«الأركان السعودية»: عملياتنا في اليمن لم تتأثر باستهداف الفرقاطة

جددت التحذير من خطورة تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر

رئيس هيئة الأركان العامة السعودي في جولة تفقدية للفرقاطة السعودية التي رست في جدة أمس (تصوير: غازي مهدي)
رئيس هيئة الأركان العامة السعودي في جولة تفقدية للفرقاطة السعودية التي رست في جدة أمس (تصوير: غازي مهدي)
TT

«الأركان السعودية»: عملياتنا في اليمن لم تتأثر باستهداف الفرقاطة

رئيس هيئة الأركان العامة السعودي في جولة تفقدية للفرقاطة السعودية التي رست في جدة أمس (تصوير: غازي مهدي)
رئيس هيئة الأركان العامة السعودي في جولة تفقدية للفرقاطة السعودية التي رست في جدة أمس (تصوير: غازي مهدي)

قال الفريق الأول الركن عبد الرحمن البنيان، رئيس هيئة الأركان العامة السعودي، إن حادث الهجوم على الفرقاطة السعودية باليمن «لن يثني قوات تحالف دعم الشرعية عن مواصلة عملياتها العسكرية، حتى تحقق هدفها الرئيسي في مساعدة الشعب اليمني والحكومة الشرعية في استعادة الدولة، وحماية مقدراتها من الميليشيات الحوثية الانقلابية».
وأضاف أن «الحادث الإرهابي الانتحاري، يؤكد مجددًا أهمية التصدي للميليشيات الحوثية التي باتت تشكل خطرًا إقليميًا»، مبينًا أن استخدام ميناء الحديدة اليمني لشن عمليات إرهابية يمثل تهديدًا صريحًا لسلامة خطوط الملاحة الدولية، «إضافة إلى تأثير ذلك على تدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية والمساعدات الطبية للميناء وللمواطنين اليمنيين».
وكانت الفرقاطة التي تحمل اسم «المدينة» التابعة للقوات البحرية الملكية السعودية وصلت إلى قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي في جدة صباح أمس وفق الموعد المحدد لها من دون تأخير جراء الحادث، وكان في استقبال طاقمها رئيس هيئة الأركان العامة السعودي، والفريق الركن عبد الله السلطان قائد القوات البحرية الملكية السعودية، وقائد المنطقة الغربية، وقائد الأسطول الغربي.
وأوضح قائد السفينة أنها لم تتأثر بهذا الهجوم، وأنها واصلت مهام دورياتها في منطقة العمليات، و«اقتصر الأمر على ضرر بسيط في الجزء الخلفي منها، جراء اصطدام الزورق الإرهابي بها»، وفقا لتقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس).
إلى ذلك، أوضح العميد نايف الحربي، مدير عمليات الأسطول الغربي أن الحادث الذي تعرضت له الفرقاطة (المدينة) جاء في وقت كانت تنفذ فيه جملة أعمال ضمن قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، «فسفن التحالف تقوم بواجبات في الساحل اليمني البالغ طوله نحو 1852 كيلومترا، وهي موجودة على طول هذا الساحل، وتقوم بعملين أساسيين؛ أحدهما إدخال السفن التجارية المصرح لها من مركز التحقيق والتفتيش بجيبوتي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة بالتنسيق مع خلية الإجلاء والمساعدات الإنسانية في الرياض ومع خلية الإجلاء والمساعدات الإنسانية في الأسطول الغربي، ويصرح لها بالدخول بعد التأكد من خلو السفينة من المواد المشبوهة أو المحظورة كالأسلحة، وهناك منطقة انتظار قبالة سواحل الحديدة يتم فيها التأكد من التصريح، ثم يسمح لها بالدخول، إضافة إلى حماية الملاحة الدولية عبر باب المندب الاستراتيجي».
وتطرق إلى أن «الزوارق لا يسمح بخروجها من المياه الإقليمية المقدرة بـ12 ميلا بحريا، ولا يسمح لها بالتحرك إلا في نطاق ضيق جدًا»، محذرًا جميع الزوارق التي تتجاوز هذه المسافة المقننة لها دوليًا، من تعريض نفسها للخطر. وتابع: «سعداء في القوات البحرية بالمشاركة في دعم الشرعية في اليمن، وكلنا فخر بأداء هذا الواجب».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.