صحيفة صوت الأزهر تصدر بحُلة جديدة

صفحات مُتخصصة للمرأة والفتاوى

صحيفة صوت الأزهر تصدر بحُلة جديدة
TT

صحيفة صوت الأزهر تصدر بحُلة جديدة

صحيفة صوت الأزهر تصدر بحُلة جديدة

ارتدت الصحيفة الرسمية للأزهر في مصر حُلة جديدة لجذب القارئ المصري والعربي والدولي، في إطار تنفيذ الاستراتيجية الجديدة للأزهر التي أعلن عنها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بوصول منابره الإعلامية لكل المصريين، وللعالم العربي والغربي.
الشكل الجديد للصحيفة تضمن الإخراج الفني ومحتوى المادة الصحافية بإضافة صفحات متخصصة عن المرأة والفتاوى والرياضة، فضلا عن صفحة لتنفيذ المفاهيم المُلتبسة والرد على شبهات التنظيمات الإرهابية، وقال رئيس التحرير سالم الحافي إن «التطوير الجديد ما هو إلا ضربة البداية، لكي تصل الصحيفة لكل المسلمين في العالم، فيرى فيها مسلمو بورما ثورة غضبنا تجاه ما يحدث لهم من مجازر وماذا نفعل لإنقاذهم؟، ويقرأ فيها المسلم الفرنسي والهندي والأميركي ردودا تزيل الغبار الذي تثيره وسائل إعلام عالمية حول الإسلام».
ويشمل التطوير الجديد للصحيفة عددا من التبويبات الجديدة والصفحات المتخصصة مثل «المرأة والطفل»، و«ردود هادئة»، و«هذه الدنيا»، إضافة إلى مقال أسبوعي لشيخ الأزهر يتناول فيه أبرز القضايا التي تهم الأمة.. كما شمل التطوير مقالات مهمة لعدد من العلماء والمفكرين تناولت عدة موضوعات بالغة الأهمية.
وانفرد العدد الأول بمقال للدكتور الطيب لأول مرة في الصحافة المصرية والعربية تحت عنوان «فوضى الفتاوى.. وتهديد الاستقرار المجتمعي»، كشف فيه شيخ الأزهر من يقف وراء فوضى الفتاوى، ومن يسترزقون على حساب الشريعة الإسلامية، ووضع خريطة طريق لسد منافذ «الفقه العبثي».
وقدمت الصحيفة زاوية جديدة باسم «رواق التجديد» عن مشكلة الإسلام، وتحدث فيها الكاتب الصحافي الزميل محمد مصطفى أبو شامة عن أن «الإسلام دين ليبرالي.. ديمقراطي يعتنق الحرية ويدين بها».
وتحت عنوان «رؤى فقهية» كتب الأمين العام لهيئة كبار العلماء بمصر الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، عن «الإشهاد على الطلاق»، وتحدث عن أنها مسألة مهمة ويدور حولها الجدل في الأوساط العلمية.. كما تضمن العدد مقالا آخر بعنوان «قد أفلح من تزكى» لطه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء، ومقالين بعنوان «اعتراف الإسلام بالآخر»، و«المواطنة في الشريعة الإسلامية».. وأيضا مقالا بعنوان «العبارة في نقل السفارة».
وتضمن التجديد تطويرا كبيرا في الرؤية الإخراجية للصحيفة بما يسهم في جذب القراء وتحقيق يسر وسهولة القراءة. وتناول العدد الأول حوارات مع الدكتور محمد الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية في الإمارات، والدكتور ياسر بن إبراهيم الأمين العام للشؤون الإسلامية بالبحرين.
ويقول رئيس التحرير إن قناعتي أن الأجيال الجديدة يقوم بتنشئتها وتربيتها ثلاثة آباء «الأب والأم ووسائل الإعلام»، لذا كنت سعيدا بأن الاستراتيجية الجديدة للأزهر التي أطلقها شيخ الأزهر تضمنت تطوير الصحيفة الرسمية، وهذا ما اجتهدنا لتنفيذه شكلا ومضمونا، مضيفا: حرص فريق العمل بالصحيفة أن يقدم صفحات متخصصة؛ مثل صفحة «ردود هادئة» التي أجابت فيها الصحيفة بلسان حكيم على كل الشبهات التي تثار حول إسلامنا الحنيف، وفندت المفاهيم الملتبسة في عقول كثير من شباب الأمة، كما تُطارد الصحيفة الفكر الداعشي بصفحتي «المرصد».
وضمت صفحتا المرصد في العدد الأول موضوعا عن «اللاجئون يكشفون الوجه الحقيقي لأوروبا»، وتصريحات لرئيس أساقفة بودابست، وموضوعا بعنوان «مرصد الأزهر يضع خريطة طريق لإنقاذ عرائس الجهاد»، فضلا عن موضوع «الذئاب المنفردة تخطط لشن 70 هجوما على الهند».
وقال خبراء إعلاميون إن الصحيفة محاولة للتصدي للأفكار المتطرفة، والفتاوى والآراء الشاذة، التي تُطلقها التنظيمات الإرهابية للتأثير على الشباب والمجتمعات، فضلا عن نشر الفكر الوسطي، وتحصين المجتمع العربي ضد فكر الجماعات الإرهابية المتطرفة، وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي.
وينشط «داعش» إعلاميا ويمتلك آلة مكنته الفترة الماضية أن يصبح التنظيم المتطرف الأشهر في العالم، ولدى التنظيم مواقع ومنابر إعلامية كثيرة، من بينها «مركز الحياة» و«شبكة شموخ الإسلام» و«منبر التوحيد والجهاد» و«إذاعة البيان». ويُشار إلى أن للأزهر منابر إعلامية مُتعددة، في مقدمتها مرصد الأزهر الذي يقوم برصد وتفنيد آراء الجماعات المتشددة، والمركز الإعلامي لمشيخة الأزهر، ومجلة الأزهر، بالإضافة إلى فضائية الأزهر التي يجري العمل للانتهاء منها قريبا.



