سريلانكا... أدغالها تغسل الروح من أدران الترف

رحلة إلى «جنة الله على الأرض» و«لؤلؤة المحيط الهندي»

من معابد سريلانكا - من ادغال سريلانكا
من معابد سريلانكا - من ادغال سريلانكا
TT

سريلانكا... أدغالها تغسل الروح من أدران الترف

من معابد سريلانكا - من ادغال سريلانكا
من معابد سريلانكا - من ادغال سريلانكا

كل ما يرويه لك أصدقاؤك الذين سبقوك لزيارة سريلانكا، ليس كافيًا لتكوّن فكرة واضحة عن هذا البلد الذي تظلمه إلى حد كبير أفكارنا المعلبة عنه. عليك أن تذهب بنفسك لتكتشف نموذجًا سياحيًا أرادته سريلانكا خاصًا بها، بعد أن فهمت أن المتشابهات تقتل الرغبة وتكبح الشهية. جزيرة «سيلان» كما سماها الإنجليز، أو «سرنديب» كما أطلق عليها العرب، وصلها ابن بطوطة قبلك بمئات الأعوام، وله فيها بلدة صغيرة تحمل اليوم اسمه الذي يلفظه أهل البلاد هناك: «بنتوتة».
هذه الجزيرة البكر احتفظت بطبيعتها الخلاّبة، بما يجعلها بأكملها أشبه بغابة كبيرة وأدغال كثيفة، فيها الجبال والتلال، وتكثر فيها البحيرات والأنهار، ويحيط بها المحيط من كل جانب حتى سميت «لؤلؤة المحيط الهندي»، أو «جزيرة الشاي» لكثافة هذه النبتة في أرضها المعطاء. والزائر الذي يدهش من كثرة الخضرة وقلة المعمار، يكاد يشعر أن ثمة فلسفة وراء الإبقاء على عذرية الطبيعة، بفضل قناعة أبنائها واحترامهم الشديد لما حولهم. ورغم أنك تقطع بين المنطقة والأخرى مسافات تقضيها بالساعات، تجتاز خلالها طرقات ممهدة منظمة وسط الخضرة الكثيفة، فإنك تستغرب لعدم لجوء أهل هذه البلاد لشق الأوتوسترادات الواسعة التي تحتاج جرفًا لمساحات من الشجر والحقول، واكتفائهم بما يربط بين الأمكنة دون أن يدمّر ويأكل الزرع والضرع.
إذا كنت من عشاق الطبيعة والسكينة والعيش البسيط، راغبًا في ممارسة أمتع الأنشطة في الأدغال ومياه البحر بعيدًا عن الملاهي الاصطناعية، فأفضل وجهاتك السياحية قد تكون «سريلانكا» التي تأسرك منذ تحط في مطار كولومبو، بنظافتها وحسن تنظيمها. أما إن كنت من أولئك الذين يبحثون عن التسوق والتبضع ومظاهر الترف والبذخ والتأورب، فإياك والذهاب إلى هذا البلد الوادع الذي كل ما فيه يذكرك بأن الحياة يمكنها أن تكون أسهل كثيرًا من تلك التي تعيشها، وبأشواط.
في كولومبو، العاصمة الاقتصادية والتجارية للبلاد، بمقدورك أن تذهب إلى «مولات» للتبضع، لكنها تبقى متواضعة الحجم بالنسبة لتلك التي اعتدتها، ويفضل أن تجول في المدينة، لتكتشف هدوءها وجمال بعض مبانيها، وحرص السريلانكيين على معمار لا يبعدهم عن تقاليدهم، ويبقيهم على تماس مع الخضرة، فثمة بيوت جميلة للغاية، وهناك ميل للبقاء في المباني قليلة الارتفاع، مع أنهم شيدوا أبراجًا تشبه تلك المشهورة عالميًا، مثل برجي «مركز التجارة العالمي»، أو مباني شبيهة بتلك المعروفة في العالم، مثل «البيت الأبيض». لكنك حين تصل إلى منطقة «ساحة الاستقلال» الشهيرة، أو تلك التي تضم البرلمان وبقية الوزارات، أو حين تبلغ القصر الرئيسي وتمر أمام الفنادق الكبيرة والمطاعم والمقاهي، تكتشف كم أن وجود الحدائق والزرع على الشرفات غال على قلوب السكان، وأن البيوت في المناطق الأرستقراطية يحرص أصحابها على إبقاء ما حولها مكسوًا بالنباتات.
