مؤسسات دولية تشخص مشكلات القطاع الخاص في تونس

من بينها البنك الدولي والأوروبي للاستثمار والأوروبي للإعمار

مؤسسات دولية تشخص مشكلات القطاع الخاص في تونس
TT

مؤسسات دولية تشخص مشكلات القطاع الخاص في تونس

مؤسسات دولية تشخص مشكلات القطاع الخاص في تونس

أكدت مجموعة من مؤسسات التمويل الأوروبية والدولية، من بينها البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي للإعمار والتنمية والبنك الدولي، على عدد من الصعوبات التي يعاني منها القطاع الخاص في تونس.
وقال بيدرو دي ليما، رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، إن ضبابية الوضع السياسي، ونمو ظاهرة الاقتصاد الموازي، علاوة على مشكلات التمويل والإجراءات الإدارية المعقدة، من أبرز الصعوبات التي تعوق الاستثمارات الخاصة في تونس، وفقًا لدراسة عرضها البنك.
وأشار دي ليما، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة التونسية، إلى أن المؤسسات التي شملتها الدراسة أكدت على أن ظاهرة الفساد الإداري في تونس تمثل سببًا مهمًا للإشكاليات التي تتعرض لها المؤسسات المقبلة على الاستثمار. وشهدت نسبة 60 في المائة من المؤسسات التي شملتها الدراسة تراجع مبيعاتها بنحو 9 في المائة بعد عام 2011، ووجدت 45 في المائة من المؤسسات نفسها في منافسة غير متوازنة مع الناشطين في مجال التجارة الموازية التي باتت تمثل أكثر من نصف النشاط الاقتصادي التونسي.
وفي تشخيصه لعوائق تطور القطاع الخاص في تونس، أكد إلياس الفخفاخ، وزير المالية التونسي الأسبق، على وجود معضلة على مستوى تحفيز المؤسسات التونسية والأجنبية، وهو ما يحول دون تطور الاستثمارات الخاصة ونموها.
وتطرق الفخفاخ إلى صعوبة تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي تمثل نحو 90 في المائة من النسيج الاقتصادي المحلي، وغياب إصلاح معمق للتعليم، بما يربط بين منظومة التعليم والتدريب المهني ومتطلبات سوق الشغل.
وأشار الفخفاخ إلى أن تحسن الوضع السياسي في تونس من شأنه أن يساهم في إنجاح الإصلاحات الاقتصادية، ويجذب المزيد من الاستثمارات الخاصة.
ووفق إحصائيات حكومية، يساهم القطاع الخاص في تونس بنسبة لا تقل عن 70 في المائة من مجموع الناتج الداخلي الخام حتى نهاية 2014، ويوفر ما لا يقل عن 68.9 مليار دينار تونسي (نحو 36 مليار دولار)، مقابل 30 في المائة تمثل مشاركة القطاع العمومي والمؤسسات الاقتصادية العمومية.
وعلى الرغم من الصعوبات التي مر بها القطاع الخاص، فقد استطاع الصمود خلال السنوات التي تلت ثورة 2011، إذ سجل نمو الاستثمار الخاص تطورًا بنسبة 7.7 في المائة سنة 2011، ثم 6 في المائة سنة 2012، ونحو 7.8 في المائة خلال سنتي 2013 و2014.
وينشط في القطاع الخاص في تونس أكثر من مليونين ونصف المليون تونسي، ويساهم في جهود التشغيل بتوفير 25 ألف فرصة عمل جديدة كل سنة، وهو ما يمثل نسبة 55 في المائة من مواطن الشغل الجديدة، في حين يساهم القطاع العمومي بـ45 في المائة فقط.
وتشير بعض الدراسات التي أجراها المعهد العربي لرؤساء المؤسسات في تونس إلى وجود نحو 145 ألف فرصة عمل في تونس في القطاع الخاص لا تنجح الكفاءات التونسية في شغلها نتيجة عدم ملائمة التعليم والتكوين مع ما تتطلبه سوق الشغل.
وأشارت الدراسات إلى أن 60 في المائة من المرشحين للانتدابات غير ملائمين لمعايير الكفاءة، وأن 66 في المائة من المرشحين لم يثبتوا جدارتهم في الاختبارات التي خضعوا لها.
وتعاني تونس من بطالة ما لا يقل عن 630 ألف تونسي، ومن ارتفاع عدد الخريجين الجدد من الجامعة التونسية الذي يبلغ قرابة 70 ألف صاحب شهادة سنويًا، إلا أن جل المتخرجين لا يقع انتدابهم من قبل القطاع الخاص نتيجة وجود هوة عميقة بين ما درسوه ومتطلبات العمل في الواقع، وهو ما جعل بطالة عشرات الآلاف منهم تفوق العشر سنوات في معظم الحالات.



المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأميركية ومحضر «الفيدرالي» لرسم مسار مستقبل الفائدة

عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأميركية ومحضر «الفيدرالي» لرسم مسار مستقبل الفائدة

عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)

يترقب المستثمرون، الأسبوع المقبل، مجموعة كبيرة من البيانات الاقتصادية الأميركية، بما في ذلك بيانات الوظائف الشهرية الرئيسية، ومحضر اجتماعات «الاحتياطي الفيدرالي»، عن كثب مع دخول عام 2025. كما سيقومون بقياس صحة الاقتصاد الأميركي وما يترتب على ذلك من توقعات لأسعار الفائدة قبل تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

بيانات الوظائف

ينصب التركيز خلال الأسبوع على بيانات الوظائف الشهرية الرئيسية غير الزراعية لشهر ديسمبر (كانون الأول)، التي ستعطي قراءة حديثة لمستويات التوظيف والأجور. ومن المرجح أن يكون الاقتصاد الأميركي اختتم عام 2024 بإضافة وظائف بشكل مطرد، استمراراً لاتجاه الأشهر الأخيرة. إذ إنه من المرجح أن يُظهر تقرير سوق العمل الذي من المقرر أن يصدره مكتب إحصاءات العمل يوم الجمعة أن الاقتصاد الأميركي أضاف 153 ألف وظيفة في ديسمبر، وفقاً لتوقعات الإجماع للاقتصاديين الذين استطلعت آراءهم «بلومبرغ». وهو سيكون أقل من 227 ألف وظيفة تمت إضافتها في ديسمبر، وأعلى قليلاً من 143 ألف وظيفة تمت إضافتها في المتوسط ​​لكل من الأشهر الستة الماضية. كما يتوقع المتنبئون أن يظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.2 في المائة، وهو منخفض نسبياً وفقاً للمعايير التاريخية.

محضر «الفيدرالي»

كذلك، يصدر يوم الأربعاء محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي. وقد دفعت الأدلة المتزايدة على قوة الاقتصاد الأميركي المستثمرين إلى تقليص توقعات خفض أسعار الفائدة في عام 2025. وتقدر أسواق المال الأميركية أسعار الفائدة الأميركية بما يزيد قليلاً عن 40 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة بحلول ديسمبر، وهو فرق كبير عن بداية العام الماضي عندما كانت الأسواق تسعّر ما يصل إلى 150 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة.

وقد يؤدي المزيد من البيانات الأميركية القوية إلى خفض توقعات خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، لا سيما أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن سياسات تشمل التعريفات التجارية والتخفيضات الضريبية، التي قد تعزز الاقتصاد وتؤجج التضخم بعد تنصيبه في 20 يناير.

وقال الخبير الاستراتيجي في بنك «نورديا» للائتمان وأسعار الفائدة، لارس مولاند، إن السياسة النقدية الأميركية دخلت مرحلة جديدة حيث يتوقف خفض أسعار الفائدة على انخفاض التضخم أو ضعف سوق العمل. وأضاف في مذكرة أن هناك خطراً أن تنتهي أسعار الفائدة الأميركية إلى أعلى مما تتوقعه الأسواق، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».

وقد سجل الدولار مؤخراً أعلى مستوى له في عامين مقابل سلة من العملات، ومن المرجح أن تؤدي البيانات الاقتصادية القوية إلى ارتفاعه أكثر من ذلك، في حين قد ترتفع عوائد سندات الخزانة الأميركية أيضاً.

وكان «الاحتياطي الفيدرالي» قد خفّض أسعار الفائدة في ديسمبر، لكنه خفض أيضاً توقعاته لخفض أسعار الفائدة في المستقبل. ويتوقع الآن خفض أسعار الفائدة مرتين فقط في عام 2025.

وقال خبراء اقتصاديون في «إنفستيك» إن محضر اجتماع يوم الأربعاء يمكن أن يقدم تفاصيل حول كيفية تأثير سياسات ترمب المخطط لها على الاقتصاد وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على توقعات أسعار الفائدة.

وقبل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، سيتم توفير المزيد من الدلائل على صحة سوق الوظائف من خلال أرقام الوظائف الشاغرة لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الصادرة يوم الثلاثاء، وبيانات الوظائف الخاصة لشهر ديسمبر الصادرة يوم الأربعاء. بالإضافة إلى أحدث أرقام مطالبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس.

ومن المؤشرات الرئيسية الأخرى التي سيراقبها المستثمرون لقياس مدى جودة أداء الاقتصاد الأميركي هو مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لشهر ديسمبر، المقرر صدوره يوم الثلاثاء، بالإضافة إلى استطلاع ثقة المستهلكين الأولي لجامعة ميشيغان لشهر يناير، المقرر صدوره يوم الجمعة. ومن المقرر صدور بيانات التجارة لشهر نوفمبر يوم الثلاثاء.