رئيسة «منتدى مصر للإعلام» تُحذر من دمج «المؤثرين» في غرف الأخبار

نهى النحاس رئيسة «منتدى مصر للإعلام» (نهى النحاس)
نهى النحاس رئيسة «منتدى مصر للإعلام» (نهى النحاس)
TT

رئيسة «منتدى مصر للإعلام» تُحذر من دمج «المؤثرين» في غرف الأخبار

نهى النحاس رئيسة «منتدى مصر للإعلام» (نهى النحاس)
نهى النحاس رئيسة «منتدى مصر للإعلام» (نهى النحاس)

في ظل صراعات وحروب إقليمية متصاعدة وتطورات ميدانية متسارعة، لعب الإعلام أدواراً عدة، سبقت في بعض الأحيان مهمات القوات العسكرية على الأرض؛ ما ألقى بظلال كثيفة على وسائل الإعلام الدولية. تزامن ذلك مع زيادة الاعتماد على «المؤثرين» ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار؛ ما دفع رئيسة «منتدى مصر للإعلام»، نهى النحاس، إلى التحذير من دمج «المؤثرين» في غرف الأخبار.

وفي حوارها مع «الشرق الأوسط»، عدّت نهى دمج «المؤثرين» في غرف الأخبار «خطأً مهنياً»، وقالت إن «صُناع المحتوى و(المؤثرين) على منصات التواصل الاجتماعي يقدمون مواد دون التزام بمعايير مهنية. ودمجهم في غرف الأخبار كارثة مهنية».

وأشار تقرير نشره «معهد رويترز لدراسات الصحافة»، أخيراً، إلى «نمو في الاعتماد على مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار». ومع هذا النمو باتت هناك مطالبات بإدماج صناع المحتوى في غرف الأخبار. لكن نهى تؤكد أن الحل ليس بدمج المؤثرين، وتقول: «يمكن تدريب الصحافيين على إنتاج أنواع من المحتوى تجذب الأجيال الجديدة، لكن يجب أن يكون صانع المحتوى الإعلامي صحافياً يمتلك الأدوات والمعايير المهنية».

وتعد نهى «الإعلام المؤسسي أحد أبرز ضحايا الحروب الأخيرة»، وتقول إن «الإعلام استُخدم باحة خلفية للصراع، وفي بعض الأحيان تَقدمَ القوات العسكرية، وأدى مهمات في الحروب الأخيرة، بدءاً من الحرب الروسية - الأوكرانية وصولاً إلى حرب غزة».

وتبدي نهى دهشتها من الأدوار التي لعبها الإعلام في الصراعات الأخيرة بعد «سنوات طويلة من تراكم النقاشات المهنية ورسوخ القيم والمبادئ التحريرية».

