في سياق عملية للحلف الأطلسي (الناتو) تهدف إلى تعزيز خاصرته الشرقية في مواجهة روسيا وصل إلى ليتوانيا مئات الجنود الألمان. وقالت رئيسة ليتوانيا داليا جريباوسكايتي لوكالة الأنباء الألمانية إن الوجود العسكري الألماني الرائد في ليتوانيا «رمزي ومهم للغاية»، وذلك خلال مراسم استقبال رسمية بحضور وزيرة الدفاع أورسولا فون در لاين. ومن المقرر أن تقود ألمانيا كتيبة لحلف (ناتو) من نحو ألف جندي ضمن الوجود المعزز لحلف الناتو في دول بحر البلطيق الثلاث التي تعتبر جميعها عرضة لخطر عدوان روسي محتمل. كذلك سيتم نشر ثلاث كتائب مماثلة في بولندا ولاتفيا واستونيا، استجابة لطلب الدول الثلاث بعدما ضمت موسكو القرم عام 2014.
والعسكريون الألمان مكلفون قيادة كتيبة متعددة الجنسيات تابعة للحلف وتضم نحو 1200 عنصر، يشكل الألمان القسم الأكبر منهم. وسبق أن وصلت إلى ليتوانيا وحدتان بلجيكية وهولندية، كما سينضم إليهم جنود من لوكسمبورغ والنرويج وفرنسا وكرواتيا في 2017 و2018.
وقالت جريباوسكايتي التي ترأس ليتوانيا منذ عام 2009، إن دور ألمانيا في ذلك الانتشار العسكري «يحمل أهمية رمزية جيدة للناتو وأوروبا وألمانيا ذاتها». ويعد تمركز قوات ألمانية في أوروبا الشرقية قضية حساسة بسبب الغزو الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية واحتلال المنطقة. وقالت جريباوسكايتي: «نتفهم تلك المخاوف... وهذا على وجه التحديد السبب في أننا نرى قرار ألمانيا إيجابيا».
وأضافت: «ألمانيا قدمت الكثير من الاعترافات فيما يتعلق بعواقب الحرب العالمية الثانية... ولكن اليوم نحن في القرن الـ21 ويقع على عاتق كل واحد منا التفكير في مستقبل أوروبا والحفاظ على سلام وأمن أوروبا في المستقبل». ووصلت طلائع القوات الألمانية إلى قاعدة «روكلا» الليتوانية الأسبوع الماضي. وسيكون معظم عناصر الوحدة الألمانية من سلاح المشاة المزودين بمجموعة من المركبات القتالية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى وجود مستوى عال من الموافقة على نشر القوات، حيث إن أكثر من 70 في المائة من سكان ليتوانيا يدعمون نشر المزيد من قوات حلف شمال الأطلسي والمعدات ويؤيد 82 في المائة منهم وجود دائم للقوات. وثارت شكوك بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه الحلف منذ انتخاب الرئيس دونالد ترمب الذي انتقد أعضاء الحلف لعدم تقديمهم إسهامات مالية أكبر للحلف.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين إنها شعرت بالاطمئنان بعد مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الدفاع الأميركي جيمس ماتيس.
وأضافت: «بعد ما ناقشناه ليس لدي شك في اقتناعه العميق بأهمية حلف شمال الأطلسي والتزام الأميركيين داخل الحلف بما اتفقنا عليه». ومن المقرر أن تعقد فون دير ليين أول اجتماع لها مع ماتيس في واشنطن يوم الجمعة. وقال مسؤول بحلف الأطلسي إن كل قوات الحلف ستشارك في تدريبات كبيرة في شرق أوروبا في يونيو (حزيران). وقال مسؤول آخر إن التدريبات ستشمل محاكاة لهجوم نووي.
ومن جانب آخر أعلن رئيس مولدافيا الجديد إيغور دودون إثر لقائه في بروكسل نائبة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روز غوتميلر رفضه فتح «مكتب ارتباط» للحلف في بلاده. وقال الرئيس الموالي لروسيا والذي انتخب في نهاية العام الفائت «أعتقد أن فتح مكتب ارتباط لحلف شمال الأطلسي في شيسيناو لا يؤتي نفعا لغالبية المولدافيين». وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأميركية غوتميلر «لا أبالي بما يمكن أن يقوله الباقون في الخارج. ما يهمني هو حياد المواطنين المولدافيين وأمنهم. بالنسبة إلي فتح مكتب مماثل لن يوفر الأمن للشعب». وأكد الرئيس الجديد أن قرار فتح هذا المكتب هو «استفزاز قررته الحكومة الائتلافية التي كانت في السلطة قبل انتخابي».
تعزيزات عسكرية للناتو في دول البلطيق
تعزيزات عسكرية للناتو في دول البلطيق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة