فيدرر لاعب استثنائي... ومع نادال تزداد منافسات التنس روعة

النجم السويسري أكد أنه يستحق لقب الأسطورة ليس ببطولاته فقط بل بتواضعه وأخلاقه الرياضية العالية

فيدرر أبهر العالم بمستواه في بطولة أستراليا (أ.ف.ب)  -  فيدرر ونادال وعناق الأبطال (رويترز)
فيدرر أبهر العالم بمستواه في بطولة أستراليا (أ.ف.ب) - فيدرر ونادال وعناق الأبطال (رويترز)
TT

فيدرر لاعب استثنائي... ومع نادال تزداد منافسات التنس روعة

فيدرر أبهر العالم بمستواه في بطولة أستراليا (أ.ف.ب)  -  فيدرر ونادال وعناق الأبطال (رويترز)
فيدرر أبهر العالم بمستواه في بطولة أستراليا (أ.ف.ب) - فيدرر ونادال وعناق الأبطال (رويترز)

لم يكن هناك أدنى شك في عظمة وروعة اللاعب السويسري روجيه فيدرر، حتى خلال السنوات الخمس العجاف التي غاب خلالها عن منصات التتويج بالبطولات الأربع الكبرى (جراند سلام) منذ الفوز باللقب السابع عشر في تاريخه.
ومع ذلك، زادت روعة وعظمة فيدرر بعد الفوز على الإسباني رافائيل نادال صاحب الـ14 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى بالتساوي مع الأميركي بيت سامبراس، في نهائي بطولة أستراليا المفتوحة للتنس.
وكانت هذه هي المباراة رقم 100 التي يخوضها اللاعب السويسري في ملبورن، كما كان هذا هو الفوز الخامس له بلقب بطولة أستراليا المفتوحة للتنس. لكن هذا الانتصار كان الثالث فقط على نادال خلال 12 مباراة في البطولات الأربع الكبرى، والأول على اللاعب الإسباني منذ 10 سنوات، والثالث في المباريات النهائية والـ12 بصفة عامة في 35 مواجهة بينهما. ونال اللاعب السويسري تحية حارة من الجمهور عندما قال إنه سيكون سعيدًا بـ«قبول التعادل» مع منافسه الدائم.
ولكي نتفهم هذا التواضع وتلك الأخلاق الرياضية العالية، يتعين علينا أن ندرك أولاً أن هؤلاء اللاعبين هم سفراء بقدر ما هم أبطال في حقيقة الأمر، ويقولون دائمًا ما هو متوقع منهم. لقد تحلى فيدرر بالتواضع والذكاء بعدما تغلب على نادال في المجموعة الخامسة، بعدما كان يبدو مستحيلاً قبل بضعة أشهر أنه سيعود للمنافسة على البطولات الكبرى مرة أخرى.
وبعد ما يقرب من عام من إصابته في الركبة وهو يعد الحمام لأحد أبنائه الأربعة والمشاركة في أول بطولة منذ الجراحة بعد خسارته أمام ميلوش راونيتش في الدور قبل النهائي لبطولة ويمبلدون منذ 6 أشهر، قدم اللاعب صاحب الـ35 عامًا أداءً أسطوريًا. وقال فيدرر: «لا أصدق ما حدث، ولا يمكن أن أكون أكثر سعادة مما أنا عليه الآن. لقد ذهبت أبعد بكثير مما كنت أعتقد. كنت أرى أن مجرد الوصول إلى مباراة ربع النهائي سيكون حدثًا عظيمًا، لكنني أتقدم كثيرًا للأمام، من حيث الإرسال والركض والقتال، ثم أرى في النهاية هل سيقف الحظ إلى جانبي أم لا. وكنت محظوظًا في حقيقة الأمر».
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف تكون محظوظًا بعدما أتقنت 108 إرسالات ساحقة في تلك الليلة، ولا يتفوق عليك في التاريخ سوى إيفو كارلوفيتش؟
ووصف أسطورة التنس السابق جون ماكنرو اللاعب السويسري قائلاً: «روجر فيدرر هو أعظم لاعب تنس في التاريخ». في الواقع، كان من الصعب التشكيك في ذلك وأنت تشاهد فيدرر يفوز بـ6 - 4 و3 - 6 و6 - 1 و3 - 6، 6 - 3 على خصم اعتاد التفوق عليه في المباريات الكبيرة. لكن اللاعب السويسري نجح في كسر تلك العقدة في هذه الليلة التي ربما شهدت أكبر إنجازاته، في ضوء الظروف المحيطة والتاريخ السابق.
وكان مجرد الوصول إلى المباراة النهائية بمثابة انتصار لكل من فيدرر ونادال، كما كان مشوارهما نحو النهائي أسهل بسبب الخروج الصادم لأفضل لاعبين في العالم الآن، وهما البريطاني أندي موراي والصربي نوفاك ديوكوفيتش. ويوم الأحد الماضي، وصل عمر اللاعبين اللذين وصلا إلى المباراة النهائية، وهما يستحقان ذلك بكل تأكيد، إلى 65 عامًا.
وفي الحقيقة، لم يكن فيدرر وحده هو المنتصر، إذ كان ما حدث بمثابة انتصار للعبة التنس كلها.
