التعديل الوزاري يخيم على فعاليات مؤتمر الحوار الوطني للشباب في أسوان

الرئيس المصري ينشّط السياحة جنوب البلاد بعد 5 سنوات عجاف

التعديل الوزاري يخيم على فعاليات مؤتمر الحوار الوطني للشباب في أسوان
TT

التعديل الوزاري يخيم على فعاليات مؤتمر الحوار الوطني للشباب في أسوان

التعديل الوزاري يخيم على فعاليات مؤتمر الحوار الوطني للشباب في أسوان

خيم التعديل الوزاري المرتقب على فعاليات المؤتمر الوطني الثالث للشباب الذي يعقد في مدينة أسوان السياحية، وقالت مصادر مطلعة إن «رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل من المقرر أن يعرض الترشيحات الجديدة على الرئيس عبد الفتاح السيسي في أسوان»، مضيفة أن «إعلان أسماء الوزراء الجديدة سيكون خلال الأيام المقبلة».
يأتي هذا في وقت أطلق فيه السيسي أمس فعاليات مؤتمر الشباب لاستشراف طريق المستقبل لمصر، وجدد مبادرته بتنمية الحركة السياحية في جنوب البلاد، كما قام بجولة نيلية وسط جموع من السياح، بينما قال خبراء في السياحة إن زيارة الرئيس لأسوان ستساهم في تنشيط الحركة السياحية بعد 5 سنوات عجاف تأثرت فيها السياحة بشكل كبير منذ ثورة «25 يناير» عام 2011. ويأتي مؤتمر أسوان في إطار تنفيذ الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني للشباب، التي أطلقها السيسي خلال احتفالية يوم الشباب المصري في يناير (كانون الثاني) عام 2016. وعلى مدى يومين تعقد جلسات وحوارات المؤتمر تحت شعار «أبدع.. انطلق»؛ لمناقشة عدد كبير من القضايا، إضافة إلى عدد من المبادرات الخاصة بالصحة والتعليم وتنمية السياحة سيتم إطلاقها في الصعيد، إضافة إلى مناقشة انتخابات المحليات ودور المحليات في الصعيد، والتمكين السياسي، وطرح رؤى الشباب لتبادل الآراء ووجهات النظر بين الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة وبين شبابها. ومن المقرر عقد 8 جلسات بمشاركة 1300 شاب وأكثر من 23 وزيرا و17 رئيس حزب سياسي. ويتم تنظيم المؤتمر تحت إشراف مكتب الرئيس ويعتمد على شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب.
وبث التلفزيون الرسمي جلسة افتتاح المؤتمر التي ألقى فيها الرئيس كلمة مقتضبة، معلنا تكرر المؤتمر في ربوع مصر بالوجهين القبلي والبحري. واستبق السيسي انطلاق مؤتمر الشباب وقام بجولة نيلية في أسوان للتأكيد على المقصد السياحي، في وقت تسعى فيه مصر لاستعادة السياحة مرة أخرى بعد أن قررت الكثير من الدول الأوروبية حظر سفر رعاياها من السياح إلى مصر. ويعتمد نحو ستة ملايين مصري على العمل في قطاع السياحة، سواء سياحة الآثار في القاهرة والصعيد جنوبا، أو سياحة الشواطئ على البحر الأحمر والساحل الشمالي، أو سياحة السفاري في الواحات الغربية. وقد علقت عدد من الدول الغربية على رأسها روسيا وبريطانيا رحلات الطيران مصر، عقب حادثة سقوط طائرة الركاب الروسية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015 وسط شبه جزيرة سيناء، ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224.
وحرص الرئيس أمس على توصيل رسالة طمأنة للسياح في العالم أجمع بأن الأمن والأمان بمصر وصلا أعلى مستوياتهما، مدللا على ذلك باستقلال مركب نيلي مع عدد من السياح.
وحرص السيسي على لقاء مجموعة من السياح المتواجدين بأحد فنادق المدينة، وأقبل السياح على التقاط الصور التذكارية معه، وتبادل الحديث معهم أعربوا خلاله عن سعادتهم بزيارة مصر، والتمتع بمقاصدها السياحية المتنوعة ومناخها الدافئ، فضلا عن التعرف إلى تراثها الخالد وآثارها العريقة، ليكون ذلك بمثابة إعلان عالمي بأن أسوان مستعدة الآن لاستقبال كل من يريد أن يقضي أياما لن ينساها.
من جانبه، طالب اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، برفع عمليات التأمين والتواجد الشرطي بشوارع أسوان؛ للمساعدة في تحرك الأجانب بحرية وانسياب في جو آمن؛ حتى ينقلوا صورة طيبة عن مصر الآمنة لأصدقائهم عقب عودتهم إليهم، ليكونوا بمثابة سفراء لمصر في بلادهم لاحقا.
وتعقد اليوم ثلاث جلسات للمؤتمر عن «الصعيد بين التحديات وآفاق التنمية»، يعقبها مناقشة مبادرة الصناعات الصغيرة والمتوسطة بمحافظات الصعيد، وجلسة أخرى بعنوان «المشاركة السياسية وانتخابات المحليات بالصعيد»، فضلا عن ورش عمل متوازية، حول تنمية القطاع السياحي في الصعيد ودور الشباب في تطويره، ومبادرة الصعيد حماية اجتماعية.
في سياق آخر، كشفت مصادر مطلعة عن أن رئيس مجلس الوزراء سيعرض على الرئيس الملامح النهائية لقائمة المرشحين الجدد في التعديل الوزاري المنتظر إجراؤه. ووفقا للدستور المصري، فإن التعديل الوزاري سيتم إقراره بالتشاور بين رئيس الدولة ورئيس الوزراء، ثم يعرض على مجلس النواب (البرلمان) صاحب الولاية والاختصاص في الموافقة على التعديل الوزاري من عدمه.
ويترقب الشارع المصري التعديل الوزاري الجديد بسبب الانتقاد الكبير، الذي طال أداء الحكومة، والأزمات الاقتصادية، التي تعانيها البلاد، وبخاصة بعد قرار البنك المركزي تعويم الجنيه.
وسبق أن أعلن السيسي قبل أيام خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية الرسمية عن تعديل وزاري وشيك. وقالت المصادر إن أسباب تأخر التعديل الوزاري كثرة الاعتذارات من بعض المرشحين.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.