وتاريخياً، لعب الإعلام دوراً في تغطية الحروب والنزاعات، وهو دور وثّقته دراسات عدة، لكنه في الحروب الأخيرة «أصبح عنصراً فاعلاً في الحرب؛ ما جعله يدفع الثمن مرتين؛ أمام جمهوره وأمام الصحافيين العاملين به»، بحسب نهى التي تشير إلى «قتل واغتيال عدد كبير من الصحافيين، واستهداف مقرات عملهم في مناطق الصراع دون محاسبة للمسؤول عن ذلك، في سابقة لم تحدث تاريخياً، وتثبت عدم وجود إرادة دولية للدفاع عن الصحافيين».

وتقول نهى: «على الجانب الآخر، أدت ممارسات مؤسسات إعلامية دولية، كانت تعد نماذج في المهنية، إلى زعزعة الثقة في استقلالية الإعلام»، مشيرة إلى أن «دور الإعلام في الحروب والصراعات هو الإخبار ونقل معاناة المدنيين بحيادية قدر المستطاع، لا أن يصبح جزءاً من الحرب وينحاز لأحد طرفيها».

نهى النحاس

وترفض نهى «الصحافة المرافقة للقوات العسكرية»، وتعدها «صحافة مطعوناً في صدقيتها»، موضحة أن «الصحافي أو الإعلامي المرافق للقوات ينظر للمعركة بعين القوات العسكرية التي يرافقها؛ ما يعني أنه منحاز لأحد طرفَي الصراع». وتقول: «عندما ينخرط الصحافي مع جبهة من الجبهات لا يعود قادراً على نقل الحقائق».

وضعت الحروب الأخيرة الصحافيين في غرف الأخبار «أمام واقع جديد جعل أصواتهم غير مسموعة في مؤسساتهم، في بعض الأحيان»، وتوضح نهى ضاربة المثل بالرسالة المفتوحة التي وقّعها عدد من الصحافيين في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية ضد تغطية حرب غزة وتجاهل قتل عدد كبير من الصحافيين، والتي أدت في النهاية إلى إيقافهم عن تغطية حرب غزة.

زعزعت الانحيازات الإعلامية في التغطية، الثقة في استقلالية الإعلام، وأفقدت مؤسسات إعلامية كبرى مصداقيتها، بعد أن كانت حتى وقت قريب نماذج للالتزام بالمعايير المهنية. ورغم ما فقدته مؤسسات الإعلام الدولية من رصيد لدى الجمهور، لا تتوقع نهى أن «تقدم على تغيير سياستها؛ لأن ما حدث ليس مجرد خطأ مهني، بل أمر مرتبط بتشابك مصالح معقد في التمويل والملكية». ولفتت إلى أن «الحروب عطّلت مشروعات التطوير في غرف الأخبار، وأرهقت الصحافيين نفسياً ومهنياً».

وترى أن تراجع الثقة في نماذج الإعلام الدولية، يستدعي العمل على بناء مدارس إعلامية محلية تعكس الواقع في المجتمعات العربية، مشيرة إلى وجود مدارس صحافية مميزة في مصر ولبنان ودول الخليج لا بد من العمل على تطويرها وترسيخها بعيداً عن الاعتماد على استلهام الأفكار من نماذج غربية.

بناء تلك المدارس الإعلامية ليس بالأمر السهل؛ فهو بحسب نهى «يحتاج إلى نقاش وجهد كبير في التعليم وبناء الكوادر وترسيخ الإيمان بالإعلام المستقل». وهنا تؤكد أن «استقلالية الإعلام لا تعني بالضرورة تمويله من جهات مستقلة، بل أن تكون إدارته التحريرية مستقلة عن التمويل قدر الإمكان»، مشددة على أن «التمويل العام لوسائل الإعلام مهم ومرحّب به، لا سيما في لحظات الاستقطاب السياسي؛ حتى لا يلعب المال السياسي دوراً في تخريب مصداقية المؤسسة».

غيّرت الحروب غرف الأخبار وألقت بظلالها على طريقة عملها، لتعيد النقاشات الإعلامية إلى «الأسس والمعايير والأخلاقيات»، تزامناً مع تطورات تكنولوجية متسارعة، ترى نهى أنها «ضرورية لكن كأدوات لإيصال الرسالة الإعلامية بفاعلية».