لا بد في كولومبو أيضًا من أن تعرّج على الكورنيش البحري، وأن تحاول زيارة السوق العائمة، لا لمحتوياتها ولكن لأجوائها وهي تطفو فوق النهر، ثم رومانسية أضوائها عند الغروب وخلوها من المتبضعين لصالح العشاق الذين يأتون المقاهي هنا، في جلسات صفاء وسمر.
بـ«التوك توك» التي تتسع لثلاثة أشخاص، يمكنك أن تصل حيث تريد، وأينما كنت، داخل المدن أو خارجها، بأسعار مقبولة.
المسافات التي تقطعها بين الموقع السياحي والآخر تأخذ منك وقتًا وفيرًا، لكنك تمتع ناظريك بالأراضي المزروعة بالأرز والشاي، وبأشجار المانجو والأناناس وجوز الهند بشكل خاص، وكذلك فاكهة الجاك الضخمة التي تجمع في طعمها عددًا من الفواكه الاستوائية، وتكاد الواحدة منها تكفي عائلتين أو ثلاث.
يمكنك أن تختار منطقة جبلية أو بحرية أو نهرية، وقد تحب اختيار فندق جميل وسط غابة وارفة، وأن تصطبح بالقرود التي تقفز حولك، وتستغرب كم أن هذه الحيوانات أليفة لا تفكر بمهاجمة الإنسان، كما الكلاب التي تعبر بقربك وكأنها لا تراك؛ ليست المخلوقات البشرية وحدها مسالمة هنا، لكن الحيوانات أيضًا.
أيا تكن مقاصدك في تلك البلاد الساحرة، فإنك لا تستطيع أن تزور سريلانكا دون تسلق صخرة «سيجيريا» الشهيرة الضخمة الشامخة وكأنها تتحدى الريح، التي يتبارى السياح في صعودها الذي يقطع القلب؛ إنه تحدٍ مشوق وأنت تعتلي سلالم حديدية معلقة في الهواء وكأنك تكاد تهوي في أي لحظة إلى وادٍ سحيق وأنت تحاول الوصول إلى القمة. هذا المرتفع المهاب يبدو من بعيد صخرة بركانية واحدة مسكوبة في صورة جبل بارتفاع 337 مترًا عن سطح البحر، ويصل المتسلقون إلى قمته باجتياز ما يقارب 2500 درجة سلم صعودًا.
ويبدو أن البريطانيين، في أثناء احتلالهم للبلاد، اكتشفوا الكهوف التي كانت قد سكنت يومًا حول الصخرة. كما أن أحد الملوك بنى قصره على قمتها عام 447 ميلادية. ومن هناك، ولمن يفلح في الوصول، فإنه يتمتع برؤية المنطقة المحيطة وغاباتها وجبالها المهابة. هذا الموقع العالمي الشهرة يقع على مقربة من مدينة دامبولا التي منها يمكنك أن تنطلق لتركب الفيل، في رحلة ظريفة لمن لم يجربها من قبل، والأجمل هو أن تحرص على القيام بجولة في الحقول على الثيران، وفي المراكب الصغيرة وسط البحيرات، وستكتشف مشاهد لم يتسن لك رؤيتها إلا في الأفلام المغرقة في رومانسيتها.
وإذا ما شعرت أن الشمس قد جارت عليك، يمد يده من يجدّف بك المركب إلى البحيرة، ويتناول ورقة خضراء من تلك التي تطفو على سطح الماء، ويصنع لك منها في ثوان معدودات قبعة تقيك شرّ الحرّ. ومما يشجع السريلانكيون السياح على زيارته ارتياد أحد البيوت الخشبية الصغيرة الكثيرة التي يعيش بها السكان وسط الغابات، ويحضّرون للضيوف - بناء على موعد مسبق - طعامًا محليًا يسكبونه لك في صحون خشبية مغطاة بورق الشجر، وبعده تشرب شايًا سيلانيًا يقدم لك مسكوبًا بقشرة جوزة الهند. وفي محيط «دامبولا»، لا يمكنك تفويت فرصة زيارة «محمية كادولا الوطنية» التي تقضي فيها ساعتين في رحلة سفاري مذهلة، حيث الخضرة والماء والفيلة على مد عينك والنظر.
درس في احترام القيم زيارة هذا الشعب البسيط القانع الذي يعرف أن ثروته في أن يستهلك مما يزرع، ويأكل مما يحصد؛ شعب أدويته من الأعشاب والشجر، وأكله وشربه مما تفيض به الحقول والسهول. أما التعليم، فمجاني في المدارس والجامعات، والطبابة مؤمنة دون مقابل للأهالي أجمعين، كما أن التيار الكهربائي لا ينقطع لحظة، وخدمة الإنترنت ممتازة على الهواتف الجوالة، سواء كنت في الغابة أو على قمة أعلى جبل.
