العبيدي يكشف أكاذيب إعلام الانقلابيين بـ«الصورة»

رافق الجيش الوطني والمقاومة خلال عملية الرمح الذهبي

المصور العبيدي مع أحد جنود الجيش اليمني خلال إحدى العمليات العسكرية («الشرق الأوسط»)
المصور العبيدي مع أحد جنود الجيش اليمني خلال إحدى العمليات العسكرية («الشرق الأوسط»)
TT

العبيدي يكشف أكاذيب إعلام الانقلابيين بـ«الصورة»

المصور العبيدي مع أحد جنود الجيش اليمني خلال إحدى العمليات العسكرية («الشرق الأوسط»)
المصور العبيدي مع أحد جنود الجيش اليمني خلال إحدى العمليات العسكرية («الشرق الأوسط»)

لأكثر من 15 عامًا دأب الشاب صالح العبيدي على مداواة جراح الناس، وخدمة المرضى والمصابين، إلا أن حبه للتصوير دفعه لشراء كاميرا يوثق بها الأحداث المهمة التي كانت تحصل في مدينته (عدن)، ويتم التعتيم عليها من قبل نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إبان حكمه.
وبرز نجم العبيدي بوصفه أحد المصورين الصحافيين المرافقين للجيش اليمني والمقاومة الشعبية أثناء تحرير مدينة عدن من الحوثيين وصالح، ثم واصل تألقه مع زميله المصور نبيل القعيطي في نقل أحداث عملية الرمح الذهبي لتحرير الساحل الغربي القائمة حاليًا.
يقول العبيدي: «بعد ظهور صوري في وسائل الإعلام، تعاونت مع وكالة الصحافة الفرنسية، وما زلت مصورًا معهم، كما أزود قنوات (العربية) و(سكاي نيوز) بمقاطع فيديو تبث في نشرات الأخبار».
واستطاع العبيدي وزميله القعيطي، المرافقان لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أثناء تحرير مناطق الساحل الغربي اليمنية، أن يكشفا زيف الآلة الإعلامية العفاشية والحوثية في آن واحد، بعد نشرهما للانتصارات التي يحققها الجيش والمقاومة على مدار الساعة، موثقة بالصور الحية.
ويوضح العبيدي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن أبرز الصعوبات التي يواجهها هي التنقل وانقطاع الكهرباء وعدم وجود الإنترنت، متابعًا: «أكثر الصعوبات هي التنقل من عدن، وانعدام الكهرباء والإنترنت، وهو ما يضطرنا للرجوع إلى عدن بين فترة وأخرى».
وتجلى وقع الأخبار التي نشرها الشابان خلال معارك الساحل الغربي التي حقق فيها الجيش الوطني والمقاومة انتصارات متسارعة، على الإعلام المضاد التابع للرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين، حيث شنوا هجومًا عليهما بحجة أن ما ينشرانه تضليل وزيف.
وقال العبيدي: «تم اختراق صفحتي على (فيسبوك)، بعد أن نشرنا صورًا لتقدم الجيش الوطني في المخا، وكان إعلام صالح والحوثي يقول إن الجيش الوطني في ذوباب، لكننا نشرنا الصور من وسط المخا، الأمر الذي أغضبهم كثيرًا، وكشف أكاذيبهم».
ودأب المصوران صالح العبيدي ونبيل القعيطي على مرافقة قوات الجيش الوطني والمقاومة منذ بدء عملية الرمح الذهبي التي أطلقتها الحكومة اليمنية، بمساندة التحالف العربي، لتحرير المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الحوثيين وصالح.
إلا أن تسلح الصحافيين بالصور الحية من موقع الحدث، وبث صور لمخازن السلاح التي تركها الحوثيون وقوات صالح خلفهم بعد هروبهم، أربك إعلام صالح – الحوثي، الذي عاد يشكك في صدقية الصور، زاعمًا أنها قديمة.
ويرى الإعلامي عبد الرحمن سالم الخضر أن ما يقوم به الشابان عمل بطولي يستحقان عليه التكريم، مضيفًا: «أكاد أجزم بأنهما يقومان بذلك بدافع وطني وشخصي. وإذا سألت، لن تجدهما يتسلمان أي رواتب أو مساعدة من أحد».
ويعتقد الخضر أن مواجهة آلة إعلامية منظمة، تمتلك الوسائل والدعم والإمكانيات، كتلك التي يمتلكها المخلوع صالح والحوثيون، أمر ليس بالسهل، متابعًا: «لسنوات طويلة، حارب صالح وآلته الإعلامية كل الصحافيين المستقلين المحايدين من أجل السيطرة التامة على الإعلام، لكن الحرب الأخيرة غيرت المعادلة، ووجد الشباب فرصة لعرض إبداعاتهم وقدراتهم، على حد سواء».
وعن عروض الزواج التي تلقاها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال صالح العبيدي وهو يضحك: «بعض الناشطات في المناطق الشمالية كن يحفزن مقاومتهم من باب أن أول شاب يدخل صنعاء سأتزوجه، وأخريات يعرضن ذهبهن، وعندما نزلت صورنا المختلطة بالرمال، قدمن لنا العروض نفسها».
واستطاع صالح العبيدي توثيق حصول الجيش الوطني والمقاومة على مخازن سلاح مليئة بمختلف أنواع الأسلحة الإيرانية، مثل مضادات الدروع والصواريخ الحرارية وأسلحة القنص.
من جانبه، علق الإعلامي اليمني محمد الحاج بقوله: «في المخا، سقط زيف إعلام الحوثي والمخلوع الباطل، وبطل سحره، بعد أن غرست في نحره سيوف الإعلام الجنوبي التي أنارت بصدقها الأفهام».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».