مستقبل اليونان داخل منطقة اليورو في خطر

وزير المالية الألماني: إما الإصلاحات أو المغادرة

إذا لم تحصل اليونان على حصص إضافية فيمكن أن تتخلف بسهولة عن سداد ديونها مرة أخرى (أ. ف. ب)
إذا لم تحصل اليونان على حصص إضافية فيمكن أن تتخلف بسهولة عن سداد ديونها مرة أخرى (أ. ف. ب)
TT

مستقبل اليونان داخل منطقة اليورو في خطر

إذا لم تحصل اليونان على حصص إضافية فيمكن أن تتخلف بسهولة عن سداد ديونها مرة أخرى (أ. ف. ب)
إذا لم تحصل اليونان على حصص إضافية فيمكن أن تتخلف بسهولة عن سداد ديونها مرة أخرى (أ. ف. ب)

بات مستقبل اليونان في منطقة اليورو - مرة أخرى - في خطر، بعد تشكك الدائنين وأثينا بالتوافق على تخفيف عبء الديون على الاقتصاد المضطرب، وقال وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله إن على اليونان مغادرة منطقة اليورو إذا كانت تريد خفض الديون، مضيفًا في حديثه لإذاعة ألمانية، أن «الإعفاء من الديون سيكون فيه انتهاك للقوانين الأوروبية».
وأكد أنه لا يمكن تخفيف ديون عضو داخل منطقة العملة الموحدة، وفقًا لمعاهدة لشبونة، «لذلك فإن اليونان عليها الخروج من منطقة اليورو، ويجب الحفاظ على الضغط على اليونان لإجراء إصلاحات بحيث تزيد من تنافسيتها في سوق السندات، وإلا فإنها لا يمكن أن تبقى».
في حين صدرت دعوات مماثلة في أنحاء أكبر اقتصاد في منطقة العملة الموحدة، فكانت ألمانيا ضد الموافقة على خطة إنقاذ الأخيرة، قبل الانتخابات الألمانية المقبلة، وتلقت اليونان بالفعل بعض التدابير قصيرة الأجل التي تؤدي لتخفيف عبء الديون، ولكن في لحظة توترت العلاقات بين المفاوضات مع الدائنين الذين يرفضون الإغاثة الكبيرة على المدى المتوسط والطويل الأجل دون اتخاذ تدابير تشريعية في أثينا من شأنها أن تضمن الاستقرار المالي بعد برنامج الإنقاذ.
ويعد الضغط الألماني جزءا من هذه المفاوضات، وربما يكون هناك المزيد من الاحتمالات حول مغادرة اليونان الاتحاد الأوروبي، وظهر بعض التوتر بين الجانبين في عامي 2015 و2016 خلال المفاوضات حول برنامج الإنقاذ ومع طلب الدائنين مزيد من التقشف ورفض طلب اليونان بتخفيف أعباء الديون.
وعلى أثينا سداد ما يقرب من 8 مليارات يورو للحكومة والمستثمرين من القطاع الخاص يوليو (تموز) المقبل، إذا لم يتم تنفيذ الإصلاحات التي يطالب بها الدائنون بما في ذلك المعاشات التقاعدية، وإذا لم تحصل اليونان على حصص إضافية، فيمكن أن تتخلف بسهولة عن سداد ديونها مرة أخرى.
وبرغم من صعود الأسواق العالمية على منذ بداية تعاملات الأسبوع الجاري، ترتفع المخاوف بين المستثمرين منذ فترة طويلة، كون اليونان وإيطاليا تمثلان ضغوطا إضافية على أزمة الديون الأوروبية في منطقة اليورو، وشهد العام الماضي شراء موسعا للبنك المركزي الأوروبي للسندات من خلال برنامج التيسير الكمي، الأمر الذي أبدى علامات مشجعة على النمو وساعد في تغلب المنطقة على سلسلة من الهزات السياسية.
لكن من المتوقع أن يخفف المركزي الأوروبي في نهاية المطاف من مشترياته من السندات الحكومية والأصول الأخرى، الأمر الذي يبث مزيد من الضغوط على مستثمري الديون الأوروبية مهابة تفاقم أزمة الديون.
وتضاعف العائد على السندات الإيطالية العشرية بنحو 2.3 في المائة والتي تتحرك عكسيا مع سعر السند منذ أواخر الخريف الماضي، فيما قفز العائد على السندات اليونانية إلى ما يقرب 8 في المائة من 6.5 في المائة في بداية العام.
ووعد ماريو دراغي رئيس المركزي الأوروبي في صيف 2012 للقيام بكل ما يلزم لإنقاذ منطقة اليورو، لكن أعباء الديون اليونانية والإيطالية تسوء تدريجيا وسط ركود اقتصادي أوروبي.
وارتفعت الديون اليونانية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 183 في المائة في 2015 من 159 في المائة في 2012، كما زادت الديون الإيطالية كنسبة من الناتج المحلي في 2015 إلى 133 في المائة من 123 في المائة في 2012، وفقا ليورستات.



