السودان: الحزب الحاكم والحركة الشعبية يتبادلان الاتهامات بقتل مدنيين

مقتل مواطنين ونهب ممتلكاتهم يضعف فرص السلام في البلاد

السودان: الحزب الحاكم والحركة الشعبية يتبادلان الاتهامات بقتل مدنيين
TT

السودان: الحزب الحاكم والحركة الشعبية يتبادلان الاتهامات بقتل مدنيين

السودان: الحزب الحاكم والحركة الشعبية يتبادلان الاتهامات بقتل مدنيين

اتهم الحزب الحاكم في السودان «الحركة الشعبية – الشمال» بقتل 11 مواطنا، يعملون بالرعي في ولاية جنوب كردفان ونهب أموالهم وممتلكاتهم، وبالعمل على زعزعة الاستقرار، على الرغم من عملية السلام الجارية في البلاد، ودعا المجتمعين الدولي والإقليمي لإدانة الجريمة وملاحقة الجناة، وفتح تحقيق في جرائم هذه الحركة وتصنيفها تنظيمًا إرهابيًا.
بيد أن الحركة الشعبية نفت في وقت سابق ارتكابها للجريمة، وأكدت أنها لا تملك أي قوات في مكان الجريمة، وردت الصاع للحكومة واتهمت ميليشياتها بارتكاب الجريمة، وذكرت أنها كونت لجنة تحقيق من جانبها، ودعت الحكومة إلى تكوين لجنة مماثلة.
وقال الحزب، الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير، في بيان اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، أمس، إن الحركة الشعبية قطاع الشمال، مثلت منذ تكوينها مشروعًا لزعزعة استقرار السودان، ووقفت «أمام مشروعات البناء الوطني وتوحيد الإرادة السودانية من أجل التنمية والإعمار، وكانت على الدوام عائقًا أمام مساعي تحقيق السلام، ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين في جنوب كردفان والنيل الأزرق».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» أول من أمس، أن الحركة الشعبية قتلت أكثر من 7 رعاة و4 أطفال، تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة، بقرية «الحجيرات»، بالقرب من مدينة كادوقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان. لكن الحركة الشعبية – الشمال، أدانت جريمة مقتل الرعاة في بيان، ونفت أن تكون لها يد فيما حدث، وأكدت أنها لا تملك قوات في المنطقة الواقعة شمال غربي مدينة كادوقلي.
وقالت الحركة في البيان، إن قيادتها الميدانية شكلت لجنة تحقيق، وتعهدت بالعمل مع ذوي القتلى لكشف الجناة ومعاقبتهم، كما طالبت الحكومة بإجراء تحقيق مماثل، وذكرت أن أصابع الاتهام تشير للميليشيات الموالية للحكومة بارتكاب الجريمة.
لكن الحزب الحاكم قطع بأن الحركة استمرأت الحرب: «وتقتات على حساب مواطني هذه المناطق بهدف إطالة أمد المعاناة، والتخندق في مواقف غير منطقية، والتذرع بأسباب واهية لرفض الانحياز إلى خيار السلام».
وأورد الحزب في بيانه الصادر أمس، أن أمر الحركة انكشف للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، بعد أن أدارت، حسب عبارة البيان، ظهرها للحلول المقدمة من الوسطاء وشركاء القضية والمجتمع الدولي، وتمسكت بأجندة الحرب.
وأوضح الحزب أن حكومته استجابت للمقترح الأميركي بإيصال المساعدات الإنسانية، اقتناعا بأهمية وضرورة إيقاف الحرب، ووضع حد لمعاناة المواطنين، ومراعاة للأوضاع الإنسانية الحرجة التي خلفتها الحرب على حياة مواطني المنطقتين، مشيرا إلى أن الحركة رفضت المطالب المتكررة بالتخلي عن الأجندة الحربية، وعادت مجددًا لارتكاب ما أسماه البيان «أكبر المجازر البشرية بقتل الرعاة والمزارعين العزل والأبرياء في صورة تعبر عن عنجهية الحركة، واسترخاصها لأرواح ودماء المواطنين، مستغلة وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة من طرف واحد».
وتعهد الحزب بأن تواصل حكومته القيام بواجبها ومسؤولياتها في حماية مواطنيها، وتوفير الأمن لهم مهما كلف الأمر، موضحا أن ما قامت به الحركة الشعبية لن يثني الحكومة عن فعل ذلك.
ودعا البيان كلا من الاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع الدولي لإدانة الجرائم المستمرة، التي ظلت ترتكبها الحركة الشعبية.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.