اكتشاف حفرية زواحف طائرة تعود إلى 163 مليون سنة

تحورات وراثية جعلتها أضخم مخلوقات في تاريخ الأرض

اكتشاف حفرية زواحف طائرة تعود إلى 163 مليون سنة
TT

اكتشاف حفرية زواحف طائرة تعود إلى 163 مليون سنة

اكتشاف حفرية زواحف طائرة تعود إلى 163 مليون سنة

أعلن العلماء أمس (الخميس) عن اكتشاف حفرية يرجع عهدها إلى 163 مليون سنة، تمثل أقدم نموذج معروف لأصل سلالة من الزواحف الطائرة المتطورة التي طرأت عليها تحورات وراثية حتى أصبحت أضخم مخلوقات طائرة في تاريخ كوكب الأرض.
ونسب العلماء الكائن العتيق واسمه العلمي «كريبتودراكون بروجينيتور»، إلى العصر الجوراسي، وعثر عليه في صحراء جوبي بشمال غربي الصين وهو متواضع من حيث الحجم إذ تصل أقصى مسافة بين جناحيه إلى 1.3 متر.
إلا أنه مع تطور أفراد هذه السلالة من الزواحف الطائرة ومنها الديناصور المجنح، تعاظم حجمها على غرار كائن «كويتزالكوتلوس» الذي بلغت أقصى مسافة بين جناحيه نحو 11 مترا أي مثله مثل المقاتلة الأميركية إف - 16 على وجه التقريب.
ووردت نتائج هذه الدراسة في دورية «كارانت بيولوجي».
ومنذ نحو 220 مليون سنة أصبح الديناصور المجنح أول الفقاريات الطائرة التي تظهر على سطح كوكبنا، ثم تلا ذلك نشوء الطيور إذ بدأ ظهورها من نحو 150 مليون سنة ثم جاء في وقت لاحق كثيرا ظهور الخفافيش منذ 50 مليون سنة.
وازدهر انتشار الديناصور المجنح خلال العصر الترياسي ثم بعد وقت قصير نسبيا بدأ لأول مرة ظهور أبناء عمومته الديناصورات. وكان جناحا الديناصور المجنح مدعومين بإصبع رابعة طويلة تسمى «الإصبع الوردية».
وظل الديناصور المجنح على حاله ولم يطرأ عليه تغيير يذكر في تركيبه وحجمه عشرات الملايين من السنين إذ احتفظ بشكله المعهود وبذيله الطويل وصغر حجم الرأس، بيد أنه خلال العصر الجوراسي طرأت تغييرات تشريحية على بعض أفراده مما يؤذن بنشوء فرع حديث منه ذي أجنحة وأصابع أكثر وضوحا ليحل في نهاية المطاف محل الصور البدائية من الديناصور المجنح.
وتميز الكثير من أفراد الديناصور المجنح الجديدة، برأس ضخم مستطيل يعلوه عرف كبير، وخلال تطورها فقدت هذه الكائنات أسنانها وتعاظم حجمها. وربما كانت السمة المميزة لهذه المخلوقات استطالة عظام الإصبع الرابعة. وقال الباحثون إن جنس كريبتودراكون أقدم نوع معروف من الديناصور المجنح.
وذكر برايان أندريس عالم الكائنات القديمة في جامعة ساوث فلوريدا والمشارك بالدراسة «بوسعنا دراسة التركيب التشريحي للنوعين لاكتشاف أحدث التطورات في الجسم».
ومن بين العناصر المهمة الأخرى في الاكتشاف، البيئة التي كان يعيش فيها كريبتودراكون إذ نشأ وسط منظومة بيئية تزخر بالمسطحات المائية البعيدة عن المحيطات التي تنبض بالحياة، إلا أنها كانت تحفل بكائن مرهوب الجانب يفترس الديناصورات يسمى «ساينرابتور» إلى جانب نوع من الديناصورات يتغذى على الأعشاب ويسمى «مامنكياصور»، الذي يفخر بأنه كائن صاحب أطول عنق تطأ قدماه سطح كوكب الأرض.
وقال جيمس كلارك عالم الأحياء القديمة في جامعة جورج واشنطن، إن حقيقة أن كريبتودراكون عاش في مثل هذه المنظومة البيئية، تسير جنبا إلى جنب مع شواهد أخرى تؤكد أن الديناصور المجنح المتطور - الذي تسيّد أفراده السماء فيما بعد وسط منظومة بيئية بحرية وكان يتغذى على أسماك المحيطات - نشأ وتطور في بادئ الأمر على البر.



