صالح يسعى لإخماد انشقاقات داخل حزبه

الحوثيون يطالبون برفع الحصانة عن ثلاثة من أبناء الأحمر

صالح يسعى لإخماد انشقاقات داخل حزبه
TT

صالح يسعى لإخماد انشقاقات داخل حزبه

صالح يسعى لإخماد انشقاقات داخل حزبه

تتزايد التباينات والخلافات في أوساط الانقلابيين (الحوثي وصالح)، يوما بعد يوم، مع تزايد استئثار الحوثيين بمفاصل القرار في المحافظات التي تقع تحت سيطرتهم، ومع الهزائم الأخيرة التي يتلقونها على يد الجيش الوطني اليمني، والتي كان آخرها تحرير مدينة وميناء المخا الاستراتيجي، ومناطق أخرى مجاورة.
وكشفت مصادر يمنية، أن قياديا سابقا في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، جناحه المؤيد للانقلاب، أظهر نوعا من الانشقاق عن الحزب وصالح وتحالفه القائم مع الحوثيين، وهو أحمد عبد الله دارس، وزير النفط السابق، الذي أعلن عن إنشاء كيان سياسي جديد، حمل اسم «الكيان السياسي الجديد»، في حين أشارت المعلومات إلى أن صالح حاول وأد الكيان في مهده واعتبره انشقاقا عليه وإضعافا لموقفه، من خلال منع فعاليات إشهاره والتحضير له.
واعتبر مراقبون يمنيون أن هذه الخطوة قد تكون احتيالا من صالح على حلفائه الحوثيين، أو أنها تكشف هشاشة هذا التحالف وما يعتمل في صنعاء. وقال المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، إن «هذه الأخبار تحمل دلالات متناقضة، بمعنى أن قد يلجأ إلى ترتيبات من هذا النوع، بهدف خلق كيانات بديلة يكون بوسعها استيعاب مشروعه السياسي في مرحلة ما بعد السقوط، وقد تكون مبادرة تنطوي على مغامرة شخصية من الوزير السابق، وهي مغامرة لأنها تتم في أجواء مشحونة ومتوترة وقد تجلب له ولمن معه المتاعب إن لم توقعه في خطر مواجهة والميليشيات».
ويرى التميمي أن أهمية مثل هذه التحركات، بغض النظر عن مصداقيتها، «تكمن في أنها تعطي انطباعا بعدم الاستقرار وعدم اليقين بشأن الوضع في المناطق التي تقع تحت نفوذ الانقلابيين، على الرغم من محاولات صالح والحوثيين خلق انطباعات بوجود ثقة بشأن مشروعهم السياسي وبشأن مآلات المواجهة مع السلطة الشرعية والتحالف»، ويمضي التميمي مؤكدا أن «سعي قيادي سابق في حزب صالح نحو تشكيل حزب سياسي يتم في ظل تطورات عسكرية مهمة لصالح الحكومة الشرعية، ما يعني أنها تقلل بصورة مباشرة من أهمية ادعاءات الانقلابيين بأنهم يمثلون طيفا وطنيا، ويلقي الضوء على الحقيقة الهشة عن تماسك الانقلابيين وصلابة تحالفهم».
على صعيد آخر، وجه الانقلابيون عبر وزير العدل في حكومتهم الانقلابية، رسالة إلى رئيس مجلس النواب (المعطل)، يحيى الراعي، يطالبونه فيها برفع الحصانة البرلمانية عن ثلاثة من البرلمانيين، من أبناء الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، شيخ قبيلة حاشد، رئيس مجلس النواب السابق، وهو أحد الشخصيات اليمنية البارزة في تاريخ اليمن الحديث.
ونصت المذكرة الممهورة بتوقيع القاضي الحوثي أحمد عبد الله عقبات، على طلب رفع الحصانة عن كل من: حميد عبد الله بن حسين الأحمر، وشقيقيه مذحج وحسين. وعدّت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء هذا الطلب الذي اقتصر على أولاد الأحمر، في ظل وجود مئات البرلمانيين المؤيدين للشرعية، بأنه نوع من «الانتقام من هذه الأسرة التي تتزعم قبائل حاشد»، فيما اعتبرته مصادر أخرى بأنه «نوع من المخاوف التي تلاحق الانقلابيين (الحوثي وصالح) من قرب تحرير المناطق اليمنية». وقللت المصادر من هذه الخطوة «إلا في حالة الرغبة في مصادرة الممتلكات والأموال الكبيرة التي استولى عليها الانقلابيون من أسرة الأحمر في صنعاء وعمران، أو أنها تمهيد لنهب ما تبقى من أموال وشركات للأسرة السياسية التي لها أنشطة تجارية كبيرة في اليمن»، بحسب المصادر.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.