السيسي: نسعى لمنع تعقيد قضية نقل السفارة الأميركية إلى القدس

تحدث عن قضية النوبة والأوضاع الاقتصادية الصعبة وقدرة مصر على تجاوز أزمتها

السيسي: نسعى لمنع تعقيد قضية نقل السفارة الأميركية إلى القدس
TT

السيسي: نسعى لمنع تعقيد قضية نقل السفارة الأميركية إلى القدس

السيسي: نسعى لمنع تعقيد قضية نقل السفارة الأميركية إلى القدس

في أول تعليق له على وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال جلسات المؤتمر الثاني للشباب المقام حاليا في أقصى جنوب البلاد، إن القاهرة تسعى لمنع تعقيد موضوع نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وتحدث السيسي عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، معربا عن ثقته في قدرة مصر على تجاوز الأزمات.
وكان الرئيس الأميركي الجديد قد وعد خلال حملته الانتخابية بنقل مقر السفارة إلى القدس، في خطوة من شأنها تعقيد مساع دولية لدفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط. وانتقل السفير الأميركي للإقامة في القدس، لكن ترامب أشار في تصريحات لاحقة إلى تأجيل اتخاذ قرار نقل مقر السفارة الأميركية إلى وقت لاحق. وقبيل الإعلان عن قرار التأجيل، أجرى ترامب اتصالا هاتفيا مع نظيره المصري.
وردا على سؤال خلال حوار مع شبان مصريين في مدينة أسوان عن موقف مصر من موضوع نقل السفارة، قال السيسي إن «مصر منتبهة لهذا الموضوع منذ فترة ولا تريد للأمر أن يزداد تعقيدا خلال الفترة المقبلة»، مضيفا: «نتمنى أن نوفق في هذا». وكان الرئيس المصري قد حث الفلسطينيين والإسرائيليين على مواصلة مباحثات السلام، في خطوة من شأنها أن تحقق «سلاما دافئا» بين إسرائيل والدول العربية. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية خلال حرب يونيو (حزيران) 1967، وأعلنت ضمها إلى القدس الغربية وسط اعتراض دولي. ويريد الفلسطينيون جعل القدس الشرقية عاصمة للدولة التي يسعون لإقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي شأن آخر، طمأن السيسي المصريين من أن حصة بلادهم من مياه النيل لن تتأثر ببناء سد النهضة الذي تبينه إثيوبيا على النيل، وتخشى القاهرة من تأثيره على حصتها التاريخية من المياه. وقال السيسي خلال الجلسة المسائية التي عقدت مساء أول من أمس «قلقكم مشروع... وأطمئنكم أن الأمور تسير بشكل جيد... ناس كثر جدا تحاول أن تقلقكم أو تشككم، لكن لا... المياه حياة أو موت». ووقعت مصر والسودان (دولتي المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في أوائل عام 2015 إعلان مبادئ لتنظيم العلاقة بين الدول الثلاث في ملف المياه مع إصرار أديس أبابا على إنشاء السد.
وخلال جلسات اليوم الثاني للمؤتمر، أكد الرئيس السيسي أن مصر قادرة على التصدي لمن يحاول خلق فتنة بين أبناء شعبها، وأنها باقية بوحدة أهلها، معربًا عن ثقته الكاملة في أن مصر ستحقق النهضة التنموية التي يتطلع إليها أبناؤها.
وتساءل: هل الصومال رجعت؟... هل أفغانستان رجعت؟، وتابع «احذروا من أهل الشر الراغبين في زرع الشك والفتن بينكم». وبشأن الوضع في مناطق النوبة، أكد الرئيس أن «النوبة جزء عزيز وغال من أرض مصر»، مشيدا بما قدمه أهل النوبة من تضحيات مقدرة خلال مسيرة بناء الوطن، وأكد أن الدولة تولي أهمية كبيرة لتنمية النوبة والارتقاء بمستوى الخدمات التي يتم تقديمها لأهلها، مشيرا إلى قيام مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محلب بمتابعة جهود تنمية النوبة بشكل دوري.
بدوره، استعرض محلب المشروعات الجاري تنفيذها لتنمية النوبة، التي تتضمن الارتقاء بمختلف المرافق وتوفير الوحدات السكنية وإنشاء منطقة صناعية، مشيرا إلى أنه جاري إنشاء جهاز مستقل لتنمية هذه المنطقة، وتخصيص الموارد المالية اللازمة لتنمية النوبة بشكل ملموس، مؤكدا حرص الرئيس على متابعة هذه الجهود بشكل أسبوعي.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».