«البحث عن رفاعة»... وثائقي يستعيد سيرة «رائد النهضة المصرية»

فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
TT

«البحث عن رفاعة»... وثائقي يستعيد سيرة «رائد النهضة المصرية»

فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)

يستعيد الفيلم الوثائقي المصري «البحث عن رفاعة» سيرة أحد رواد النهضة الفكرية في مصر ببدايات القرن الـ19، رفاعة رافع الطهطاوي، الذي كان له دور مهم في التعليم والترجمة، ويستضيف الفيلم المركز الثقافي بيت السناري بحي السيدة زينب (وسط القاهرة)، التابع لمكتبة الإسكندرية، الأربعاء.

يتتبع الفيلم مسيرة رفاعة الطهطاوي عبر رؤية سينمائية تدمج المكان بالأحداث بالموسيقى، ويتناول شخصية وأفكار رفاعة الطهطاوي، أحد رواد النهضة الفكرية في مصر، ويُقدم رؤية سينمائية تجمع بين التاريخ والواقع، مسلّطاً الضوء على إسهاماته في تشكيل الوعي العربي الحديث، وفق بيان لمكتبة الإسكندرية.

ويُعدّ رفاعة الطهطاوي من قادة النهضة العلمية في مصر خلال عصر محمد علي، وقد ولد في 15 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1801، في محافظة سوهاج بصعيد مصر، والتحق بالأزهر ودرس على يد علمائه علوم الدين مثل الفقه والتفسير والنحو، ومن ثَمّ سافر إلى فرنسا في بعثة علمية وعاد ليضع خطة لإنشاء مدرسة الألسُن، ووضع كتباً عدّة من بينها «تخليص الإبريز في تلخيص باريز»، و«مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية»، و«المرشد الأمين في تربية البنات والبنين»، وتوفي رفاعة الطهطاوي عام 1873، وفق الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.

بيت السناري في القاهرة (بيت السناري)

جدير بالذكر أن الفيلم وثائقي طويل، تبلغ مدته 61 دقيقة، وأخرجه صلاح هاشم، وقام بالتصوير والمونتاج المصور اللبناني سامي لمع، والمنتج المنفذ نجاح كرم، والموسيقي يحيى خليل، وهو من إنتاج شركة سينما إيزيس.

وأوضحت «سينما إيزيس» المنتجة للفيلم أنه عُرض لأول مرة في 2008 بجامعة لندن، قسم الدراسات الشرقية. وشارك في مهرجانات عربية وعالمية عدّة، من بينها «كارافان السينما العربية والأوروبية» في عمّان بالأردن، و«متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية» في مارسيليا بفرنسا، تحت عنوان «الطهطاوي... مونتسكيو العرب».

وكان مخرج الفيلم قد تحدّث في ندوة بجامعة لندن عقب العرض الأول له، عن تصوير أكثر من 20 ساعة بين القاهرة وأسيوط وطهطا (بلد رفاعة)، وأن مونتاج الفيلم استغرق نحو 6 أشهر بين مدن أوروبية، موضحاً أن الهدف من صنع الفيلم هو التحفيز على التفكير في فكر رفاعة ومعتقداته بخصوص مفاهيم ومعاني النهضة والتقدم.

ولفت إلى أنه أراد تقديم رؤية لرفاعة بأسلوب موسيقى الجاز، وهو ما ظهر في إيقاع الفيلم، موضحاً أن الفيلم أيضاً أراد أن يبعث برسالة مفادها بأن السينما ليست مجالاً للتسلية أو الترفيه فقط، بل يمكن أن تكون أداة للتفكير في الواقع ومشاكل مجتمعاتنا، كما يمكن أن تكون وسيلة للمحافظة على ذاكرتنا.

ويُعدّ بيت السناري الذي يستضيف عرضاً جديداً للفيلم من المراكز الثقافية التي تعتمد على تقديم الأنشطة المتنوعة، والمركز التابع لمكتبة الإسكندرية، هو بيت أثري يعود لنهايات القرن الـ18، وكان مقراً لعلماء وفناني الحملة الفرنسية على مصر بين 1798 و1801م.