحللون أتراك لـ«الشرق الأوسط»، عن عدم ارتياح للموقف الروسي في الفترة الأخيرة، لافتين إلى أن موسكو تسعى لتأمين تواجد النظام حول حلب، وأنها بدأت تشعر بالقلق من تقارب أنقرة مع الإدارة الأميركية الجديدة، وقد تقف أمام رغبة تركيا في تحقيق المنطقة الآمنة بين جرابلس وأعزاز من خلال المطالبة بعرض الأمر على الأمم المتحدة، لافتة إلى أن إعلان رئيس النظام السوري بشار الأسد رفضه المنطقة الآمنة إنما هو في واقع الأمر يعكس الموقف الروسي.
وقالت تركيا مرارا إنها ترغب في أن تكون جزءا من عملية تقودها الولايات المتحدة لاستعادة الرقة من تنظيم داعش، لكنها لا تريد مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها واشنطن في هذه العملية.
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، السبت: إن على قوات المعارضة السورية المدعومة من الغرب عزل الرقة المعقل الرئيس لتنظيم داعش في سوريا «بحلول الربيع» قبل بدء هجوم على المدينة ذاتها.
وشنت «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية السورية القوية، حملة «غضب الفرات» على الرقة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وأعلنت بدء مرحلة جديدة في الهجوم بهدف إتمام تطويقها للمدينة وقطع الطريق المؤدي إلى معقل المتشددين في دير الزور جنوب شرقي الرقة، ولم يتضح حتى الآن إذا كانت واشنطن ستستبعد وحدات حماية الشعب الكردية من عملية الرقة أم لا، حيث طرحت تركيا خطة لعملية الرقة بمشاركة 20 ألفا من قوات تركية وأخرى محلية في المنطقة بدعم من التحالف الدولي دول المنطقة.
وقال فالون: «الرقة مدينة أصغر بكثير من الموصل، لكن من الواضح أن (داعش) سيدافع عنها بقوة؛ وذلك يعني أن العملية الرامية لتحرير الرقة يجب الإعداد لها بعناية».
على الصعيد الميداني في الباب، أعلن الجيش التركي أمس، مقتل أحد جنوده وإصابة 3 آخرين ليرتفع عدد قتلاه خلال 24 ساعة إلى اثنين، بالإضافة إلى 5 مصابين، وأشار إلى تحييد 42 إرهابيا من «داعش» وتدمير 207 أهداف له، فيما قصفت المقاتلات التركية 33 موقعًا للتنظيم الإرهابي.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.