ناشطات مصريات يعتصمن أمام القصر الرئاسي لإسقاط قانون التظاهر

مقتل امرأة جنوب القاهرة في مواجهات بين أنصار الإخوان وقوات الأمن

ناشطات مصريات يعتصمن أمام القصر الرئاسي لإسقاط قانون التظاهر
TT

ناشطات مصريات يعتصمن أمام القصر الرئاسي لإسقاط قانون التظاهر

ناشطات مصريات يعتصمن أمام القصر الرئاسي لإسقاط قانون التظاهر

واصل أنصار جماعة الإخوان المسلمين في مصر أمس مظاهرات نهاية الأسبوع، التي دأبوا على تنظيمها منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي الصيف الماضي، بينما تظاهر أنصار القوى المدنية أمام قصر الاتحادية الرئاسي (شرق القاهرة) للمطالبة بإسقاط قانون ينظم الحق في التظاهر. وقالت مصادر إخوانية إن سيدة من أنصار الجماعة قتلت خلال اشتباكات مع قوات الأمن في مدينة الفيوم جنوب العاصمة، بينما تستعد ناشطات مدنيات للاعتصام أمام القصر الرئاسي.
وقال القيادي البارز جورج إسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «أعضاء المجلس في تواصل دائم مع وزارة الداخلية لضمان مرور فعالية الاحتجاج على قانون التظاهر من دون مواجهات بين النشطاء وقوات الأمن».
وأشار إسحاق إلى أن المخاوف الرئيسة لدى أعضاء المجلس تتمثل في أن ينجح أنصار جماعة الإخوان في الاندساس خلال مظاهرات القوى المدنية، لافتا إلى أن شباب القوى الثورية أكدوا وعيهم التام بهذا الأمر.
وفشل وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان شبه الرسمي، في إقناع الرئيس المؤقت عدلي منصور بإلغاء القانون الذي أثار جدلا واسعا منذ إصداره نهاية العام الماضي. وقال إسحاق إن «الرئيس منصور أبدى اقتناعه بأهمية القانون في ضوء الظرف السياسي الراهن»، لافتا إلى أن المجلس قدم خلال اللقاء 11 تعديلا على نصوص قانون تنظيم الحق في التظاهر، لم يستجب لأي منها.
وصدرت أحكام بالسجن بين ثلاث سنوات وسنتين على 10 نشطاء من أبرز رموز ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، بموجب قانون تنظيم الحق في التظاهر، وهو ما عدته قوى سياسية ومنظمات حقوقية محلية ودولية انتكاسة في مسار الثورة المصرية.
وعقب انتهاء فعاليات مظاهرة القوى المدنية، من المقرر أن تعتصم ناشطات سياسيات أمام القصر الرئاسي حتى مساء اليوم (السبت). وقال الناشط الحقوقي عمرو إمام أحد منظمي دعوة التظاهر لـ«الشرق الأوسط» إنه سيجري الإعلان عن خطوات تصعيدية إذا لم يجر إلغاء القانون، مساء السبت.
وأضاف إمام أن من بين الخطوات التصعيدية التي يجري دراستها بدء ناشطات سياسيات بارزات في إضراب عن الطعام بالتزامن مع إضراب يجري تحضيره داخل السجون، مشيرا إلى أن النشطاء المحكومين بموجب قانون التظاهر يعتزمون بدء معركة للضغط على السلطات بإعلان الإضراب عن الطعام.
وقال إمام إن القوى المدنية المسؤولة عن تنظيم الفعاليات الاحتجاجية ضد قانون التظاهر لن تميز بين المسجونين المحبوسين بموجب هذا القانون على أساس الانتماء السياسي.
وكان الرئيس منصور قد رفض إصدار عفو رئاسي عن النشطاء المحبوسين بموجب القانون خلال لقاء وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان منتصف الشهر الجاري، مبررا موقفه برغبته في عدم التدخل في شأن يخص القضاء. وقال إمام «ربما يوجد تعمد في إبقاء رموز الثورة في السجون حتى يعفو عنهم السيسي (في إشارة إلى قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي الذي يتوقع فوزه في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها أواخر الشهر المقبل)».
وفي غضون ذلك، واصل أنصار جماعة الإخوان مظاهراتهم في عدة مدن مصرية، للمطالبة بعودة الرئيس السابق إلى الحكم مجددا، والاحتجاج على تردي الأوضاع المعيشية في البلاد.
وقالت مصادر من جماعة الإخوان إن سيدة تدعى رضا رمضان (38 سنة) قتلت خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين في مدينة الفيوم (جنوب القاهرة)، كما سقط عشرات المصابين. ولم يصدر بيان رسمي من وزارة الصحة عن سقوط قتلى حتى كتابة هذا التقرير.
وعزل مرسي في يوليو (تموز) الماضي، عقب مظاهرات حاشدة بعد عام من حكمه، وتوافق قادة الجيش وقوى سياسية ورموز دينية على خارطة للمستقبل تضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتعديل الدستور، لكن جماعة الإخوان رفضت الانخراط في هذا المسار السياسي.
وقال شهود عيان إن عشرات المصابين سقطوا خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين ينتمون إلى جماعة الإخوان في ضاحية حلوان (جنوب القاهرة)، مشيرين إلى أن مسيرة لأنصار الجماعة قطعت طريقا رئيسا في حلوان مما دفع قوات الأمن إلى الاشتباك مع المحتجين باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش.
وقطع أنصار الإخوان عدة طرق رئيسة في القاهرة أمس، لكن قوات الأمن تعاملت مع المحتجين باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات الخرطوش في عدة مواقع في العاصمة، وأعادت حركة السير إلى طبيعتها.
وعلى صعيد متصل، ألقت أجهزة الأمن القبض أمس على ياسر محرز المتحدث الرسمي باسم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان. وقال مصدر أمني إن النيابة العامة أصدرت قرار ضبط وإحضار محرز بعد أن وردت تحريات الأمن الوطني للنيابة بقيامه بتحريض أنصاره على القيام بأعمال عنف والتعدي على رجال الجيش والشرطة في مناطق عديدة بالقاهرة والجيزة.
وباشرت النيابة أمس التحقيق مع محرز في وقائع استهداف ضباط شرطة بعبوات ناسفة في حي السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة المتاخمة للعاصمة، مع وجود تحريات حول تردده باستمرار على أحد العقارات بالحي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.