إسرائيل تعتبر قصف «داعش» لإيلات {عملاً انتقامياً}

زعيم التنظيم الجديد يحاول اختبار تل أبيب بعد اتهامها بقتل شخصية مقربة

إسرائيل تعتبر قصف «داعش» لإيلات {عملاً انتقامياً}
TT

إسرائيل تعتبر قصف «داعش» لإيلات {عملاً انتقامياً}

إسرائيل تعتبر قصف «داعش» لإيلات {عملاً انتقامياً}

قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن القصف الصاروخي على إيلات، أمس، محاولة اختبار يقوم بها الزعيم الجديد لتنظيم داعش في سيناء، أبو هاجر الهاشمي، بعد أن قرر اتهام إسرائيل بمقتل شخصية غالية عليه بشكل خاص، في ظروف غامضة.
وقالت هذه المصادر إن تنظيم أنصار بيت المقدس العامل في سيناء، الذي أعلن قبل سنة الولاء لتنظيم داعش، كان يخصص 99 في المائة من عملياته الحربية ضد مصر وجيشها وقواتها الأمنية وشعبها وليس ضد إسرائيل، ولكن، بسبب الانتقادات ضده على هذه السياسة، يحاول، من حين لآخر، توجيه ضربة لإسرائيل، ولكن يبدو أن الهاشمي، منذ توليه القيادة، يسعى لزيادة عيار الهجوم على إسرائيل.
وكشفت المصادر عن أنه في أواسط ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أطلق هذا التنظيم صاروخا تجاه إسرائيل، لكن الصاروخ سقط داخل الأراضي المصرية. وقيل يومها إن هذه العملية جاءت انتقاما لمقتل عبد الإله قشطة، وهو أحد كبار المسؤولين في التنظيم، وكان مسؤولا عن العلاقات بينه وبين حماس وذراعها العسكرية في قطاع غزة (كتائب شهداء القسام). وقد عرف عنه أنه كان قائدا بارزا في حماس، وانتقل إلى «أنصار بيت المقدس»، وكان أحد الساعين إلى ولائها لـ«داعش». وقد تولى مسؤولية التنسيق مع حماس، مع أنه كان قد هاجمها واعتبرها منحرفة عن طريق الإسلام، بل حاول ونجح في تجنيد كثير من رجالاتها إلى صفوف تنظيمه.
وفي 13 ديسمبر قتل قشطة في ظروف غامضة. وقد دارت الاتهامات حول حماس وحول المخابرات المصرية، لكن قيادة «داعش»، ترجح أن يكون قد قتل بأيدي جهات إسرائيلية. وبعد أيام قليلة، أطلق الصاروخ باتجاه معبر «نتسانا»، القائم بين سيناء وإسرائيل، لكنه فشل في الوصول إلى هدفه وسقط في سيناء.
وجاء القصف على إيلات، الليلة قبل الماضية، ليحقق الهدف. وحسب مصادر إسرائيلية عسكرية، فإن «داعش» أطلق أربعة صواريخ، أحدها ضل هدفه وسقط في منطقة مفتوحة، وثلاثة جرى تصويبها بدقة عالية، لكي تسقط في أماكن لهو حاشدة في المدينة السياحية الإسرائيلية. وقد تم اعتراضها بستة من صواريخ القبة الحديدية، وتدميرها في الجو. وقالت هذه المصادر، إنه لولا القبة الحديدية لكانت وقعت كارثة حقيقية، إذ إن الصواريخ الثلاثة كانت ستسقط في قلب مدينة إيلات، التي تعج بالسياح الأجانب والسياح المحليين.
ومع أن الصواريخ انفجرت في الجو، فإن قوات الطوارئ نقلت أربعة مواطنين أصيبوا بحالة هلع إلى مستشفى المدينة. وبدأ الجيش الإسرائيلي والجيش المصري التنسيق بينهما للعثور على المسؤولين عن إطلاق القذائف، وحتى مساء أمس، لم تصدر توجيهات خاصة إلى سكان المدينة من قبل الجبهة الداخلية.
المعروف أن «داعش» أصدر بيانا رسميا، أكد فيه تبنيه عملية إطلاق الصواريخ.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.