نتنياهو يتراجع ويطلب تسريع قانون ضم الأراضي الفلسطينية

تخلى عن تجميد الخطوة خشية الدخول في أزمة مع الغرب

فلسطيني يحمل رشاشه خلال جنازة مواطن له قتلته القوات الإسرائيلية في مخيم جنين بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل رشاشه خلال جنازة مواطن له قتلته القوات الإسرائيلية في مخيم جنين بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يتراجع ويطلب تسريع قانون ضم الأراضي الفلسطينية

فلسطيني يحمل رشاشه خلال جنازة مواطن له قتلته القوات الإسرائيلية في مخيم جنين بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل رشاشه خلال جنازة مواطن له قتلته القوات الإسرائيلية في مخيم جنين بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرة أخرى، فيما يتعلق بقانون مصادرة الأراضي الفلسطينية (المسمى قانون التنظيم). فبعد أن كان قد جمّد مسار تشريع القانون، كونه يُدخل إسرائيل في أزمة مع دول الغرب ويحرج الإدارة الأميركية الجديدة، عاد وأصدر تعليماته باستئناف عملية التشريع.
وقد أمر نتنياهو، عضو الكنيست (البرلمان) ديفيد بيتان، بتسريع طرح مشروع القانون للتصويت عليه بالقراءة الثانية والثالثة في المجلس. وتبين أن تراجع نتنياهو، الذي كُشف أمس، قد تم يوم الأربعاء الماضي، عندما أبلغ رئيس طاقم العاملين في ديوان نتنياهو هذا الأمر لوفد من سكان مستوطنة عوفرا، خلال اجتماعه بهم. وفي يوم الخميس الماضي، تمت دعوة أعضاء اللجنة البرلمانية الخاصة، التي تضم ممثلين من لجنة الخارجية والأمن ولجنة القانون، لمناقشة مشروع القانون وطرحه للتصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة. وستجتمع اللجنة اليوم الاثنين لهذا الغرض.
يشار إلى أن نتنياهو عمل، خلال الأسابيع الأخيرة، على تعليق هذا القانون، حسب ما ادعاه مقربون منه. وحظي بدعم وزير الدفاع في حكومته، أفيغدور ليبرمان، الذي اعتبره «قانونا غير حكيم»، مع أنه كان قد صوت لصالحه في القراءة الأولى. وقال ليبرمان يومها، في تصريح له، إنه «كما يبدو لن يتم سن هذا القانون نهائيا». وخلال جلسة الحكومة التي عقدت في الأسبوع الماضي، طرح موضوع انهيار الاتفاق مع المستوطنين في بؤرة عمونة؛ لأن أصحاب الأرض الفلسطينيين توجهوا إلى المحكمة رافضين أن ينقل هؤلاء المستوطنون إليها. وقال نتنياهو إنه لا يفكر بالعودة إلى قانون المصادرة، الذي يتضمن بندا يلغي قرارات المحكمة العليا بشأن البؤر والمباني التي أقيمت على أراض فلسطينية خاصة. وأضاف أن «المستشار القانوني للحكومة يعارض هذا القانون، أيضا، ويجب أن نكون مسؤولين على الحلبة الدولية».
يشار إلى أن نتنياهو عارض مشروع القانون لدى طرحه، بسبب تأثيره على الوضع السياسي لإسرائيل، لكنه على الرغم من ذلك صوّت مؤيدًا له بعد نجاح الوزير نفتالي بينت في تمريره في اللجنة الوزارية لشؤون القانون بدعم من وزراء الليكود. وتم التصويت على القانون في القراءة الأولى في الكنيست رغم الانتقادات السياسية والقانونية له. وتم منذ ذلك الوقت تجميد القانون.
وأفادت مصادر بأن نتنياهو، أمر يوم الأربعاء الماضي، بدفع خطة لبناء 68 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة عوفرا، في إطار محاولة للتوصل إلى اتفاق مع أصحاب 9 بيوت من المستوطنة يفترض إخلاؤها بناء على قرار من المحكمة العليا، بسبب قيامها على أراض فلسطينية خاصة. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع، إنه خلال لقاء الأربعاء، بين رئيس مكتب نتنياهو، يوآب هوروبيتس، وسكان من عوفرا في موضوع البيوت المعدة للهدم بعد 10 أيام، ناقش هوروبيتس مع السكان مسائل تتعلق بتنظيم مكانة المستوطنة، كالمصادقة على خريطة بناء المدينة. وأوضح للسكان أن نتنياهو سيصادق على دفع خريطة لبناء عشرات الوحدات الإسكانية الجديدة، بدلا من البيوت التسعة المعدة للهدم في عمونة، ومئات الوحدات السكنية في مناطق أخرى من الضفة الغربية.
وكانت المحكمة العليا قد أمرت عام 2015 بهدم البيوت التي أقيمت على أراض فلسطينية خاصة من قبل شركة الاستيطان «أمناه» التي حددت موعدا لذلك، لكن الحكومة كانت تتوجه إليها بطلب تأجيل الإخلاء. والوعد الأخير الذي أعطي هو 8 فبراير (شباط) المقبل. وهكذا، فقد رضخ نتنياهو أمام ضغوط المستوطنين، وتراجع مرة أخرى. ومن المتوقع أن يتم سن القانون خلال الأسبوع المقبل، حتى يرضى المستوطنون، ويتم إخلاء المستوطنين من مستوطنة عمونة بلا مقاومة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».