بدأت المباراة عند الساعة السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي لمدينة ملبورن، بإرسال من نادال، الذي يصغر فيدرر بخمس سنوات، واستمرت 3 ساعات و37 دقيقة، قدم خلالها اللاعبان لمحات ومهارات فنية أثرت اللعبة كلها، وأضاف كل منهما العظمة والكبرياء إلى الآخر.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما ذهب فيدرر إلى مايوركا من أجل الدعاية لأكاديمية نادال، كان اللاعبان بعيدين عن اللعبة، وربما جعلتهما الإصابة يفكران في اعتزال التنس، لكنهما قاتلا حتى يعودا مرة أخرى. وبالفعل عادا بكل قوة ليمتعانا بأدائهما الراقي الذي أبهرنا أيضًا عند أول فوز لنادال في أول مواجهة بينهما في ميامي قبل 13 عامًا.
في أحلك لحظاته العام الماضي عندما كاد أن يفقد الأمل تمامًا في قدرته على استعادة كامل لياقته بعد إصابة في الركبة، تشبث فيدرر بإيمانه بأسلوب لعبه وتنوعه، حيث كان يعرف أنه السبيل الوحيد للفوز بلقبه الـ18 في البطولات الأربع الكبرى. وكان محقًا تمامًا في هذا الأمر.
وتفوق فيدرر، الذي غاب عن أولمبياد ريو دي جانيرو وأميركا المفتوحة العام الماضي أثناء فترة تعافيه، على نادال في مباراة من 5 مجموعات، لينتزع أول لقب كبير منذ 4 سنوات ونصف السنة على آخر لقب كبير يحققه.
وكشف فيدرر عن المشاعر التي خالجته العام الماضي قائلاً: «تحليت دائمًا بالتفكير الإيجابي رغم كل شيء... مفتاح النجاح هو الحفاظ على هدوئي والإيمان بأن الجد والاجتهاد سيثمران في النهاية، وأن طريقة لعبي المتنوعة ستسمح لي بخطف لقب آخر أو لقبين».
وقال فيدرر إن إيمانه نبع أيضًا من حقيقة أنه حتى في إصابته كان ينافس بقوة وبلغ نهائي بطولتين من الأربع الكبرى في 2015 والدور قبل النهائي مرتين في 2016.
وأضاف: «إذا نظرتم إلى نتائجي في 2016 وخصوصًا في 2015، فإنكم ستجدون أنني قدمت بالفعل مستويات جيدة، خصوصًا فيما يتعلق بطريقة اللعب الهجومية».
وتابع: «بالطبع كنت أومن بقدراتي، وكان السؤال الوحيد هو كيف سيلعب نوفاك ديوكوفيتش واندي موراي ورفائيل وباقي المنافسين؟».
واستطرد: «كنت أعلم أن الأمر سيكون صعبًا، لأن الظروف ليست على ما يرام، كما أني أتقدم في العمر ولا يوجد أمامي كثير من الوقت».
كان البعض يشعر بالقلق من المستوى البدني لكل من فيدرر ونادال في أول لقاء بينهما منذ عام 2009، لكن العرض كان قويًا، ليس فقط من جانب الفائز فيدرر، ولكن أيضًا من جانب نادال الذي عاد بكل قوة بعدما أبعدته الإصابة في المعصم عن الملاعب لمدة شهرين الموسم الماضي.
وكانت الساعة ونصف الساعة الأخيرة من اللقاء مثيرة للغاية، كما هو الحال دائمًا في مثل هذه الظروف. وكان هناك إجماع قبل المباراة على أن نادال سوف يكون أكثر خطورة خلال المجموعات الخمس، بسبب اعتراف فيدرر نفسه بأن إصابته بشد في الفخذ قد تفاقمت خلال المباراة التي فاز فيها على ستانيسلاس فافرينكا بخمس مجموعات يوم الخميس، وهو ما كان يراه كثيرون نقطة ضعف واضحة للاعب السويسري.
وقبل الوصول إلى الوقت الحرج من المباراة، حصل فيدرر على استراحة طبية - كما فعل في مباراته أمام فافرينكا، واعترف فيدرر بأن السبب وراء ذلك يعود بصورة جزئية إلى أن مواطنه قد حصل على استراحة في وقت سابق من المباراة، وبالتالي شعر بأنه في حاجة للراحة حتى يستعيد عافيته مرة أخرى.
وعندما كان متأخرًا بمجموعتين مقابل لا شيء، طلب فيدرر من مدربه تدليك فخذه الأيمن - لكن كان هناك نوع مختلف تمامًا من الاستراحات، حيث تم إيقاف المباراة لتنظيف الملعب بعد هبوط طائر على أرضية الملعب خلال المجموعة الرابعة. حتى طيور النورس كانت تشجع فيدرر!
وعاد اللاعب السويسري بكل قوة لأجواء اللقاء، وهو ما أثار حماس الجمهور، وخصوصًا بعد إرساله الثاني بسرعة 89 ميلاً في الساعة، وهو ما جعل ماكنرو يقول: «لقد عاد سوبرمان من جديد».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.