مكاوي: الانقلابيون لا يفكرون بالسلام وقرارهم بيد إيران

ياسين مكاوي
ياسين مكاوي
TT

مكاوي: الانقلابيون لا يفكرون بالسلام وقرارهم بيد إيران

ياسين مكاوي
ياسين مكاوي

انتقد ياسين مكاوي، مستشار الرئيس اليمني، المشاريع التي تقدم لحل الأزمة اليمنية وإنهاء الانقلاب، لأنها باعتقاده «لا تخدم سوى استمرار العنف»، مضيفا: «لهذا باعتقادي أن على المجتمع الدولي أن يراجع مواقفه السابقة، خصوصا المبعوث الدولي إلى اليمن. عليه أن يراجع جميع خطواته السابقة، خصوصا الخريطة التي أتى بها وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري».
وقال مكاوي، وهو عضو فريق مشاورات السلام اليمنية ممثلا عن الحكومة الشرعية، إن «الانقلابيين في صنعاء لا يسعون للسلام، وأن قرارهم بيد إيران وليس بيدهم»، وذلك في معرض رده على أسئلة لـ«الشرق الأوسط»، وتعليقا على مستقبل التسوية السياسية في اليمن مع تصعيد الانقلابيين (الحوثي - صالح) على أكثر من صعيد «ورفضهم التعاطي مع المبادرات الهادفة إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي خصوصا القرار (2216)، واستهدافهم مقر الأمم المتحدة في ظهران الجنوب وكذا الفرقاطة السعودية في المياه الإقليمية اليمنية بواسطة قوارب انتحارية، قبل بضعة أيام».
وأضاف مكاوي، أن «الأدلة واضحة، وأن على المجتمع الدولي أن يعود إلى أحاديثنا معه والمذكرات التي أرسلت إليه بهذا الخصوص، خلال الفترة الماضية، وكذا المواقف السابقة للحكومة وحديثها بأن هذه الجماعات الانقلابية لا يمكن أنها تفكر، مجرد التفكير، بالسلام، وأن هذه الجماعة مرتبطة بالقرار الإيراني، ولا يمكن لإيران إلا أن تدمر كل ما تحاول الوصول إليه»، وقال إن «الخطر الحقيقي على السلم العالمي هو إيران، وهي من تعبث اليوم بالمياه الإقليمية وتعبث مع الجيران وباليمن بشكل عام».
ودعا مكاوي المجتمع الدولي إلى «الوقوف بحزم مع هذا الأمر، دون التماهي مع هذه التطورات أو إغفالها بدلا من مواجهة المشروع الإيراني الذي يشكل خطرا حقيقيا، فهذا الأمر سيكون مردوده سلبيا على العالم»، مؤكدا أن الحوادث الأخيرة، خصوصا مهاجمة الفرقاطة السعودية ومقر الأمم المتحدة في ظهران الجنوب «كانت إشارات واضحة بأن إيران لا تريد للسلام أن يحل في اليمن».
وأدان المستشار استهداف الفرقاطة السعودية والهجوم على مقر الأمم المتحدة في ظهران الجنوب، بعملية انتحارية. مؤكدا أن «مثل هذه الأعمال تقضي على كل فرص السلام، وفي الوقت نفسه نتضامن مع أشقائنا في السعودية والتحالف إزاء الهجوم الانتحاري. إذ تشكل سابقة، كنا نعتقد أنها لن تتكرر في المياه اليمنية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.