السلطات المغربية تمنع تظاهرة بالحسيمة وتنفي استعمال الرصاص المطاطي

حزب معارض يدعو إلى التجاوب مع مطالب السكان تجنبًا للاحتقان

السلطات المغربية تمنع تظاهرة بالحسيمة وتنفي استعمال الرصاص المطاطي
TT

السلطات المغربية تمنع تظاهرة بالحسيمة وتنفي استعمال الرصاص المطاطي

السلطات المغربية تمنع تظاهرة بالحسيمة وتنفي استعمال الرصاص المطاطي

تدخلت قوات الأمن المغربية، مساء أول من أمس، لتفريق تظاهرة احتجاج بمدينة الحسيمة (شمال) دعا إليها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك ضمن سلسلة من الاحتجاجات التي لم تتوقف في هذه المدينة والبلدات المجاورة لها منذ مقتل محسن فكري بائع السمك نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأسفر تدخل قوات الأمن لتفريق المتظاهرين عن إصابة 27 رجل أمن، بعدما قام بعض المتظاهرين برشقهم بالحجارة، حسب بيان للسلطات المحلية. في المقابل، نفت مديرية الأمن استعمال الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وكان نشطاء ما يسمى «الحراك الشعبي بالحسيمة» قد دعوا لتخليد الذكرى الـ54 لرحيل الزعيم التاريخي لمنطقة الريف عبد الكريم الخطابي عبر تجمعات حاشدة بساحة «كالا بونيطا»، حيث كانوا يعتزمون تقديم وثيقة تتضمن مطالب السكان الذين خرجوا للاحتجاج في عدد من البلدات المجاورة للحسيمة؛ ومنها بوكيدارن، وأمزورن وأيت بوعياش. إلا أن السلطات تدخلت لمنع المتظاهرين من التجمهر في الساحة، ما أدى إلى مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن استمرت حتى الليل.
وأوضحت السلطات المحلية لإقليم الحسيمة أنه «على إثر قيام مجموعة من الأشخاص بتنظيم وقفات احتجاجية الأحد 5 فبراير (شباط) بمركز بوكيدارن، دون استيفاء الشروط الواجبة قانونا لتنظيمها، وتعمدهم قطع الطريق العام، تدخلت السلطات العمومية، في امتثال تام للضوابط والأحكام القانونية، لفض هذه التجمهرات وإعادة حركة السير والمرور».
كما قامت السلطات الأمنية المختصة بفتح تحقيق في الموضوع، تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد هويات الأشخاص المعتدين وترتيب العقوبات القانونية في هذا الشأن.
من جهتها، نفت المديرية العامة للأمن الوطني «أن تكون عناصر القوة العمومية المكلفة المحافظة على النظام العام قد استعملت أسلحة مطاطية أو غازات مسيلة للدموع لتفريق تجمهر بالشارع العام، وذلك داخل النفوذ الترابي لمصالح الأمن الوطني بمدينة الحسيمة».
وأكدت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان حقيقة أوردتها الليلة قبل الماضية وكالة الأنباء المغربية أنه «لم يتم نهائيا استخدام أي نوع من الأسلحة الوظيفية، كما لم يتم توقيف أي شخص في إطار هذه الأحداث»، معتبرة الأخبار التي تم تداولها في هذا الصدد مجانبة للصحة والواقع.
من جهتها، انتقدت لجنة «الحراك الشعبية بالريف» ما اعتبرته «التدخل العنيف» لقوات الأمن لتفريق المتظاهرين وقيامها بمحاصرة مختلف الطرق المؤدية إلى ساحة الاحتجاج، ما أسفر عن مواجهة بين الطرفين.
وتعليقًا على الأحداث التي عرفتها مدينة الحسيمة والمناطق المجاورة لها، أعلن أمس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض «دعمه لكل النضالات المشروعة للسكان»، ودعا إلى «ضرورة التجاوب مع مطالبها الاجتماعية والاقتصادية بعيدًا عن المقاربات الأمنية التي يمكن لها أن تؤجج الأوضاع، وأن تغرق المنطقة في المزيد من الاحتقان».
ومات فكري بائع السمك البالغ من العمر 30 عاما ليلة 28 أكتوبر الماضي بمدينة الحسيمة داخل شاحنة لفرم النفايات، بينما كان يحاول الاعتراض على إتلاف كمية كبيرة من السمك صودرت منه من قبل السلطات. وتسبب موت فكري في اندلاع مظاهرات حاشدة في مختلف المدن المغربية، إلا أن الدعوة إلى التظاهر استمرت في الحسيمة وضواحيها، قبل أن تقرر السلطات التدخل مساء أول من أمس الأحد قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، بعدما راج أن المحتجين كانوا ينوون الاعتصام في الساحة.
وأحيل 11 شخصًا على قاضي التحقيق، على خلفية مصرع فكري بائع السمك، من بينهم اثنان من رجال السلطة ومندوب الصيد البحري ورئيس مصلحة بمندوبية الصيد البحري وطبيب رئيس مصلحة الطب البيطري، وذلك من أجل التزوير في محرر رسمي والمشاركة فيه والقتل غير العمد. إلا أن نتائج التحقيق لم تظهر بعد.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».