نمو الصادرات التونسية بنسبة 5.6 % خلال 2016

رغم تسجيل عجز تجاري بنسبة 4.8 %

نمو الصادرات التونسية بنسبة 5.6 % خلال 2016
TT

نمو الصادرات التونسية بنسبة 5.6 % خلال 2016

نمو الصادرات التونسية بنسبة 5.6 % خلال 2016

عرفت الصادرات التونسية انتعاشة ملحوظة خلال السنة الماضية، وتمكنت من تسجيل نسبة نمو إيجابية في حدود 5.6 في المائة، ولم تؤثر نسبة النمو الاقتصادي التي لم تتجاوز 1.5 في المائة خلال كامل سنة 2016 على العودة المهمة لعمليات التبادل التجاري مع الخارج، خاصة خلال النصف الثاني من السنة الماضية. أما بالنسبة للواردات فقد تطورت بدورها، محققة نموًا بنسبة 5.3 في المائة خلال الفترة الزمنية نفسها.
وتأمل تونس في مواصلة نسق الصادرات نفسه الذي انتهت عليه السنة الماضية، وتسعى إلى تحقيق زيادة على مستوى نمو الصادرات، وذلك بنسبة 1.3 في المائة خلال السنة الحالية، وفق ما ورد في مشروع الميزانية الاقتصادية التونسية.
وأكدت وزارة التجارة والصناعة التونسية أن النمو الإيجابي للصادرات التونسية يعود بالأساس إلى تطور صادرات المؤسسات المصدرة كليًا بنسبة 13.9 في المائة، مقابل نسبة محدودة بلغت 0.1 في المائة فقط خلال سنة 2015. وتنشط هذه المؤسسات المنتصبة في تونس وتصدر كل ما تنتجه إلى الخارج في عدة أنشطة اقتصادية، من بينها قطاع النسيج والصناعات المعملية والكهربائية والميكانيكية، إضافة إلى صناعة مكونات الطائرات.
وعلى سبيل المثال، سجلت الصادرات التونسية في مجال النسيج والملابس تطورًا بنسبة 8.3 في المائة، وعرفت منتجات قطاع الميكانيكا تطورًا بنسبة 27 في المائة، أما الصناعات الكهربائية فقد ارتفعت بنسبة قاربت 11.6 في المائة، وكان لهذه القطاعات تأثير مهم على نتائج عمليات التصدير.
وفي السياق ذاته، أثرت عملية استئناف نشاط تصدير قطاع الفوسفات والأسمدة في تعديل مهم للميزان التجاري التونسي، وسجلت مع نهاية السنة نموًا بنحو 29.1 في المائة، مقابل تراجع بنسبة 31.4 في المائة في سنة 2015، وذلك بحسب الإحصائيات التي قدمتها وزارة الصناعة والتجارة التونسية.
وسجلت صادرات المنتجات الفلاحية والصناعات الغذائية تراجعًا قدر بنحو 23 في المائة، وشمل التراجع تصدير زيت الزيتون على وجه الخصوص بنسبة قاربت النصف، بالإضافة إلى تراجع صادرات الطاقة بنسبة 17.3 في المائة.
وكانت الصادرات خلال سنة 2015 قد سجلت نسبة نمو سلبي مقدرة بنحو 2.8 في المائة، إلا أنها استعادت جزءًا كبيرًا من حيويتها، خاصة بعودة إنتاج الفوسفات؛ المادة المهمة المؤثرة على الميزان التجاري، وإعادة العلاقات مع مجموعة من الأسواق العالمية التي تربطها علاقات تاريخية مع تونس.
ووفق ما أوردته وكالة الأنباء التونسية الرسمية، وفي ضوء هذه النتائج، فقد شهدت نسبة تغطية الصادرات بالواردات تحسنًا طفيفًا بنحو 0.2 في المائة، لتبلغ مع نهاية السنة المنقضية نحو 69.8 في المائة، مقابل 69.6 في المائة خلال 2015.
وعلى الرغم من تحسن الصادرات التونسية، فقد واصل الميزان التجاري على وتيرة العجز نفسه، وسجل نسبة لا تقل عن 4.8 في المائة.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».