البنتاغون: الإدارة الأميركية تدرك حاجة مصر لمعدات إضافية في حربها ضد الإرهاب

قائد بالجيش المصري: نسيطر تماما على الوضع في شبه جزيرة سيناء

ستيف وارين المتحدث باسم البنتاغون
ستيف وارين المتحدث باسم البنتاغون
TT

البنتاغون: الإدارة الأميركية تدرك حاجة مصر لمعدات إضافية في حربها ضد الإرهاب

ستيف وارين المتحدث باسم البنتاغون
ستيف وارين المتحدث باسم البنتاغون

في وقت تواصل فيه السلطات المصرية عملياتها الأمنية الموسعة في شبه جزيرة سيناء، ضد المتشددين الإسلاميين، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها تدرك حاجة مصر لمعدات إضافية في حربها ضد الإرهاب. وقال ستيف وارين، المتحدث باسم البنتاغون، أمس، إن مسؤولي الوزارة انتهوا من إجراء دراسة مستفيضة لبرنامج المساعدات المخصصة لمصر، وإن الإدارة الأميركية تدرك أن مصر تواصل حربها ضد الإرهاب في سيناء، وتعتقد أن قوات الجيش في حاجة إلى معدات إضافية لمواصلة تلك الجهود.
وشهدت العلاقات المصرية - الأميركية توترا لأكثر من تسعة أشهر منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي مطلع شهر يوليو (تموز) الماضي، قامت خلالها واشنطن بتعليق المساعدات العسكرية وإلغاء مناورات مشتركة بين البلدين. لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر قبل يومين استئناف جزء من المساعدات العسكرية، يتمثل في تسليم القاهرة عشر طائرات هليكوبتر هجومية من طراز «أباتشي»، إضافة إلى طائرة أخرى مملوكة لمصر كانت تخضع للصيانة في أميركا، وذلك في إطار دعم الجهود المصرية في مكافحة الإرهاب.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إن الإدارة الأميركية تعتقد أن طائرات «الأباتشي» تمثل أداة مفيدة وقوية في حرب مصر ضد الإرهاب في سيناء، كما أنها تأتي في إطار المصلحة الأمنية القومية المشتركة، غير أنه أضاف «لن يتم الإفراج عن مساعدات عسكرية أخرى نظرا لعدم وضوح الرؤية بعد». وأكد المسؤول الأميركي أن البنتاغون سيواصل إجراء حوار مع مصر يتركز على مكافحة الإرهاب.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية جون كيري سيجتمع مع نظيره المصري نبيل فهمي يوم الثلاثاء المقبل. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي إن فهمي سيلتقي مع عدد من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية وعدد من رجال الكونغرس خلال زيارته المقبلة لواشنطن. ومن المقرر أن يقدم كيري قريبا إقرارا للكونغرس بشأن مواصلة مصر علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وآخر بشأن وفاء مصر بالتزاماتها تجاه معاهدة السلام مع إسرائيل.
وأشارت المسؤولة الأميركية إلى أنه وفقا لهاتين الشهادتين سيتم تسليم مصر طائرات الهليكوبتر من طراز «أباتشي»، حيث ترى الولايات المتحدة أهمية تلك الطائرات لمصر في جهودها في مكافحة الإرهاب في سيناء والتصدي للعناصر المتطرفة التي تمثل تهديدا لأمن مصر وإسرائيل والأمن القومي الأميركي، غير أنها أضافت أن شهادة وزير الخارجية أمام الكونغرس بشأن اتخاذ مصر الخطوات اللازمة لتدعيم المسار الديمقراطي وتخفيف القيود على حرية التعبير والتجمع ووسائل الإعلام تظل متبقية للإفراج عن باقي المساعدات الأميركية لمصر.
وشهدت منطقة سيناء عددا من التفجيرات التي استهدفت قوات للجيش والشرطة في الأشهر الماضية عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، تبنتها جماعات تكفيرية متشددة، لكنها بدأت في التراجع مؤخرا. وقال قائد الجيش الثاني الميداني في مصر اللواء أركان حرب محمد الشحات، إن عناصر القوات المسلحة مسيطرة تماما على الأوضاع في شبه جزيرة سيناء، رغم الحديث عن عناصر إرهابية في شمال سيناء، مؤكدا أن «موقفا أو اثنين لا يهزان القوات على الإطلاق».
وأضاف اللواء الشحات، في مؤتمر صحافي أمس بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لتحرير سيناء، إنه تم القبض بيد من حديد ويجري العمل من خلال خطة يعاد تقييمها شهريا بناء على النتائج ويتم تحديد أهداف جديدة. وأضاف «منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي تم تنفيذ 1380 عملية مداهمة استهدفت 462 بؤرة إرهابية، الأمر الذي أسفر عنه ضبط أعداد كبيرة من العناصر التكفيرية وضبط 3957 قطعة سلاح و2.5 مليون طلقة ذخيرة، بالإضافة إلى 775 كيلوغراما من مادة الانفو شديدة الانفجار، بخلاف ما تم تدميره من أنفاق على الحدود مع قطاع غزة والتي بلغت حتى الآن 1583 نفقا».
وأشار إلى رصد الأجهزة المعنية لمعلومات كبيرة ودقيقة لمواجهة أي عدائيات تستهدف الأمن القومي، موضحا أن هناك إجراءات يتم اتخاذها على الأرض حتى لا تكون هناك فرصة لأي كان بالاقتراب من الحدود المصرية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.