نقل البرلمان اليمني إلى عدن الورقة الأخيرة في نعش الانقلاب

نقل البرلمان اليمني إلى عدن الورقة الأخيرة في نعش الانقلاب
TT

نقل البرلمان اليمني إلى عدن الورقة الأخيرة في نعش الانقلاب

نقل البرلمان اليمني إلى عدن الورقة الأخيرة في نعش الانقلاب

أكد قانونيون ومحللون أن قرار الرئيس اليمني نقل مقر اجتماعات مجلس البرلمان اليمني إلى العاصمة المؤقتة عدن، جنوبي البلاد دستوري وتقتضيه المصلحة العليا للبلاد وتطبيع الأوضاع المعيشية للسكان.
وأشار الخبراء إلى أن كافة الاتفاقيات التي توقعها الحكومة اليمنية مع الدول الأخرى، يوجب الدستور اليمني المصادقة عليها من البرلمان وهو أحد الأسباب التي دعت الرئيس هادي لنقل مجلس النواب إلى عدن، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تصب في الاتجاه الصحيح لاكتمال أركان السلطات في العاصمة المؤقتة عدن.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر قرارًا جمهوريًا قضى بنقل مقر اجتماعات مجلس النواب خارج العاصمة صنعاء، وذلك بعد الاطلاع على الدستور وعلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية وعلى مخرجات الحوار الوطني الشامل.
وأكد الدكتور فهد هادي حبتور أستاذ القانون بجامعة عدن أن الدستور اليمني يخول الرئيس نقل الحكومة لأي محافظة من محافظات الجمهورية في حالة وجود مانع من ممارسة مهامها في العاصمة السياسية، لافتًا إلى أن العاصمة تحت احتلال الانقلابيين.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «عدن تعد العاصمة المؤقتة وبالتالي السلطة لا بد أن تمارس أعمالها منها كما حدث مع نقل البنك المركزي اليمني»، مبينًا أن «عقد جلسات مجلس النواب في عدن من شأنه أن يشل حركة حكومة الانقلاب غير الشرعية أصلاً».
وأضاف: «من حق الرئيس الشرعي نقل الحكومة ومجلس النواب وممارسة كافة السلطات في العاصمة المؤقتة، كما أن الحكومة الآن بصدد عمل اتفاقيات مع دول وبرامج مع مؤسسات دولية، ولا بد من مصادقة مجلس النواب عليها وفقًا للدستور، وهي الورقة الأخيرة في نعش الانقلاب».
أستاذ القانون في جامعة عدن، كشف أنه كون رئيس المجلس يقف مع الطرف الانقلابي، يمكن للأعضاء انتخاب هيئة رئاسة جديدة للمجلس من بينهم لممارسة المهام، وقد أشارت المبادرة الخليجية «أن يمارس مجلس النواب مهامه الطبيعية حتى تنتهي المرحلة الانتقالية وتعقد انتخابات جديدة، لكن في ظل الوضع الحالي لا يمكن عقد الانتخابات».
في السياق ذاته، يطالب الدكتور فهد الرئيس هادي بسرعة إنشاء محكمة عليا في العاصمة المؤقتة عدن للفصل في الطعون المرفوعة إليها والعمل على فتح المحاكم والنيابات في المحافظات المحررة.
وأردف «من دون محكمة عليا لا يستطيع القضاء القيام بواجبه، فالكثير من القضايا يجب خضوعها للرقابة الفضائية أي لرقابة المحكمة العليا».
من جانبه، أوضح الدكتور نجيب غلاب أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن مجلس النواب اليمني كان مختطفًا أسوة ببقية المؤسسات التي احتلها الانقلابيون الذين حاولوا استغلال هذه المؤسسة التشريعية لشرعنة انقلابهم وإيهام العالم أنهم يمتلكون السلطة التشريعية.
ولفت غلاب في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «تم توظيف جزء من أعضاء مجلس النواب المؤيدين لصالح في محاولات لشرعنة الانقلاب من خلال المجلس السياسي الأعلى والحكومة الانقلابية، لكن هذا المجلس والحكومة لم يعترف بهما أحد، كما أن هذه الشرعنة كانت غير دستورية، وبالتالي مجلس النواب تم اختطافه كبقية المؤسسات».
وأضاف: «قرار الرئيس بنقل البرلمان إلى عدن دستوري استند على المبادرة الخليجية، والجديد في الأمر أن لإقرار جاء بناء على مخرجات الحوار الوطني اليمني وهذا مدخل جديد في اتخاذ القرارات اليمنية وتطبيق هذه المخرجات بحكم أنها محل إجماع اليمنيين ونقل البرلمان أيضا تأتي أهميته في نزع أهم ورقة يتم توظيفها داخل الانقلاب».
المسألة الأهم بحسب غلاب – أن القرار يعطي مؤشرا أنه كان لا بد من اكتمال أركان السلطات الثلاث في العاصمة المؤقتة عدن، السلطة التنفيذية، والقضائية، والتشريعية، وتابع: «أتوقع أن يكون هناك توسيع للسلطة التشريعية من خلال ضم مجلس النواب والشورى ثم هيئة الرقابة على مخرجات الحوار ومحاولة إقرار الدستور في الفترة القادمة، ومواجهة الانقلاب من خلال فرض أمر واقع ومشروع الأقاليم، وإقرار مشروع الدستور».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.