انتخابات {حماس} المناطقية تظهر سيطرة العسكر

السرية تغلفها وتجري في الضفة في ظل احتياطات أمنية معقدة

جانب من فعاليات حفل تخريج عناصر قوى الأمن التابعة لحماس في مدينة غزة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
جانب من فعاليات حفل تخريج عناصر قوى الأمن التابعة لحماس في مدينة غزة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

انتخابات {حماس} المناطقية تظهر سيطرة العسكر

جانب من فعاليات حفل تخريج عناصر قوى الأمن التابعة لحماس في مدينة غزة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
جانب من فعاليات حفل تخريج عناصر قوى الأمن التابعة لحماس في مدينة غزة الشهر الماضي (أ.ف.ب)

قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن نتائج الانتخابات الداخلية لحركة حماس، التي بدأت في المناطق في قطاع غزة، أظهرت سيطرة كبيرة للعسكر في الحركة على حساب المستويات السياسية.
وأكدت المصادر لـ«لشرق الأوسط»، أن رجال الجناح المسلح في الحركة والمحسوبين على كتائب القسام، سيطروا على غالبية المواقع في المناطق في قطاع غزة.
وتابعت المصادر: «هذا سيجعلهم يسيطرون كذلك، على مجالس الشورى المصغرة التي تؤلف مجلس الشورى العام، ومن ثم تنتخب المكتب السياسي للحركة».
وبحسب المصادر نفسها، فإن سيطرة العسكر في غزة وكذلك في السجون، ستمكنهم من رسم خريطة المكتب السياسي إلى حد كبير.
وثمة تباين كبير في الآراء بين الخط العسكري والسياسي في حماس، فيما يخص «التحالفات» في المنطقة. ويدفع قادة العسكر إلى ترميم العلاقات مع إيران، فيما يبدي قادة المستوى السياسي تأنيا أكبر في هذا الشأن. ويبدو القاسم المشترك بين العسكر والسياسيين، هو الإجماع على إسماعيل هنية، الذي حاز أعلى الأصوات في الانتخابات السابقة، لانتخابه على رأس المكتب السياسي للحركة، خلفا لخالد مشعل، الذي لا يسمح له القانون الداخلي بالترشح لولاية ثالثة.
وتشكل غزة مع السجون، قطاعين من بين 4 قطاعات تجري فيها انتخابات داخلية في حماس كل 4 سنوات.
وينتظر أن تجري الحركة انتخابات في الضفة الغربية وفي الخارج، كذلك.
وينتخب أبناء الحركة قيادة مناطق في القطاعات الـ4، وهؤلاء ينتخبون مجلس شورى الحركة الذي بدوره ينتخب المكتب السياسي.
ويتوقع أن يستغرق الأمر نحو شهرين على أن تظهر النتائج في أبريل (نيسان) القادم أو مايو (أيار).
وبخلاف الفصائل الفلسطينية الأخرى، لا تجري عملية الانتخابات في حماس وفق نظام الترشح والدعاية الانتخابية، بل يرشح مجلس الشورى أعضاء المكتب السياسي، ويجرون عملية تصويت على الأسماء المقترحة.
وتكتسب الانتخابات الحالية في حماس أهميتها، بسبب التغييرات المتوقعة في قيادة الحركة، التي قد تجر تغييرات في السياسة العامة.
ويعد هنية، الذي يحظى بتوافق كبير، من التيار الذي يحاول في حماس كسب جميع الأطراف، بما في ذلك استعادة العلاقة مع النظام الإيراني، وفتح علاقات جيدة مع النظام المصري ودول عربية وإسلامية أخرى.
وتسلم هنية بعد فوز حماس، رئاسة الحكومة الفلسطينية، وظل على رأسها حتى انتخب نائبا لمشعل قبل سنوات، فترك الحكومة وتفرغ للعمل داخل الحركة.
أما الاسم الثاني المطروح بقوة، فهو النائب الثاني لمشعل، موسى أبو مرزوق الذي يعيش في قطر. ولم يعرف بعد، إذا ما أنهت الحركة انتخابات المناطق في الضفة الغربية، التي تجرى فيها الانتخابات بشكل معقد للغاية وفي إطار من السرية الكبيرة. وقالت مصادر في الحركة إن الانتخابات في الضفة تجرى بطرق معقدة ومختلفة عن قطاع غزة، بسبب الاحتلال الإسرائيلي. ويطلب من عناصر الحركة الموثوقين، التصويت في فترات متباعدة، مع تنسيق أقل بين المناطق خشية فضح الانتخابات.
ولا تعلن الحركة أسماء أي من قادتها في الضفة الغربية ولا حتى أعضاء المكتب السياسي، خشية الاعتقال، وذلك بخلاف الأعضاء الآخرين من غزة والخارج، المعروفين للجميع.
وعقدت حماس انتخاباتها العامة آخر مرة، في القاهرة عام 2013، وأسفرت نتائجها عن إعادة انتخاب خالد مشعل، رئيسا للمكتب السياسي لولاية جديدة تمتد لـ4 سنوات.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.