من هذا المنطلق، ترفض نهى التوسع في مناقشة قضايا الذكاء الاصطناعي على حساب القضايا المهنية، وتقول: «نحتاج إلى إعادة تثبيت وترسيخ القواعد المهنية، ومن ثم الاهتمام بالأدوات التي تسهل وتطور الأداء، ومن بينها الذكاء الاصطناعي الذي لا يمكن إنكار أهميته».

وتضيف: «إذا كان الأساس به خلل، فإن الأداة لن تعالجه؛ لذلك لا بد من مناقشات في غرف الأخبار حول الأسس المهنية لاستعادة الجمهور الذي انصرف عن الأخبار».

وبالفعل، تشير دراسات عدة إلى تراجع الاهتمام بالأخبار بشكل مطرد، تزامناً مع تراجع الثقة في الإعلام منذ جائحة «كوفيد-19»، وتزايد ذلك مع الحرب الروسية - الأوكرانية. ووفقاً لمعهد «رويترز لدراسات الصحافة»، فإن «نحو 39 في المائة من الجمهور أصبحوا يتجنبون الأخبار».

وهنا تقول نهى إن «الثقة تتراجع في الإعلام بشكل مطرد؛ لأن الجمهور يشعر أن صوته لم يعد مسموعاً، إضافة إلى تشبع نسبة كبيرة من الجمهور بأخبار الحرب، إلى حد مطالبة البعض بنشر أخبار إيجابية». وتضيف أن «هذا التراجع امتزج مع صعود منصات التواصل التي أصبحت يُخلط بينها وبين الإعلام المؤسسي، لا سيما مع ما قدمته من متابعات للحروب والصراعات الأخيرة».

وتشير رئيسة «منتدى مصر للإعلام» إلى أن «الحروب الأخيرة في أوكرانيا وغزة وضعت أعباء مالية، وفرضت محتوى مختلفاً على المؤسسات الإعلامية أدى إلى زيادة تجنب الجمهور للأخبار»، بحسب ما جاء في دراسة نشرها معهد «رويترز لدراسات الصحافة»؛ ما يستلزم البحث عن وسائل لإعادة جذبه، أو لـ«غرفة أخبار ثالثة» كما فعلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، مستهدفة «جذب مزيد من القراء وزيادة الموارد».

وتستهدف «غرفة الأخبار الثالثة» إنشاء محتوى خاص لمنصات التواصل الاجتماعي، ومقاطع فيديو قصيرة تتناول موضوعات متنوعة لجذب الأجيال المرتبطة بالهواتف الذكية.

ويعد التدريب واحداً من أدوار المنتديات الإعلامية، ومن بينها «منتدى مصر للإعلام». وأوضحت نهى، في هذا المجال، أن «المنتديات الإعلامية هي تعبير عن الواقع الإعلامي لدولةٍ أو منطقةٍ ما، ونقطة تلاقٍ لمناقشة قضايا ومعارف مهنية، وملاحقة التطورات التكنولوجية».

وكان من المقرر عقد النسخة الثالثة من «منتدى مصر للإعلام» نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن تم تأجيلها «بسبب الأحداث المتلاحقة والمتسارعة في المنطقة والتي كانت ستؤثر على حضور بعض ضيوف (المنتدى)»، بحسب نهى التي تشير إلى أنه «سيتم عقد النسخة الثالثة من (المنتدى) منتصف 2025».

وتوضح أنه «يجري حالياً مراجعة أجندة (المنتدى) وتحديثها وتغييرها استعداداً للإعلان عنها في الربع الأول من العام المقبل»، مشيرة إلى أنه لم يتم الاستقرار بعدُ على عنوان النسخة الثالثة، وإن كان هناك احتمال للإبقاء على عنوان النسخة المؤجلة «يمين قليلاً... يسار قليلاً!».

وتقول نهى إن «منتدى مصر للإعلام» سيركز كعادته على المناقشات المهنية والتدريبات العملية، لا سيما «منصة سنة أولى صحافة» المخصصة لتقديم ورش تدريبية لطلاب الإعلام تتناول الأساسيات والمعايير المهنية.

وتختتم حديثها بالتأكيد على أن الالتزام بالمعايير المهنية هو الأساس لبقاء الإعلام المؤسسي، مجددة الدعوة لفتح نقاشات جادة بشأن مأسسة نماذج إعلام محلية في المنطقة العربية.