مستشار ترمب الاقتصادي يدافع عن الخفض الكبير في الفائدة من قبل «الفيدرالي»

كيفن هاسيت المستشار الاقتصادي لترمب (أ.ب)
كيفن هاسيت المستشار الاقتصادي لترمب (أ.ب)
TT

مستشار ترمب الاقتصادي يدافع عن الخفض الكبير في الفائدة من قبل «الفيدرالي»

كيفن هاسيت المستشار الاقتصادي لترمب (أ.ب)
كيفن هاسيت المستشار الاقتصادي لترمب (أ.ب)

دافع المرشح المحتمل لدونالد ترمب لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن الخفض الكبير لأسعار الفائدة الذي أجراه البنك المركزي الشهر الماضي، على الرغم من اتهامات الرئيس السابق له بأنه كان بدوافع سياسية.

وفي حديثه لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، قال كيفن هاسيت - المستشار الاقتصادي لترمب الذي خدم في إدارته - إن تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار نصف نقطة مئوية بدلاً من ربع نقطة أكثر شيوعاً كان مبرراً بأرقام تُظهر ضعف سوق العمل.

وقال هاسيت في المقابلة: «إن أحدث خطوة لبدء خفض الأسعار هي شيء منطقي للغاية بناءً على البيانات التي كانت لديهم في ذلك الوقت. بدا الأمر وكأن هناك تباطؤاً حاداً يحدث».

وتعليقات هاسيت تجعله على تباين مع إدانة ترمب لإجراء بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال تصريحاته في نادي ديترويت الاقتصادي في وقت سابق من هذا الشهر. وقال ترمب: «الحقيقة هي أن بنك الاحتياطي الفيدرالي خفّض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة جداً». وأضاف: «لقد كان خفضاً كبيراً للغاية والجميع يعلم أن هذه كانت مناورة سياسية حاولوا القيام بها قبل الانتخابات»، مشيراً إلى أن البنك المركزي الأميركي كان يحاول خفض تكاليف الاقتراض لمساعدة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

هاسيت زميل في مؤسسة هوفر بجامعة ستانفورد، وشغل منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين خلال فترة ترمب في البيت الأبيض بدءاً من عام 2017. وظل في مدار ترمب، ومن المقرر أن يتولى منصباً رفيع المستوى - بما في ذلك إدارة بنك الاحتياطي الفيدرالي المحتمل - إذا هزم المرشح الجمهوري هاريس الشهر المقبل.

مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (الموقع الرسمي للبنك المركزي)

التوقع هو أن يختار ترمب رئيساً جديداً لبنك الاحتياطي الفيدرالي بعد انتهاء ولاية جيروم باول، رئيس البنك المركزي الحالي، في عام 2026.

لقد كان ترمب منتقداً شديداً لباول في الماضي، بما في ذلك وصفه بأنه عدو أكبر لأميركا من الرئيس الصيني شي جينبينغ، لفشله في خفض أسعار الفائدة بقدر ما أراد في عام 2019. وفي وقت سابق من هذا العام، حذر باول من خفض أسعار الفائدة قبل الانتخابات الرئاسية.

واتفق هاسيت مع آراء ترمب بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي تصرّف سياسياً في السنوات الأخيرة. وقال: «أعتقد أن هناك حجة معقولة يمكن تقديمها بأن (بنك الاحتياطي الفيدرالي) لم يكن مستقلاً كما ينبغي». واستشهد بقرار البنك المركزي رفع أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) 2016، قبل تنصيب ترمب رئيساً، على الرغم من البيانات التي «لم تكن داعمة للرفع». وأضاف: «في وقت لاحق، عندما كان هناك انفجار في السياسة المالية مع حكومة ديمقراطية كاملة، لم يفعل بنك الاحتياطي الفيدرالي أي شيء لتعويض ذلك».

كان ترمب منتقداً شديداً لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في الماضي (الموقع الرسمي)

لكن هاسيت رفض المخاوف من أن ترمب قد يسعى إلى تقويض استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي في إدارة ثانية. وقال: «أنا متأكد من أن الرئيس ترمب يدعم استقلال البنوك المركزية، لكنه يريد أيضاً أن يُسمَع صوته، ويريد أن يكون هناك أشخاص مستقلون حقاً».

رفض بنك الاحتياطي الفيدرالي دائماً أي اقتراح بأن السياسة النقدية الأميركية يتم تحديدها على أسس سياسية. وبعد خفض أسعار الفائدة بنصف نقطة في الشهر الماضي، من المتوقع أن ينفذ «الاحتياطي الفيدرالي» تخفيضات أصغر بمقدار ربع نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، خاصة بعد علامات على تجدد القوة في سوق العمل. وقال هاسيت: «لن أعطيهم درجة سيئة لتحرك سبتمبر، على الرغم من أنه في الماضي، يبدو أنهم ربما يتمنون لو لم يفعلوا ذلك».