لبنان يطلق مشروعًا لتعداد اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه

ينفذه جهازا الإحصاء المركزي اللبناني والفلسطيني... ويشارك فيه 600 مندوب

لبنان يطلق مشروعًا لتعداد اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه
TT

لبنان يطلق مشروعًا لتعداد اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه

لبنان يطلق مشروعًا لتعداد اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه

أطلق رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس (الخميس)، مشروع «التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان» الذي ينفذه جهازا الإحصاء المركزي اللبناني والفلسطيني التابعان لحكومتي البلدين، تحت إشراف لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني. واعتبر الحريري أن هذا العمل يؤكد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم، ويذكّر المجتمع الدولي بالأرقام بأن «هناك مغتصب للأراضي الفلسطينية، وهو إسرائيل، وبحجم المشكلات التي تسبب فيها في فلسطين ولبنان أيضًا».
وشدّد الحريري، في كلمة له خلال حفل إطلاق المشروع، على أنّه على الرغم من أن الوجود الفلسطيني في لبنان «مرحب به»، فإن «حق العودة حق لا يمكن التفريط به، ويجب أن يتحقق، لأن بلدنا لا يتحمل هذا الكم من اللاجئين الفلسطينيين، خصوصًا أن المعاناة تزداد في ظل وجود مليون ونصف المليون لاجئ سوري». ومن جهته، اعتبر رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، حسن منيمنة، أن هذا التعداد «وهو الأول من نوعه، سيوفر للدولة اللبنانية ومؤسساتها بيانات إحصائية رسمية شاملة حول المخيمات والتجمعات التي يقطنها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، مما يساعد على تطوير السياسات العامة مستقبلاً»، لافتا إلى أن المشروع تموله اليابان ومنظمة الـ«يونيسف»، بالإضافة إلى سويسرا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وأكد منيمنة على أهمية هذه الخطوة «في ضوء المنحى الخطير الذي وصل إليه الوضع الفلسطيني في لبنان، خصوصًا مع تغلغل الجماعات المتطرفة في بعض المخيمات، مستغلة الفقر والتهميش وغياب الدولة عنها»، لافتًا إلى أنّه منذ صباح اليوم (الجمعة) «سيكون 600 شاب وفتاة، ممن يمتلكون الخبرات اللازمة من أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني، وبإشراف إدارة الإحصاء المركزي اللبناني والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وتحت رعاية لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، منخرطين في جهد إنجاح هذه العملية». وأضاف منيمنة أنه «لا ينبغي للمخيم أن يكون بؤرة أمنية أو منطقة عاصية على سلطة الدولة، بل إنه يظل قضية اجتماعية وإنسانية تتطلب المعالجة عبر المسارين القانوني - التشريعي والتنفيذي - العملي». بدورها، أوضحت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الوزيرة علا عوض، أن «هذا التعداد في إطار السعي المستمر من قبل الحكومتين الفلسطينية واللبنانية نحو تحسين الظروف المعيشية والصحية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، الأمر الذي يتطلب دراسة دقيقة شاملة للواقع الاجتماعي والاقتصادي والديموغرافي للسكان الفلسطينيين المقيمين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان»، لافتة إلى أن «هذا المشروع يشكل أولوية بالنسبة للبلدين الشقيقين، وقد بذلت على مدار الأشهر الماضية جهود كبيرة، تحت مظلة لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، أفضت إلى تطوير خطة عمل مشتركة حددت بموجبها منهجيات العمل، وآلية التنفيذ والمخرجات المتوقعة وخطة النشر، بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة، وقد توجت هذه الجهود بتوقيع مذكرة التفاهم بين حكومتي البلدين لتشكل إطارًا فنيًا وإداريًا وسياسيًا لتنفيذ هذا المشروع».
أما المديرة العامة لإدارة الإحصاء المركزي اللبناني، مرال توتليان، فأشارت إلى أهمية هذا التعداد، من حيث إنه سيشكل قاعدة بيانات لجميع المباني والوحدات السكنية وغير السكنية العائدة للمخيمات والتجمعات الفلسطينية الموجودة على الأراضي اللبنانية كافة، كما سيتيح بناء نظام معلومات جغرافي للتجمعات الفلسطينية، مما يؤمن لمتخذي القرار المعلومات التي تساعد على رسم المخططات والبرامج اللازمة، في ضوء دراسة الوضع الراهن للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وسيعتمد المشروع على 4 مراحل أساسية، هي بحسب توتليان: «تحضير الاستمارة، وتحضير الخرائط، والأعمال الميدانية، والأعمال المكتبية»، موضحة أنّه «من المقرر أن تتم المباشرة بتعداد المساكن في 27 فبراير (شباط) 2017 حتى 27 مايو (أيار) 2017، على أن يبدأ بعد ذلك تعداد السكان، حيث سيتم استخدام الأجهزة الكفية (tablets)، عوضًا عن الاستمارات الورقية». ومن المتوقع أن يتم نشر نتائج الدراسة قبل نهاية عام 2017.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.