«حماس» تقر المشاركة في مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران

«حماس» تقر المشاركة في مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران
TT

«حماس» تقر المشاركة في مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران

«حماس» تقر المشاركة في مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران

في محاولة لتطوير العلاقة التي شابها كثير من التوتر في السنوات الأخيرة، قررت حركة حماس الاستجابة لدعوة تلقتها من إيران لحضور مؤتمر لدعم الانتفاضة، سيعقد في 20 من الشهر الحالي في طهران.
وقال مصدر فلسطيني مطلع إن علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، الذي أعلن عن المؤتمر، وجه الدعوة لحركة حماس من خلال مسؤول العلاقات الخارجية أسامة حمدان لحضور مؤتمر دعم الانتفاضة الذي سيعقد في طهران بين 20 و23 فبراير (شباط) الحالي.
وحسبما علمت «الشرق الأوسط»، فإن طهران ترغب في حضور وفد رفيع من «حماس» يرأسه إسماعيل هنية، المرشح لمنصب رئيس المكتب السياسي للحركة، لكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كان هنية سيغادر غزة في هذا الوقت أم لا.
كما تريد إيران حضور هنية لأكثر من سبب. الأول أنه الأوفر حظًا لقيادة «حماس» في الانتخابات الحالية، والثاني لأن إيران لا ترغب في حضور موسى أبو مرزوق المرشح المنافس لهنية بسبب خلافات، وذلك بعدما اتهم أبو مرزوق إيران بالكذب في مسألة دعم المقاومة.
لكن على الأقل سيحضر المؤتمر أسامة حمدان مسؤول ملف العلاقات الخارجية، ومحمد نصر المسؤول السابق للدائرة السياسية، إلى جانب ممثل «حماس» في طهران خالد القدومي.
وقالت مصادر في «حماس» إنه يستبعد أن يغادر هنية قطاع غزة في هذا الوقت، في ظل وجود انتخابات داخلية، مضيفة أن «مسألة مشاركته من عدمها لم تتقرر».
وكان أسامة حمدان قد تسلم الدعوة الإيرانية في بيروت من حسين أمير عبد اللهيان، المساعد الخاص للاريجاني للعلاقات الدولية.
وقد أعلن عبد اللهيان أن المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة سيعقد في 20 فبراير في طهران، عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأضاف مساعد الشؤون الدولية لرئيس البرلمان الإيراني أنه على الشعوب الإسلامية «إحباط مخططات الأعداء عبر الوحدة والحوار، لأن الفرقة والطائفية من مؤامرات ومطالب الكيان الصهيوني في المنطقة، ولذلك يجب أن تبقى القدس الأولوية للمسلمين بكل طوائفهم».
وأكد عبد اللهيان مواصلة الدعم الإيراني للشعب الفلسطيني المظلوم على كل الأصعدة، بقوله إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية «تدعم أي إجراء يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني المظلوم، لأن الدفاع عن فلسطين من السياسات المبدئية الإيرانية».
ودققت إيران في قائمة المشاركين من الحركات والتنظيمات الإسلامية، وصُدقت من قبل قاسم سليماني بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني تفاديًا لدعوة أشخاص غير مرغوب فيهم من قبل الحرس الثوري الإيراني، الذين وصفهم عبد اللهيان في تصريح متلفز بأنهم تيار منشق عن «حماس».
ومشاركة «حماس» ليست الأولى من نوعها، فهذه هي السنة السادسة التي تعقد فيها طهران هذا المؤتمر، والتي دعت إليه عددًا من المنظمات والحركات المقربة من النظام الإيراني كـ«الجهاد الفلسطيني»، و«حزب الله» اللبناني.
ويرغب تيار في «حماس» في استعادة العلاقة مع طهران، فيما يتحفظ تيار آخر على ذلك.
وقد عملت إيران خلال السنوات الماضية على استقطاب «حماس» إلى جانب حلفائها المركزيين في المنطقة كالنظام السوري و«حزب الله» اللبناني، من أجل دعم مواقفها في مواجهة الإقليم.
وكانت «حماس» جزءًا من محور إيران قبل انطلاق الثورة السورية، إذ أيدت «حماس» بشدة هذه الثورة في وجه الرئيس السوري بشار الأسد، مما خلف غضبًا كبيرًا من الأسد وإيران و«حزب الله» ضد «حماس»، قبل أن تغادر الحركة دمشق إلى قطر، وتقطع إيران الدعم المالي.
وخلال العامين الماضيين، مدت «حماس» وإيران جسورًا للعلاقة من جديد عبر تدخلات من «حزب الله» في لبنان، واستأنفت إيران دعمًا محدودًا لـ«حماس»، لكن العلاقات لم تنضج كما يجب، خصوصًا أن ترتيبات لزيارة مشعل إلى طهران فشلت أكثر من مرة حتى الآن.
وتراهن طهران على أن نجاح هنية على رأس المكتب السياسي الجديد، وصعود العسكر بقوة إلى مجالس شورى الحركة، من شأنه أن يغير في سياسة «حماس» الحالية.



«استهلاك الغذاء السيئ» غير مسبوق بمناطق سيطرة الحوثيين

نازحون يمنيون في محافظة حجة يحصلون على مساعدات غذائية (أ.ف.ب)
نازحون يمنيون في محافظة حجة يحصلون على مساعدات غذائية (أ.ف.ب)
TT

«استهلاك الغذاء السيئ» غير مسبوق بمناطق سيطرة الحوثيين

نازحون يمنيون في محافظة حجة يحصلون على مساعدات غذائية (أ.ف.ب)
نازحون يمنيون في محافظة حجة يحصلون على مساعدات غذائية (أ.ف.ب)

بلغ «استهلاك الغذاء السيئ» في جميع المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين مستوى قياسياً، وتجاوز المرحلة «المرتفعة جداً»، التي تبلغ 20 في المائة، خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وفقاً لأحدث البيانات التي وزعها «برنامج الأغذية العالمي».

وفي تقريره الشهري عن الوضع الإنساني، ذكر «البرنامج» الأممي أن معدل انتشار «الاستهلاك غير الكافي من الغذاء» في اليمن، انخفض من 64 في المائة إلى 60 في المائة، وربط ذلك في المقام الأول بالأنماط الموسمية المتعلقة بموسم حصاد الحبوب، وانخفاض شدة الفيضانات، وبدء دورة المساعدات الغذائية الثالثة في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً، وتوزيع الغذاء من خلال عملية الاستجابة السريعة للطوارئ في المناطق الخاضعة للحوثيين.

ثلث الأسر في مناطق سيطرة الحوثيين أبلغوا عن «حرمان شديد من الغذاء»... (الأمم المتحدة)

ووفق التقرير، فقد أفاد نحو ثلث الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين (32 في المائة) بـ«حرمان شديد» من الغذاء. وبيّن أنه رغم الانخفاض الشهري، فإن معدل انتشار «الاستهلاك السيئ من الغذاء» ظل أعلى بنسبة 65 في المائة مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2023. وأكد «البرنامج» أن جميع المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تجاوزت عتبة «المرتفع جداً»، التي تبلغ 20 في المائة لـ«الاستهلاك السيئ من الغذاء»، باستثناء مدينة صنعاء.

وذكر أن الذروة سُجلت في محافظات: البيضاء والجوف وعمران وريمة وحجة، مع زيادة تقترب من الضعف على أساس سنوي بمحافظات: البيضاء والحديدة والجوف والمحويت.

تباينات كبيرة

ولاحظ «البرنامج» وجود تباينات كبيرة؛ ففي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، واجهت نسبة 64 في المائة من الأسر «استهلاكاً غير كافٍ من الغذاء»، مع زيادة «الحرمان الشديد» بنسبة 39 في المائة على أساس سنوي، في حين بلغت هذه النسبة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي 57 في المائة، لكن «الحرمان الشديد» في هذه المناطق ارتفع بنسبة 51 في المائة على أساس سنوي.

ووفق التقرير، فإنه يُعتمد بشكل كبير على «آليات التكيّف المتطرفة» بين الأسر، حيث تبنت 52 في المائة من الأسر اليمنية استراتيجيات تكيف شديدة في الاستهلاك، خصوصاً بمناطق سيطرة الحوثيين، بنسبة 54 في المائة. وشملت الممارسات الشائعة «تقليل أحجام الوجبات» بنسبة 77 في المائة، كما أفاد 72 في المائة بأنهم يتناولون «أطعمة أقل تفضيلاً».

64 % من النازحين اليمنيين عجزوا عن تلبية احتياجاتهم الغذائية الدنيا (الأمم المتحدة)

كما لاحظ تقرير «برنامج الغذاء العالمي» تحديات شديدة في سبل العيش، مع انتشار استراتيجيات عدة في مناطق سيطرة الحوثيين، مثل التسول (9 في المائة) وبيع الأصول. وأشار إلى تأثر النازحين داخلياً بشكل خاص، فلم تتمكن 64 في المائة من الأسر النازحة داخلياً من تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا، وارتفعت نسبة «الحرمان الشديد من الغذاء» إلى 36 في المائة خلال مدة التقرير.

وعلاوة على ذلك، فقد أفاد التقرير الأممي بأن أسرة واحدة من كل 5 أسر يمنية (21 في المائة) أشارت إلى أن لديها فرداً واحداً على الأقل قضى يوماً وليلة كاملين دون تناول الطعام بسبب نقص الغذاء. وظل وضع الأمن الغذائي عند مستوى ينذر بالخطر في جميع أنحاء اليمن.

مستويات شديدة

وأكد «البرنامج» أنه بالمقارنة مع عام 2023، الذي صُنّف فيه اليمن بوصفه ثاني أعلى درجة على «مؤشر الجوع العالمي»، فقد تضاعفت أسعار الوقود في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، بينما زادت بشكل كبير في المناطق الخاضعة للحوثيين.

وفي نهاية الربع الثالث من العام الحالي، يذكر التقرير أن الأسر التي تعاني من نقص استهلاك الغذاء كانت أكثر من نصف الأسر التي شملها الاستطلاع باليمن (52 في المائة).

67 % من سكان مناطق الحوثيين اضطروا إلى تقليل حجم الوجبات (إعلام محلي)

والنسبة السابقة - وفق التقرير - أعلى بـ20 في المائة مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، مع مستويات شديدة من «سلوكيات التكيف الغذائي السلبية للغاية» التي تتوافق مع مستوى «المرحلة الثالثة» من «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والحرمان من الغذاء (استهلاك غذائي رديء)»، والتي ارتفعت بشكل كبير على مدار العام الماضي ووصلت إلى 33 في المائة.

وبيّن تقرير «برنامج الأغذية العالمي» أن الحد من حجم الوجبة، والاستهلاك الأقل تكلفة، من التحديات الرئيسية أيضاً، وذكر أن 67 في المائة من الأشخاص الذين أُجريت معهم المقابلات قالوا إن «استهلاك الأطعمة الأقل تفضيلاً» هو الاستراتيجية الأكثر استخداماً.