وقريبًا من «دامبولا» كذلك، ثمة متعة في زيارة «المعبد الذهبي» المحفور في الصخر، الذي يحتاج الوصول إليه ساقين من حديد، وصعود ما يقارب 1500 درجة من الحجر. وهناك، يستقبلك تمثال لبوذا يلتمع لونه المذهب في الشمس ليزيد الزائر تشويقًا لارتياد المعبد. بالزهور والمأكولات وأرجل عارية ورؤوس تحسر عنها الأغطية، يزحف البوذيون نحو هذا المعبد، ومعابد أخرى. وصلنا يوم رأس السنة وموسيقى حية يعزفها من يواكبون الزائرين الذين جاء بعضهم بالطبخ وأنواع الفاكهة التي حملوها بأوعية من البلاستيك، ودخلوا بها صالات اصطفت على جوانبها تماثيل ضخمة لبوذا بأوضاع مختلفة، لكل منها رمزيته. وأمام هذه التماثيل صحون يضع فيها الزائرون الطعام بسخاء ومحبة. وحين سألنا: ماذا سيحل بكل هذه الأغذية؟ قيل لنا: الفقراء يأتون بعد ذلك لتناولها، ولا تذهب هباء.
وإذا كنت من هواة التعرف على الطقوس في المعابد البوذية، فإن «كاندي» التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في البلاد، هي مركز ديني للبوذيين الذين يشكلون غالبية السكان، وفيها المعبد الذي يحجون إليه لأنه يضم «سن بوذا الذهبي»، ويقيمون حوله طقوسًا يحتشد لها الآلاف كل يوم. كما أن المدينة معروفة بمعابدها الكثيرة، وحديقة النباتات الشاسعة الهائلة التي تحتاج ساعات لزيارتها، لكن ساعتين مثلا قد تكونان كافيتين لإعطائك فكرة عن طبيعة النباتات وكثافتها، من التوليب إلى القصب وأنواع النخيل وأصناف الحيوانات التي تتنزه بين الناس، وكذلك الطيور على أنواعها، غير المياه التي تتدفق وسط الخضرة.
«سريلانكا جنة الله على الأرض»، هكذا يقال عنها، ويعرف أهلها قيمة جزيرتهم التي خلبت من مروا بها، يوم كانت طريقًا للحرير. هذا المفترق في المحيط الهندي زاره رحالة كثيرون، وإليها نفى البريطانيون الزعيم المصري الوطني أحمد عرابي الذي بقي فيها 20 عامًا، وعاد حاملاً معه أول شجرة مانجو إلى مصر عام 1903. وإلى المنفى السريلانكي، كان قد ذهب معه يومها محمود سامي البارودي وعبد الله النديم.
عرفت سريلانكا المنفيين والمستعمرين، والحروب الأهلية، لكن طبيعتها بقيت موضع عناية أهلها واحترامهم الشديد لخصوصيتها. وإلى مدينة كاندي، وصلت بنا الحافلة أمام فندق لاح لنا كبيرًا ضخمًا على تلة مرتفعة. ووسط استغرابنا، أخبرنا دليلنا السياحي أن علينا أن نترجل ونستقل باصًا صغيرًا أو سيارات كي نتمكن من الوصول إلى الفندق القائم وسط الأدغال والغابات. هكذا، يذعن السريلانكي للطبيعة، ويفضل راحتها وطمأنينتها على رفاهيته المبالغ فيها.
ثمة فقر كثير، لكن البؤس لا مكان له في بلاد خيراتها أكثر من حاجة سكانها، وشجرها ونبتها يغدق بكرم على من يحميه من لمسة أذى. في كاندي، كما في كولومبو، أحياء فقيرة، وغالبية البيوت التي تلمحها على الطرقات وفي الأرياف أقرب إلى أكواخ صغيرة خشبية، لكنها منظمة مرتبة نظيفة، لم تحجبها الأسوار أو تسكنها البشاعة التي يمكن أن نراها حيث يحل الفقر ضيفًا ثقيلاً. بلاد السكينة والصوت الدافئ. سريلانكا، درس في الأخلاق، حيث تغتسل الروح من أدران الترف الجامح والجشع القاتل.



«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.