قادة فلسطينيي 48 يطالبون بحماية دولية ووقف سياسة الاضطهاد

التقوا في تل أبيب سفراء 28 دولة في الاتحاد الأوروبي

قادة فلسطينيي 48 يطالبون بحماية دولية ووقف سياسة الاضطهاد
TT

قادة فلسطينيي 48 يطالبون بحماية دولية ووقف سياسة الاضطهاد

قادة فلسطينيي 48 يطالبون بحماية دولية ووقف سياسة الاضطهاد

اجتمع القادة السياسيون للمواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، أمس، في تل أبيب، مع سفراء 28 دولة في الاتحاد الأوروبي، وأطلعوهم على صنوف المعاناة التي يتعرض لها مواطنوهم، بسبب سياسة حكومة بنيامين نتنياهو التي باتت تهدد وجودهم، وسط صمت دولي مستهجن.
وقد ضم الوفد كلا من رئيس لجنة المتابعة، النائب السابق محمد بركة، ونواب «القائمة المشتركة» في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، د. جمال زحالقة، ود. يوسف جبارين، وعايدة توما سليمان، وعبد الحكيم حاج يحيى، وأسامة السعدي. وطرحوا أمام السفراء شكوى المواطنين العرب من سياسة التمييز العنصري وهدم البيوت وسن قوانين عنصرية. وقال بركة، إن حكومات إسرائيل المتعاقبة، مارست سياسة تمييز عنصري خطيرة، منذ قيام الدولة، لكن حكومات نتنياهو الأخيرة، تحدث تصعيدا خطيرا في هذه السياسة، فتدوس الحقوق وتغتال المواطنين باستسهال الضغط على الزناد، وتشرد المواطنين وترحلهم عن بيوتهم. وقال زحالقة: «نحن أقلية في خطر وبحاجة لحماية دولية».
وقدم أعضاء الوفد العربي وثائق عدة، دونت فيها مشكلات المواطنين العرب مع السلطة الإسرائيلية، أشاروا فيها إلى نحو 25 قانونا جديدا، تستهدف جميعها، تكريس سياسة التمييز ضد المواطنين العرب، وكبت حرياتهم وتهديد مؤسساتهم السياسية والمدنية. وأكدوا أن إسرائيل عموما، تتراجع عن القيم الديمقراطية والليبرالية، لكنها فيما يتعلق بالمواطنين العرب، تحاول سلبهم ما تبقى من حقوق ديمقراطية، وعلى سبيل المثال، حرصت على رفع نسبة الحسم في الانتخابات البرلمانية لكي تقلص عدد النواب العرب. فعندما اتحدت الأحزاب العربية في قائمة واحدة، ونجحت في إيصال 13 نائبا إلى الكنيست، بدأوا في التحريض عليها لنزع شرعيتها، وراحوا يطاردون نوابها ويهاجمونهم ويعتدون عليهم، حتى بالضرب وبالرصاص الموجه نحو الرأس، كما حصل في أم الحيران، مع أيمن عودة وأسامة السعدي في الأسبوع الماضي.
وقال رئيس دائرة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة، في تصريح إعلامي: «كان هذا لقاء بين قيادة الجماهير العربية وبين جميع سفراء دول الاتحاد الأوروبي، عرضنا فيه على السفراء، سياسات التمييز وسياسات الإقصاء التي تعاني منها الجماهير العربية تاريخيا، وتطرقنا تحديدا، إلى قضايا الأرض والمسكن والبناء والهدم الإجرامي الأخير في قلنسوة وأم الحيران. لقد أوضحنا أن قضايا حقوق الإنسان والأقلية القومية، ليست شأنا داخليا للدولة، إنما هي شأن دولي؛ لذلك طالبنا السفراء الأوروبيين باتخاذ خطوات فعالة ومؤثرة أكثر على إسرائيل، لتغير سياساتها تجاهنا. هناك لجنة لحقوق الإنسان غير رسمية، وهي لجنة مشتركة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي؛ ولذلك أكدنا ضرورة أن تكون قضايانا على طاولة هذه اللجنة... أنا أيضا عرضت فكرة أن يدعو الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى الانضمام إلى المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان، والمعاهدة الأوروبية لحماية حقوق الأقليات القومية، وهي معاهدة معروفة ومهمة على المستوى الأوروبي، وهي أيضا مفتوحة لانضمام دول أخرى. إسرائيل تدعي أنها تراعي المعايير الأوروبية لحقوق الأقليات، هكذا هي تقول للأوروبيين، فلتتفضل وتنضم إلى هذه المعاهدة».
وأكد جبارين أن الغرض من هذا الطلب هو أن تتمكن القيادات العربية، مستقبلا، من محاكمة إسرائيل في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان المسؤولة عن تطبيق معايير المعاهدة الأوروبية. وأضاف: «في رأيي نحن اليوم بدأنا مرحلة جديدة من عمل دولي موحد وممنهج، وذلك عشية اليوم العالمي لدعم حقوق الأقلية العربية، الذي تقوده لجنة المتابعة العليا، للسنة الثانية على التوالي، في العشرات من دول العالم ومن العواصم الدولية ويصادف نهاية هذا الشهر».
يذكر أن الكنيست رفض أمس، مشروع قرار طرحته القائمة المشتركة، لتعيين لجنة تحقيق لكشف حقيقة ما جرى في أم الحيران في الأسبوع الماضي، وكيف قتل الشرطي راز ليفي والمواطن العربي يعقوب أبو القيعان. وقد طلب النائب طلب أبو عرار، تعيين هذه اللجنة، حتى يتبين فعلا إن كان ما تقوله الشرطة صحيحا أو كاذبا... وطلب أن تستخرج جثة الشرطي لتشريحها واستبيان حقيقة أسباب وفاته، وأكد أن الشرطي لم يقتل دهسا، وهناك شهادات تدل على أنه قتل برصاص زملائه من الجنود، وأن الادعاء بأن «الشهيد» أبو القيعان من «داعش» جاء فقط ليغطي على هذه الجرائم.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.