تأملات في الحراك الشعبي العراقي

عن «دار الرواد المزدهرة» ببغداد، صدر للكاتب العراقي رضا الظاهر كتاب «اقتحام السماء - تأملات في الحراك الشعبي» في 117 صفحة من القطع المتوسط. والكتاب، كما جاء على الغلاف الخلفي، هو إسهامة في إضاءة الحراك الشعبي العراقي ودلالاته ومصائره، «فالسخط الذي يتراكم سينفجر متحولاً إلى غضب اقتحامي واع، ساعيًا إلى الإطاحة براهن يؤبده النظام القديم، حماية لبقائه ولامتيازات حرسه والمنتفعين».
ويرى المؤلف أنه، وبينما يشهد العراق تفاقمًا في الأزمة الاجتماعية، ويشهد الوضع السياسي ازديادًا في التعقيد، يشهد الحراك الشعبي تطورات مهمة بحاجة إلى مزيد من إلقاء الضوء والتحليل. ووسط هذه التحولات في الحراك وارتباطها بالتحولات في المشهد السياسي، يقول المؤلف إن موضوع عرقلة الإصلاح يكتسب أهمية استثنائية، وهي تعكس جوهر الصراع المحتدم، بتجلياته السياسية والاجتماعية، واحتمالاته المفتوحة على أكثر من مآل. ومن الطبيعي أن عملية الإصلاح تتعارض مع امتيازات ومصالح قوى وشخصيات متنفذة غير مستعدة للتنازل عن سلطتها، وبالتالي فإن الإصلاح يجابه مقاومة عنيدة من قبل هذه القوى «القديمة» التي تدافع عن مواقعها.
وهذه المقاومة، كما يضيف، هي تعبير عن الصراع، الذي هو أساس التطور، وهو، على الدوام، شيء غير ثابت، ومرتبط بتطور الأزمات الاجتماعية والسياسية وسواها، ومن الطبيعي القول إن الأزمة الاجتماعية والسياسية في بلادنا، المرتبطة بمعاناة الناس المريرة في سائر ميادين الحياة، هي التي تؤدي إلى عواقب اشتداد الصراع الذي لا يمكن حله إلا بالتغيير.
والتغيير يعني، جوهريًا، ولادة جديد، وهي «عملية عسيرة ومعقدة تتم، عادة، في ظل تشبث القديم، الذي تسنده الثقافة السائدة، بمواقعه، وتوق الجديد إلى أن يمد جذوره الفتية ويشق طريقه عبر صعوبات تخلقها عرقلة النظام القديم، الذي لا يدافع عن وجوده حسب، وإنما يواصل هجومه على الجديد، في سياق الصراع بين قوى تنتمي إلى الماضي وتدافع عنه حفاظًا على امتيازاتها، وقوى تنتمي إلى المستقبل، ساعية إلى الإطاحة بالقديم المتخلف، وبناء الجديد المتقدم، المنفتح على الاغتناء والتطور».